حكاية ملك مُستبد
في هذا القسم سأقوم بنشر مقالات مختارة من الفيس بوك بدون أي تغيير أو تعديل فيها لتسهيل انتشارها على محركات البحث ورفع امكانية ايجادها
دانت الأمصار و الأصقاع ب الطاعة و الولاء ل أحد الملوك حتى لم تبقى فيها بقعة إلا و أتاه أهلها طائعين خاضعين . ملك فرض سيطرته و أرهب الجميع ف خضع له الأقوياء قبل الضعفاء و والاه عظماء القوم و سُحق من عاداه تحت نعال فرسانه و حوافر أحصنته
جمع ب أحد المرات رجال دولته من قادة حرس و مستشارين و وزراء ف سألهم هل هنالك من تمرد أو تململ بين العامة ؟ و هل هناك من ينازعه الملك ؟.
صمت الجميع خوفًا من أن يخبروه بخبر يكدر صفوه ف يقتل أحدهم في ثورة غضبه إلا أحد قادة فرسانه الأشداء الذي صارحه دون خوف أو وجل ب القول :
يا ملكًا دانت له الأرض ب الطاعة و الإنقياد إعلم أن ب إحدى المدن النائية ثلة من المتمردين جاهرو ب العداء لك و الرأي عندي أن ترسل ولدك الوحيد معنا ل يقود الجيوش و نفتك بهم قبل أن يتفاقم خطرهم
أمر الملك القادة ب الإسراع في إعداد الجيوش ل الخروج ل تأديب تلك المدينة التي خرجت عن أمره و أعلنت العصيان
و قبل أن ينفض مجلس الملك دخل عليه أحد الخدم و بشر الملك ب أن زوجته وضعت مولودة .. خرج إبن الملك بعد سماعه الخبر و تأكده أن المولودة بنت لن تنافسه على الحكم و هو كان قد قرر قتل المولود إن كان ذكرًا .
ترأس الجيوش و قادها ل تنفيذ أمر والده سارو أياماً ب لياليها و عندما شارفو على بلوغ المدينة المتمردة .. نصبو الخيام و أقامو معسكرًا ل يتخذوه منطلقًا ل هجومهم
نام الجنود ل يأخذو قسطًا من الراحة إستعدادًا لمعركة الغد أما إبن الملك ف أخذ حصانه و قام ب جولة تفقدية إنتهت به إلى واحة خضرة تتوسط كثبان الرمال توغل فيها و بينما هو مأخوذ ب جمالها و قعت عينه من بعيد على فتاة تتصارع مع أخرى و حولهما حشد من الفتيات دون حرس أو عسس . إقترب ب حذر ب قدر ما يسمع حوارهن ف سمع المنتصرة في تلك المنازلة تقول : من تصارعني ؟ ف خرجت ل نزالها فتاة ثانية و ثالثة و رابعة و ... ف هزمت الجميع ف أقررن لها ب أن لا أحد يقوى على هزيمتها في تلك الأثناء خرج إبن الملك من مكمنه ف أحاطت به الفتيات و كلهن يحملن الرماح ف قالت لهما الفتاة التي هزمتهن أن يضعن أسلحتهن ف دنت منه
و قالت له : أعدو أم عابر سبيل فقال لها : بل فارس في مهمة
طلبت منه أن ينازلها ف وافق ف هزمته من أول جولة و أسقطته على الأرض . أعلن إستسلامه ف فرحت ب إنتصارها و أكرمته ف أتته ب الطعام و الشراب و تحدته في الشطرنج ف غلبته عشرات المرات
عرفت منه قصته و عند الفجر ودعها و رجع ل جيشه ف إستنفرهم و أطبقو كالليل على المتمردين ف لم يبقو منهم أحدًا و في طريق عودته المكلله ب النجاح إلتقى ب ثلة من الفرسان ف تقدم قائدهم منه و قال له لن تمر ب أرضنا إلا إن نازلني أقوى فرسانك و غلبني
أرسل إليه إبن الملك خيرة فرسانه ف هزمهم الفارس الغريب غير أنه لم يقتلهم بل أسرهم و عندما بلغ عدد الفرسان المأسورين العشرين تقدم إبن الملك ل منزالته ف دارت بينهما معركة إنتهت ب لمح البصر حيث أسقط إبن الملك السيف من يد الفارس الغريب ب ضربة واحدة و هم ب قتله و قبل أن يفعل خاطبه صوت فتاة أن لا يفعل ف توقف ف كشف الفارس الغريب عن رأسه ف لم يكن غير تلك الفتاة التي نازلها ب جولته التفقدية
كشف بقية الفرسان عن رؤسهم ف إتضح أنهن الفتيات اللأئي كن مع تلك الفتاة
تأكدت الفتاة أن إنتصارها عليه في نزالهم السابق ما كان إلا تساهلاً منه و رغبتا منه أن يجنبها حرج الهزيمة أمام أتباعها
أعجبت ب فروسيته و قررت أن تذهب معه ل تزور مدينته هذا ما صرحت به و أما ما أخفته في قلبها ف كانت رغبتًا صادقة ب أن تكون معه أينما حل و إرتحل
رجع إبن الملك ل مملكة والده مزهوًا ب إنتصاره ... دخل على والده و قص عليه فرحًا بطولاته غير أن فرحته لم تدم طويلاً ل سبين
الأول أن والده أراد ان يتزوج تلك الفتاة التي حضرت معه و لم يخبره ب ذلك ف لما الح عليها برغبته خرجت الفتاة من المملكة وحيدة دون أن تخبر أحدًا حيث فضلت أن ترحل و تجنب إبن الملك صدامًا مع والده غير أنه و ل سوء طالعها غدر بها سهم من قاطع طريق ف أرداها و عثر على جثتها راعِِ ف أحضرها إلى القصر ف تكدر إبن الملك
أما السبب الثاني ف عرف أن زوجة والده يوم خروجه ل محاربة المتمردين لم تنجب بنتا فقط بل كانا توأمًا بنت و ولد ف تبدل طبعه و هزل جسمه و كثر صمته ف حاوره والده و عرف منه أنه يرفض أن يشاركه في الملك من بعده أخوه و صارحه ولده ب إنه إن ظل قريبًا من أخيه الصغير س يقتله لا محالة و ل أجل هذا طلب من والده أن يمنحه مدينة بعيدة يحكمها و يبتعد عن أخيه الصغير
وافق الملك على طلب ولده الأكبر ف خرج الأخير و لم يعد ل مملكة والده أبدًا
توالت الأعوام و بلغ التوأمان عمر الثامنة عشر ف قرر الفتى أن يخرج في رحلة ل إستكشاف مملكة والده الفسيحة غير أن والده رفض ف خرج في رحلته متسللاً ف لحقت به أخته
طالت رحلتهما ف داهم الفتى المرض ف عجز عن المسير و أصبح مع أخته مشردًا في ديار لا يعرفانها و شح المال في يديهما ف قررت أخته أن تعمل عند التجار و أصحاب المال ل توفر مالاً ل تعرضه على طبيب
إقترب منها أحد الشيوخ و سألها عن حالها ف توسمت فيه خيرًا ف صارحته ب حقيقتها ف قال لها : تعالي معي ف عندي بنت وحيدة ب مثل سنك و ل تجلسي معها و تسامريها في النهار و ل ترجعي ليلاً إلى أخيكِ و س أجزل لكِ العطاء
صدقته المسكينة ف قادها خارج المدينة و وضع القيود في يديها و ظهر على حقيقته ف هو نخاس و قرر بيعها ... حاولت أن تقاومه ف ضربها حتى أدماها و عندما بكت ب حرقة هددها ب قطع لسانها ف إرتعبت و قنعت ب مصيرها
في الصباح نزل بها إلى السوق و عرضها ل البيع ك جارية لم يطل إنتظاره حيث توقف عنده تاجر ميسور الحال و أراد شرائها ف عرض خمسمئة دينار ثمنًا لها ف رفض النخاس و ظل يزيد الثمن ف بكت الفتاة ف هي تريد أن تتخلص من النخاس مهما كان الثمن دنى منها التاجر و حاول أن يكفكف دمعها ف غطت وجهها ف ضن النخاس أنها تفعل ذلك ل تفسد عليه فرصة بيعها ف ضربها بالسوط حتى أغمي عليها
قرر التاجر أن يشتريها مهما كان ثمنها لا ل يغنم منها مالاً ب بيعها مرة ثانية فقط و إنما ل ينقذها من ذاك النخاس المتوحش ف عرض عليه خمسة ألاف دينار بدل الخمسمئة دينار
وافق النخاس على بيعها
هذا ما ماحدث مع الفتاة أما أخوها ف لما تأخرت عليه و هو ملقًا ب قارعة الطريق يتلوى من الوجع حاول القيام ل البحث عنها ف أغمي عليه ف تجمع حوله الناس ف أخذه أحدهم إلى بيته و عطف عليه . أطعمه و عالجه و عرف منه قصته
عندما تماثل ل الشفاء و إسترد عافيته قرر البحث عن أخته ف وهبه ذاك الرجل الطيب جوادًا و بعض المال
طاف الفتى ب انحاء تلك المدينة ف لم يعثر عليها ف التاجر الذي إشتراها أخذها ل مدينة اخرى و قرر ان يبيعها لرجل طيب يكرمها و ل جميل الصدف باعها ل أحد رجال أخيها الأكبر الذي أراد أن يجعلها هديتًا ل سيده ل علها تستطيع إخراجه من عزلته
دخلت الفتاة جاريتًا على أخيها الأكبر فما عرفته و لا هو عرفها ف سألها أن تخبره ب إسمها و لما أخبرته عرف أنها أخته ف صارحها ب أنه أخوها الأكبر ف فرحت و قصت عليه ما حدث لها و ل اخيها ف أرسل على عجل رجاله ل يعثرو عليه لكن جهودهم بائت ب الفشل ف يئست من العثور عليه
أقامت عند أخيها ما يقارب الثلاث أشهر و ب إحدى المرات بينما كانت جالستًا ب بستان قصره سمعت أحد المارة يردد شعرًا يذكرها فيه ب الإسم ف خرجت مسرعة ل تعرف صاحب الشعر ف كانت فرحتها لا توصف عندما وجدت صاحب الأبيات أخوها التوأم ف عانقته و دخلت به على أخيهم الأكبر ف رحب به ف نار الغيرة و الحسد قد هدأت في قلبه
أمر أخوهم الأكبر ب البحث عن النخاس و التاجر الذين باعا أخته ف أكرم التاجر الطيب و قطع رأس النخاس
رجع الأخوين و أختهما ل مملكة والدهما ف وجداه على فراش المرض ف أوصى الإبن الأكبر ب أخيه الصغير و أخته و طلب منه الغفران على تسببه في مقتل الفتاة التي جائت معه من مدينة المتمردين
مات والدهما و ب قلبه حسرة و ندم
ولي الحكم من بعده الأخ الأكبر أما أخوه الأصغر تفرغ ل الصيد و الترحال أما أختهما ف تزوجت من قائد الجند و ظلت بقرب أخيها الأكبر الذي بقي وحيدًا دون زواج إكرامًا ل تلك الفتاة التي نازلته و غلبته ب الأمس البعيد الذي ترك ب قلبه ذكرى جميلة و اخرى مؤلمة
إنتهت
تعليقات