#حكاية الفتى و الأسئلة التسعة
في هذا القسم سأقوم بنشر مقالات مختارة من الفيس بوك بدون أي تغيير أو تعديل فيها لتسهيل انتشارها على محركات البحث ورفع امكانية ايجادها
عندما بلغ أحد الفتيان سن الزواج فاتح أمه برغبته في أن يتزوج ف شباب القرية الذين هم ب سنهم كلهم تزوجو و لم يبقى إلا هو الأعزب الوحيد .. إنقضت عليه أمه ب إجابة تبخرت على إثرها أحلامه .. قالت له من يتزوج يعمل و أنت أكسل البشر فهل كسبت درهما في حياتك أيها الولد العاق .. من يتزوج يكون مكتمل العقل و قادر على أن يتحمل مسؤولية زوجة و اولاد و انت بلا عقل
توسل الفتى أمه أن تخطب له و تزوجه لكنها رفضت و أنهالت عليه ب الكلمات و لو كان السوط ب يدها ل جلدته .. قالت هب أني قبلت ان ازوجك و إتضح ان تلك الفتاة بليدة مثلك .. او أنها مشاكسة ف تقلب حياتنا رأسًا على عقب
بعد جدل عقيم رضيت ان تزوجه على شرط أن يختارها هو و يسكنها في اي مكان المهم ان لا تسكن معها في نفس المنزل ... خرج الفتى غاضبًا و قرر أن لا يعود إلى البيت
هام على وجهه و هو ساخط على حظه ... مشى طويلا حتى ابتعد عن قريته و انتهى ب احد المروج .. لمح من بعيد أحد الرعاة .. ف أشار له الراعي ان يتوقف في مكانه .. تسمر الفتى في مكانه .. دنى منه الراعي و همس له ب صوت خافت لا يكاد يُسمع :
إن خطوت فوق هذا الجسر الذي يعلو النهر ب صخب خرج منه عفريت و إفترسك ف لقد قضى على الكثيرين ممن مرو من فوق الجسر وهم يحدثون جلبة و اقلقو راحته .. مشى الفتى على اصابع قدميه ب تأني و حذر مخافة ان يحدث صوتًا ... الا ان العفريت المرعب ظهر له ..
سقط الفتى من شدة الخوف .. قال له العفريت لا تخف ما دمت مشيت ب هدوء فوق الجسر ف انا لن افترسك .. اطمئن الفتى و ذهب عنه الخوف .. سأله العفريت .. الى اين يقصد و ما الذي اخرجه من قريته ... حكى له الفتى قصته مع والدته .. قال له العفريت :
إذهب و ان عثرت على الفتاة التي تريدها زوجة ف مر علي و س أعطيك هدية زواجك ... و اضاف العفريت قائلاً : ان اردت نصيحتي ف ل تقصد مدينة النحاس و إسأل عن شيخ النحاسين .. و عندما تعثر عليه أطلب منه أن يزوجك ابنته الصغيرة ف ان رفض ف اقبل منه اية فتاة يرتضيها زوجتا لك .. شكر الفتى له نصيحته و مشى قاصدا مدينة النحاس ..
بحث مطولا حتى اهتدى اليها .. سأل الناس عن شيخ النحاسين ف دلوه الى منزله .. طرق بابه ف فتح له شيخ ب لحية بيضاء .. رحب به و لم يرضى ان يستمع الى طلبه الا بعد ان يتناول من طعامه .. عندما انهى الفتى طعامه و استراح من عناء السفر ... قال ل الشيخ دون مقدمات : أريدك ان تزوجني ابنتك الصغيرة .. و لتعلم اني فقير معدم ..
غير اني س أعمل ل أسدد مهرها و اوفر لها ما تطلب .. أجابه الشيخ اما ابنتي الصغيرة ف لن ازوجها و ان طلبها الامير و في عرفنا تتزوج الكبيرة ثم تليها الصغرى و انا عندي فتاة تكبر الصغرى ب سنتين ف ان قبلت زوجتك اياها و لن اشترط عليك شيئًا سوى ان تطعمها اذا اكلت و تكسوها اذا اكتسيت
وافق الفتى و حمل الفتاة و عاد بها الى امه ل يريها اي الفتيات اختار ل تصبح زوجته .. في الطريق قص الفتى على الفتاة ما حدث له مع امه ب سبب رغبته في الزواج .. قالت له الفتاة اطلب من امك ان تسمح لنا ب العيش معها ل مدة شهر فقط و من بعدها ل كل حادث حديث
تذكر الفتى وصية عفريت الجسر ف عرج اليه .. برز اليه العفريت ف قال له هل عثرت على الفتاة التي س تصبح زوجة لك .. قال له الفتى نعم و اشار الى الفتاة التي كانت برفقته ... غاص العفريت في النهر ثم عاود الظهور و اعطى ل الفتى جرة مليئة ب الدنانير الذهبية ..
كان مبلغًا يكفيه العمر كله ل يعيش حياة رغدة .. أعطاه الجرة ثم قال له بعد انقضاء الشهر من بعد زواجك س أتي ل زيارتك و س أطرح عليك أسئلة تسع ف ان اجبت عليها تركتك و مضيت و ان اخفقت قتلتك .. ارتعب الفتى لكن تصنع الشجاعة امام زوجته المستقبلية .. قبل ان يمضي الفتى قال له العفريت لا تفكر ب الهروب ل أني س أجدك و ان اختبأت ب باطن الأرض أو ب قعر البحر .. ف ان فررت قتلتك و قتلت زوجتك و امك و اهل قريتك ...
رحل الفتى و قد انقلب فرحه حزنا و غما .. طيبت الفتاة خاطره و قالت له يفترض ان يكون هذا اسعد يوم في حياتك و اما الأسئلة ف س أجيب عنها انا فلا تحزن
دخل الفتى على امه و اخبرها ان هذه الفتاة من اختارها زوجة له و انه يطلب منها ان تسمح لهما بالعيش معها ل مدة شهر ثم يرحلان (كان الفتى قد اشار على الفتاة ان يشتري بيتا لهما ب المال الذي اعطاه اياه العفريت لكن الفتاة رفضت و اصرت ان يعيشا مع امه)
وافقت الأم على طلب ولدها و اقامت له عرسًا حضره اهل القرية جميعًا .. نسي الفتى اتفاقه مع العفريت ... توالت الأيام و هو في فرح و سرور الى ان حل اليوم المشؤوم ف نزل عنده العفريت ضيفًا ثقيلا و قال له هل نسيت اتفاقنا ايها الفتى ... لم ينبس الفتى ب بنت شفة ..
تشجعت الفتاة و قالت ل العفريت هل ترضى ان اجيبك انا عن اسئلتك .. قال لها العفريت قبلت و لكن إن أخفقت قتلتك .. أومأت الفتاة ب رأسها ل الفتى ب أنها موافقة على شرط العفريت
طرح العفريت أسئلته :
ما الشيء الذي نحبه ف الشتاء و نكرهه في الصيف .. قالت الفتاة النار
ماذا تعرفين عن:
إثنين قالت : من له عينان يرى بهما ف هو محظوظ
و الثلاثة قالت : البيت الذي له ثلاث نوافذ يكون مشرقًا
و الأربعة قالت : لا تسير العربة الا على اربع
و الخمسة قالت : خمسة اصابع تجعل المستحيل ممكنا
والستة قالت : من له ستة من الثيران س يحرث الحقل و يزرعه و يغنم منه مالاً وفيرا
و السبعة قالت : من له سبع بنات لا يهدأ له بال حتى يزوجهن
و الثمانية قالت : من له ثمانية أكوام من القمح أمن جوع الشتاء
و التسعة قالت : من كان له تسع من الغرف كثر ضيوفه
قال و العشرة قالت الفتاة إتفقنا على تسعة اسئلة .. قال لها العفريت ذاك اتفاقي مع زوجك و اما انت من اجبتي ف لي عندك سؤال عاشر
قالت الفتاة أسمعني إياه : قال العفريت : ما فعلت في الشهر الذي مضى و يمكن ان يكون خلاصك من الموت على يدي
قالت : كسبت رضى حماتي و هذا ف العادة محال .. طلبت منها ان تسمح لنا ب البقاء عندها شهر ثم نرحل و لكن في ذاك الشهر كنت لها مثل الإبنة لا الكنة ... إن امرت اطعت و ان نهت انتهيت و اجتهدت من اجل ارضائها ف اسألها هل تقبل أن نفارقها
سأل العفريت ام الفتى ف قالت له : لن استطيع أن اعيش بعيدا عن إبني و هذه الفتاة الفاضلة
تبسم العفريت و قال : لقد أجاد الإختيار ف نعم الزوجة انت ثم رحل
ذهب الغم و الحزن عن الفتى و عاش مع زوجته و امه حياة هنية
تعليقات