زوجة الأب الشريرة

من الحكايا التي روتها لي جدتي ايام الطفولة

رزقت عائلة فقيرة ب مولودين بنت و ولد . رغم فقرهم الا انهم كانو سعداء بهم . نشأ الاخوين في كنف أب محب و أم حنونة . لكن لم تدم سعادتهم طويلا فماتت الأم و تزوج أبوهم مرة ثانية . تزوج لكي لا يحس ولده و ابنته بمرارة اليتم و لكي يجدو في تلك الزوجة حنان ينسيهم فراق أمهم . و أختار والدهم إمراءة لها بنت بعمر أبنائه لكي تكون لهم أختا

لم يعلم الوالد المسكين ما سيحل بولديه بسبب تلك المرأة الشريرة

مضت أيامهم هادئة إلى حين بدأت الغيرة تنهش قلب زوجة الأب عندما لاحظت أن ولدي زوجها موفوري الصحة و ابنتها هزيلة عليلة . فعمدت الى اخبار ابنتها ب ان تراقبهم و تفعل مثلهم . خرجت معهم للرعي و حرصت على اكتشاف سرهم . تفطن الأخوين لها . و أوهموها أنها يأكلون الحشرات . ففعلت مثلهم و أصيبت بمرض و عوقب الولدين بحرمانهم من العشاء .و بعدما شفيت ذهبت معهم للمرعى مرة ثانية و عرفت سرهم عندما رأتهم يشربون الحليب من بقرتهم . دنت من البقرة لتفعل مثلهم فرفستها البقرة ف فقأت عينها . بعدما علمت زوجة الأب ب تلك الحادثة أمرت الأب المغلوب على أمره أن يذبحها توسلها ألا يفعل إكراما لوصية زوجته السابقة التي أخذت عليه عهدا أن لا يبيع أو يذبح البقرة . أصرت عليه الزوجة و خيرته بينها و بين البقرة . فقام بذبح البقرة على قبر زوجته السابقة التي أوصته إن أضطر إلى ذبح االبقرة أن يفعل ذلك بقبرها .

لم تتوقف غيرة زوجة الأب ف إبنتها عليلة سقيمة و الأخوين يزيد حسنهم مع الأيام . تتبعتهم خلسة فوجدتهم عند قبر أمهم فوجدت عنده نبعين أحد من عسل و أخر من لبن و الأخوين يتغذين منهما . رجعت مسرعة الى بيتها و كلفت عمال بردم النبعين . تحقق لها ذالك . عاد زوجها من العمل و اخبرته بضرورة الرحيل و ترك ولديها دون إخبارهم . عاد الأخوين ف كلفتهما بمهمة مستعجلة أعطت الولد غربالا و أمرته أن يملئه من الغدير و أعطت البنت صوفًا اسود و طلبت منها ان تغسلة حتى يصير أبيضا . قصد الاخوين الغدير لفعل ذلك

كررا العملية مرارا و لم ينجحا فمر بهما شيخ و أخبرهما ان الغربال يستحل أن يمتلئ بالماء و الصوف الاسود يستحيل ان يصبح ابيضا

أسرعا الأخوين لمنزلهم فوجداه فارغًا بحثا مطولا فلم يجدا الا كلبهم و قرصين من الخبز أحدهما من قمح و أخر من شعير . أعطيا الكلب من خبز الشعير ف اكله و عندما أعطياه من خبز القمح لفظ انفاسه فعرفا انه مسموم تخلصا منه و احتفضا بخبز الشعير وخرجا باحثين عن والدهما . خرجا للبحث عن والدهما . سارا ايام و شهورا و اعوام الى أن غدى الفتى شابا قويا و البنت فتاة جميلة . لم يفقدا الأمل بل واصلا السفر من مكان ل اخر لتقصي أخبار والدهما

و في أحد الأيام نفذ منهما الطعام و تمكن منهما الجوع لمحا من بعيد ما يشبه تلتين صغيرتين ف أتفقا ان يختار كل منهما تلتا و لا يعطي للأخر منها شيئًا . اختار الولد التلة البيضاء و البنت التلة الحمراء وصلا اليهما فوجداهما تلة ملح و تلة من عسل

أكل الولد من الملح ليبدو مقداما امام اخته اما هي ف اشفقت على اخيها لكنها تعرفه عنيدا لا يرضى من احد احسانا او عطفا

احتالت عليه مرات عدة . تخبره ان هنالك خلف الأشجار من يتجسس عليهما و عندما يشيح بعينه ليتفحص المكان تخفي له قطعة من العسل بتلة الملح تلك و عندما يعثر عليها يبتسم و يقول اختي انا ايضا وجدت عسلا .

واصلا المسير فوجدا احد المارة فسألاه عن نهر او نبع يروي عطشهما فدلهما على نبع عجيب و أخبرهما أن يشربا منه مرة واحدة فقط

إتجها صوب النبع فشربت الفتاة اولا و شرب أخوها بعدها . أكملا طريقهما . قال الشاب ل أخته لقد نسيت خنجري عند النبع س أذهب ل إحضاره . نصحته أخته بعدم الرجوع ل أنها تعرف أنه راجع ليشرب من النبع لكنه أصر . رجع الشاب و شرب حتى ارتوى . و عاد الى اخته و عندما رأته صرخت مرتعبة ل أن أخاها تحول إلى غزال . واسته و أخبرته أنها ستجد علاجا له

تسلقت هي أحد الأشجار لتتوارى عن الأنظار أما هو فبقي يرتع تحت الشجرة ل يحرس أخته .

أخرجت الفتاة مشطا و بدأت تمشط شعرها و تفكر في حال أخيها .

في تلك الأثناء غير بعيد عنها توجه سائس خيل القصر الى الأمير ليخبره أنه أخرج جوداه المفضل فشرب من النهر و ما عاد يأكل بعدها دنى الأمير من جواده و فتح فمه فوجد شعرة شقراء طويلة حريرية الملمس ملتفتا على لسان الجواد

أمر الأمير أحد فرسانه أن يمشط تلك المنطقة . ذهب ذاك الفارس و نقب تلك السهول و المروج . الى ان وصل الى تلك الشجرة التي تختبئ فيها الفتاة . اختبئ أخوها (الغزال) لكن الفارس لمح الفتاة و عاد ليخبر الامير .

ارسل الأمير وصيفات من القصر الى تلك الشجرة و امرهن ان يبدين و كأنهن يحضرن ل مادبة غداء شريطة أن يقمن بذالك بشكل خاطئ (قلبو القدور . و أحرقو الطبخة . و أوهموها أنهن لا يعرفن كيفية الطبخ ) خاطبتهن من أعلى الشجرة أيها النسوة ما هكذا يتم الطبخ . قلنا لها تعالي و علمينا ف نحن لا نعرف

نزلت لتعلمهن ف أمسكهن و خرج أخوها ( الغزال) ليساعدها فتصدى له الفرسان الذين كانو مختبئين و قبلو أن يرموه بالسهام صاحت الفتاة إنه أخي

أمسكوه و هي و أخذوهما ل قصر الأمير سمع الأمير قصتها و أتخذها زوجة ووعدها أن يعثر لها على والدها

كان للأمير زوجة أولى و شائت الصدف ان تكون تلك الزوجة أختها من زوجة أبيها التى تربت معها لم تعرفها الفتاة ف زوجة الاب أخذت ابنتها ل أحد المشعوذين و جعلها جميلة ف اغرت الامير و تزوجها

بيتت لها الشر .دعتها للذهاب معها للاغتسال عند شلال غير بعيد عن حديقة القصر . مشت معها و عندما بلغا بئرا مهجورة جفت مائها ألقتها فيها و عجلت ل تخبر أمها أنها قد قتلت أختها من أبيها و ستقنع الأمير أن يقتل أخاها (الغزال) فرحت زوجة الأب بفعلة إبنتها و قادتها للمشعوذ و طلبت منه أن يجعلها تشبه أختها المقتولة ل يحبها الأمير أكثر

عادت الى القصر على أنها الفتاة أخت الغزال و اخبرت الامير ان يقتل اخاها الغزال استغرب الامير من طلبها . كررت على مسامعه طلبها و أخبرته انها ستقتل نفسها ان لم يفعل

قرر الامير قتل الغزال توسله الغزال ان يعطيه مهلة اسبوع ثم يقتله ف أعطاه

سمع الغزال زوجة الامير تتكلم عما فعلته ب أخته تسلل من القصر و قصد البئر فنادى اخته فردت عليه و اسرع و اخبر الامير فخرج مع فرسانه فنزل أحد فرسانه و اخرجها من البئر

عاد بها الامير للقصر و احضر زوجته و جعلها تعترف بفعلتها و تخبرها عن والد الفتاة

ارسل الامير فرسانه و احضرو والدها و زوجته الشريرة فجعلوها هي و ابنتها على الدرج الصاعد و النازل يدعسهما الى ان ماتتا و بحث عن ساحر يفك لعنة اخيها . و عاشت الفتاة بسعادة مع اخيها و ابوها بمملكة الامير . النهاية