#حكاية الراعي و المشعوذة
في هذا القسم سأقوم بنشر مقالات مختارة من الفيس بوك بدون أي تغيير أو تعديل فيها لتسهيل انتشارها على محركات البحث ورفع امكانية ايجادها
من الحكايا التي روتها لي جدتي أيام الطفولة
إشتغل أحد البسطاء راعيًا للأغنام عند عجوز مدة من الزمن .. و في أحد الأيام قرر ترك العمل لديها بعدما إكتشف أنها مشعوذة و عندما علمت بذلك لعنته و حولته إلى مسخ .. و قالت له إذا أردت أن أزيل عنك لعنتي و أسرحك من العمل أحضر لي لبنًا سحريا لم يذق طعمه أحد
مضى الراعي حزنا . يحدث نفسه أين أجد مطلب تلك المشعوذة . قطع الفيافي و تسلق أعالي الجبال . طاف بالسهول و المروج دون جدوى . تسرب إليه اليأس شيئًا ف شيئًا . إلى أن مر ب جماعة من الناس يتكلمون عن أسطورة : قطيع الأغنام الذي إتخذ من قمم الجبل الأزرق مرتعًا لها و عن الشيخ الغريب الذي ألقى الرعب ب قلب كل من تسول له نفسه الإقتراب من ذالك الجبل
قرر ذاك الراعي المسكين أن يجرب حظه ف لربما يرأف به الشيخ إن عرف قصته الحزينة
حسم الراعي أمره و أعد العدة ل سفره الطويل و لما إنبلج الصبح قصد الجبل مشى يومان ف بلغ سفحه . صعد إلى الجبل و قلبه وجل يترقب ضهور الشيخ الذي يحرس الجبل . لكن الشيخ لم يظهر. أكمل الراعي بحثه و فجأة سمع أصوات ثغاء الأغنام ف أنفرجت أساريره عن ضحكة تنبيء ب قرب الفرج . أسرع يتتبع الصوت إلى لمح من بعيد قطيعا من الأغنام يرتع قرب شجرة صفصاف . تسلل بحذر ل كي يغافل أحد النعجات ف يحصل منها على لبنًا يأخذه للمشعوذة غير أنه تسمر في مكانه عندما إهتز الجبل ل صرخة مرعبة تخاطبه : إن أردت نيل مرادك ف لتحضر برسيمًا . ذهب عنه الروع بعد برهة . دفعه يأسه ل يدنو من القطيع مرة ثانية ف ظهر أمامه شيخ يتوشح البياض .و بيمناه عصا من خشب الزان
خاطبه الراعي متوسلاً و قبل أن يعرض مطلبه قاطعه الشيخ زاجرًا إياه : لو كنت من أهل النيات الخبيثة ل جعلت هذا الجبل قبرًا لك و ما دمت نقي السريرة س أسهل عليك الأمر
أشار بعصاه إلى الجبل ف إنفتحت به فجوة . و قال : للراعي مطلبك هناك ولج الراعي تلك الفجوة و إنتهت به الى نفق يقود الى قرية على الجانب الأخر تجول بين أزقتها و سحرته طبيعتها الخلابة ف المروج خضراء و الأنهار عذبة و كأن الشتاء الذي لف قريته لم يحل عليها بعد . وجد بعض شتلات البرسيم هم ب أخذ بعضها
ف أهتز المرج و خاطبه ب صوت مخيف : لست أعطيك شيئًا إن لم تأتيني ب ماءِِ من النهر الكبير
بحث ب تلك البساتين التي تتجمل بها القرية عن أثر يقوده ل النهر الكبير . تتبع السواقي ف قادته للنهر . أخرج الراعي قِربتًا ل يملئها ف خاطبه النهر لست أعطيك من مائي إلا إذا أتيتني ب فتيات القرية ل يغنين لي
إتجه صوب القرية و الكل ينظره ب إحتقار و إشمئزاز من شكله البشع . إقترب من إحدى الفتيات التي تلمس فيها الطيبة فهي الوحيدة التي أحزنها مصابه . عرض عليها مطلبه . فقالت له : لا تحزن س أقنع رفيقاتي
قصدت الفتاة رفيقاتها ف أشترطن عليها أن يحضر لهن الراعي أحذية جديدة
رجعت إليه ب شرطهن . قبل الراعي ما إشترطت علية فتيات القرية
دلته تلك البنت على صانع الأحذية
سلم عليه الراعي فما رد عليه صانع الأحذية . تفرس فيه و دقق فيه مطولا ثم رد عليه : طلبك عندي لا أخذ منك مالا عليه و بدل المال إئتيني بجذوة من نار ملك التلة الغربية
قصدها الراعي ف وجدها تلة من رماد بدل التراب و لكن للأسف لم يجد جمرًا متقدًا ف لم يبقى منها إلا الرماد
ناله التعب و الحزن فحاله من سيء الى أسوء غلبه النعاس و لما أفاق وجد أمامه أسدًا يرمقه ب نظرات تزرع الرعب ب قلب أعتى الفرسان حمل صخرة ل يدافع بها عن نفسه . زأر الأسد ف جفل الراعي المسكين
قال له الأسد لو أردت أن أفترسك ل كنت الأن في معدتي . ف أقصد الرعاة و أحضر لي خروفًا أهبك بعض الجمر
ذهب عن الراعي الخوف و قصد المراعي و أخبر الرعاة عن مطلب أسد تلة الرماد أشفقو عليه و رضو أن يهبوه خروفًا شريطة أن يحضر لهم حلوى من أحد الأعراس التي س تقام الليلة بالقرية
حضر العرس الكل مبتهج إلا هو حزن مطأطئ الرأس عرف منه أهل العرس قصته ف أكرموه و منحوه بعض الحلوى التي أحضرها العريس هدية لعروسته
شكر الراعي لهم جميلهم
حمل الحلوى للرعاة ف اعطوه خروفا . وهبه ل الأسد الذي أوقد له الجمرات ف حملهن لصانع الاحذية الذي اعطاه احذية ل فتيات القرية اللائي رقصن و غنين للنهر الكبير ف أعطاه ماءًا حمله للمرج ف سمح له ب قطف بعض البرسيم الذي عاد به لحارس الجبل ف اعطاه لبنًا ما ذاق انسي مثله . و أعطاه أيضًا مستخلص أحد الأعشاب التي تنمو ب الجبل و أخبره أن يضعه باللبن عندما يقدمها ل المشعوذة
عاد به للمشعوذة و ذكرها ب وعدها نظرت إليه ب إزدراء و أطلقت ضحكة شريرة و قالت له : أصدقت فعلاً أني أرفع عنك لعنتي
نظر اليها الراعي نظرة الضعيف الذي عذبته الأيام لم يرد عليها . كتم حزنه ب قلبه
شربت من اللبن و ما كادت تستسيغه و اذا ب شيخ الجبل يضهر أمامها و يهوي عليها ب عصاه ف شج رأسها و قال لها : هذه من أجل فعلتك بالراعي المسكين ف عجلي برفع لعنتك عنه قبل أستل أنفاسك
إرتعدت فرائص المشعوذة من الرعب ف عجلت و أزالت عن الراعي لعنتها ف عاد ل سابق عهده
هوى الشيخ عليها بعصاه مرة ثانية ف كسر يمناها و قال لها : أين أجرة السنين الطوال التي قضاه عندك راعيًا
وهبته أجرة رعيه و زادته صندوقًا من البهارات النادرة و توسلت من الشيخ الصفح فقال لها : إن عفى الراعي عنك عفوت . ركعت ذليلة تقبل أقدام الراعي و تستعطفه
عفى عنها الراعي و مضى على غير هدى و أقسم أن لا يعود للرعي ما دام حيًا
إنتهت
تعليقات