لايت نوفل My Death Flags Show No Sign of Ending الفصل 1
هذه الرواية ترجمتها منذ حوالي 6 أشهر ولم أنشرها لأني لم أكمل الترجمة... ولا أعتقد أني سأكملها في الوقت الحالي... عمومًا إن أعجبتكم اتركوا تفاعلًا أو تعليقًا أو شيئًا ما لعلي استعجلت ترجمتها
(عجيج)
ضجيجٌ صاخب يدوي في الداخل.
الضجة التي تجعل المرء يغلق أذنيه لا إراديًا بإحكام، كان مصدرها رجل ما، يبدو أنه في منتصف الثلاثينات، لحيته كلحية القيصر، يحمل عصا ساطعة بارقة بريقًا أسودًا، يرتدي زيًّا عسكريًّا. كسر مزهرية ضخمة يبلغ طولها حوالي متر تقريبًا بالعصا التي بيده.
تطايرت بتلاتها البيضاء، وارتشقت مياهها على سجادة قرمزية اللون.
"كيف ستتحملين مسؤولية هذا!؟"
"أنا آسفة بشدة! أرجوك سامحني......!"
"لا تتلفظي بالحماقات، أيتها المرأة الدنيئة!"
كان الغضب الشديد بادٍ عليه. وعباراته التي يتلفظ بها والتعابير الشيطانية تبرز ملامحه بمثالية في الموقف الحالي.
غضبه كان كنار مستعرة مضطرمة لن تُطفأ بمجرد كسره مزهرية، كان يتلفظ بكلمات نابية تسيء للخادمة التي أمامه، الراكعة على ركبتيها، تحني رأسها للأسفل تتوسل وتعتذر باكيةً.
كان هناك امرأة شابة أيضًا، ترتدي فستانًا لامعًا وتعانق طفلًا صغيرًا، تنظر إلى الخادمة نظرات ملؤها السخرية، تقف بجوار الرجل. للوهلة الأولى، يبدو الأمر وكأن الرجل ذا الزي العسكري والمرأة ذات الفستان يهاجمان خادمةً مسكينة لا سند لها لفظيًا.
توصل هيراساوا كازوكي إلى الاستنتاج التالي بمراقبته الموقف الراهن.
(........ لربما كان هذا حَدَث لعبة؟)
قد يبدو استنتاجًا غبيًّا، لكن ثمة سبب خلف هذا الاستنتاج ـــ فقد عرف كازوكي هذا المشهد.
كان تسلسل المواقف التي تتبدى له تشبه إلى حد ما مشهدًا من لعبة تقمص الأدوار الأحادية [القلوب الباسلة] التي كانت معروضة للبيع قبل بضع سنوات.
كان قادرًا على التذكر سريعا لكونه معجبا باللعبة، لا لسبب آخر. حتى أن الأصابع في كلتا يديه غير كافيتين لعدِّ المرات التي ختم فيها اللعبة.
لم يكن هناك أي خطأ، فحوار الشخصيات في كل حدَث يتكرر بشكل أو بآخر.
الرجل ذو الزي العسكري والمرأة ذات الفستان كانا والديّ شخصية تظهر في اللعبة، والخادمة التي تتوسل السماح باكيةً كانت والدة الشخصية الرئيسية في اللعبة.
وقع كازوكي الذي تعانقه المرأة ذات الفستان بحالة ارتباك شديدة وانتهى به الأمر في طريق مسدود بعد استيعابه للأمور.
لمَ الشخصيات في اللعبة تتحرك؟ بل بالأحرى، أهذا واقعيّ؟ أثمة ما يحصل لجسدي؟
كانت أفكاره تتسابق مع كل سؤال جديد.
وقع في مشهد القتال هذا بغتةً، وهو ما استعصى عليه فهمه، لكن كان هناك أمر واضح.
(لا بد أني متورط طالما تم رميي في حدَث كئيب كهذا بغتةً!؟)
إن سار هذا المشهد كما هو مقرر في اللعبة، فإن حياة الخادمة كلارا في وضع بالغ الخطورة.
استنادًا على اعتقادات كازوكي، فمن المحتمل أن يكون هذا الحدث هو المشهد الذي تُقتل فيه الخادمة. حياة كلارا تؤخذ بيدي هارولد ابن الرجل ذي الزي العسكري.
(أين هارولد؟ الشخصية القاتلة؟ إن لم أكن مخطئًا، في هذا المشهد، أمه القلقة هي..... إيه، مستحيل!)
حينئذ لاحظ كازوكي الحقيقة التي كانت بمثابة ضربة قاضية موجعة ـــ مكانه الحالي هو نفس موضع هارولد.
مشاعرٌ مقيتة نمَت داخله كما تتكاثر الحلقات وتتشابك مكونةً سلسلة . كان قلقًا حيال ما يمكنه رؤيته.
على الرغم من أنه كان يقف مستقيما على ساقيه؛ إلا أن مجال نظره كان منخفضًا للغاية.
عُرض هذا الحدث على أنه حدث من الماضي في القصة. حيث لم يكن عمره الدقيق معلوما، لكن في هذه المناسبة، كان هارولد ابن عشر سنوات تقريبًا.
عوامل مختلفة أحدثت صدفة غير سارة.
(لربما أصبحت هارولد....؟)
كان هذا اعتقاد منافٍ للمنطق. لم يكن هناك دليل فعلي يثبت صحة شكوكه. ولكن حالما تبادرت هذه الاحتمالية إلى ذهنه، أصابته قشعريرة نفضته انتفاضةً.
(لا لا، ما الذي أقوله. إن تعاملت مع الأمور بشكل منطقي، فما هذا إلا حلم).
حاول إقناع نفسه كما وأنه يتخلص من هواجس مقيتة أن هذا هو الجواب الأكثر منطقيةً وفقًا للحس السليم.
بغض النظر عن مدى منطقيةِ ادعاءاته بأن هذا حلم، إلا أن الحرارة التي يشعر بها من كونه مُعانَق، الصوت الغاضب الذي يضرب أذنيه والذي يحمل شيئَا من الواقع، يصرخ في حواس كازوكي الخمسة. مهما حاول رفض ذلك، إلا أنه لا مجال للتفكير بهذا على أنه حلم.
(حسنًا إذن، مذ أنني أعلم أن هذا ليس حلمًا، كالمتوقع، أهذا هو عالم اللعبة؟ لا مجال لذلك....... لكن هذ ا الشعور الواقعي، لا يمكن اعتقاده كـ.....، لكن لا يزال، عالم اللعبة..... إن كان الأمر كذلك، إذن أليست كلارا سان على وشك الموت!؟)
لم يكن لكازوكي إلا التصرف بغباوة لتمزقه بفعل تضارب أفكاره بين المنطق والغريزة، أراد أن يوقف التفكير، فقد كانت أفكاره تدور وتدور.
تحرك جسمه على عكس ما تمليه عليه أفكاره، يهز ذراع والدته، وساقيه تتقدمان الخطوة فالخطوة،كما لو كان معزولًا عن إرادته.
"لا جدوى من الاستماع إليك وأنتِ تتوسلين لحياتك. الدم الفاسد سأطهره أنا بنفسي."
"أبي، انتظر! دع أمر إعدام هذه المرأة لي."
أخذ الرجل السيف الذي كان معلقًا على الحائط، يهمُّ بقتل المرأة. وإذا بهارولد يتحدث من خلفه عن ضبط النفس.
كان كازوكي يألف هذه الكلمات وكأنه يراهم على شاشة.
قال الحوار الذي لم يكن في اللعبة بالأصل، بصوت هارولد الذي كان قد اعتاد عليه.
لم يكن ينوي التدخل في تلك اللحظة أبدًا.
"لك؟ ما الذي تخطط لفعله؟"
"تعلمتُ مؤخرًا سحرًا جديدًا. فلندعها تتحول لخنزير غينيا لاختبار ذلك. بدلًا من تنديس الغرفة بدماء دنيئة مثلها، أليس هذا أفضل؟"
وجد كازوكي زاويتي شفتيه تتجهان للأعلى مبتسمًا ابتسامة شيطانية، عكس ما يشعر به بالفعل.
يبتسم رغمًا عنه، دون أن يكون عنده أدنى قدر من الرضا للابتسام.
علاوة على كونه في وضع غير مفهوم، كان جسده يقلب إرادته ويفعل أشياء من تلقاء نفسه، الأمر الذي كان مرهبًا لا يسعه تحمله.
كازوكي ليس ذا باع طويل في أمور الحياة ليتمكن من التفكير سريعًا في وضع كهذا. مَن له التكيف والتعامل مع موقف كهذا، يتفوق على من يدعوه الناس بالهادئ أو الماهر، ولا يمكن تسميته إلا بـالزائف.
لحسن الحظ أو لسوئه، كازوكي لم يكن زائفًا.
لكن إن نظرنا للأمر من زاوية أخرى، فهذا يعني أن انقضاء هذا الحدث لا رجعة فيه.
"هوهو، قد يكون هذا مسليًّا أيضًا. إلى أن يحين ذلك الوقت، ارموا هذه المرأة في الزنزانة!"
حالما رفع صاحب الزي العسكري صوته، أتى الجنود فورًا وجروا كلارا بعيدًا من يدها. لم يكن بوسع كازوكي إلا رؤيتها تتقهقر وتُسحب بعيدًا.
"القذرة هجينة الدم. على الرغم من أنه قد تم تعيينها بعد أن أشفقت عليها، إلا أني حين أطلب منها فعل شيء، فإنها لا تستطيع فعل شيء واحد حتى بشكل صحيح."
"همف، هذا صحيح أيضًا."
كما لو أنهم ينظرون لشيء قذر، لم يكن لأعينهم نية لإخفاء اشمئزازهم. هذان الزوجان لم يفكرا باعتبار الخادمة كلارا بشرية حتى.
في الظروف العادية، فقد يُفصح كازوكي عن كرهه هذا.
لكن نظرًا لكون إدراكه قد تناقص بفعل الفوضى؛ فإن أذنيه لم تلتقطا كلام الزوجين وتصرفاتهما. حتى ولو التقطتاه، فلم يكن ليدرك المحتوى بشكل صحيح.
أصابه ذهول لعدة مرات. وانفصل عن واقعه. عمَّ كانت تدور المحادثة التي تبادلها مع أحدهم؟ مَن كان مَن حادثه؟ كيف وصل إلى هذا المكان؟ ليس لديه أي ذكرى عن أي شيء.
وحين رجع إلى حواسه أخيرًا، كان في غرفة بدون تذكر شيء واحد حتى، يستريح ساكنًا على أريكة لشخص واحد، ونظراته تجول المكان الفارغ.
"أين هذا؟ أهذه هي غرفة هارولد؟"
نظر حوله في الغرفة بأعينٍ سابحة وهو يتمتم بصوت واهنٍ واهٍ ضعيف.
فهي لم تظهر في اللعبة، والأجزاء الدقيقة غير معروفة، ولكن من الشعور الذي انتابه من نظره لعرض الغرفة، السرير ذو الستائر، الأريكة التي يستريح عليها، يمكنه بذلك التخمين لمن هذه الغرفة.
في زاوية الغرفة، كان هناك مرآة بطول كامل، طولها أضخم من طول ذكر بالغ. ازدرد كازوكي بصوت قوي يتردد في حلقه.
وقف بعد أن وضع قوته الكامنة في ركبتيه الراجفتين، متخذًا خطًى متعثرة تجاه المرآة الطويلة.
ليؤكد فرضيته، بينما يدعو بأن تكون خاطئة.
ومع اقترابه بكل خطوة، كان نبض قلبه يتسارع بعنف مع تنفسه. لكنه لم يوقف خطاه.
وأخيرًا، وقف قبالة المرآة. رفع رأسه ببطء، من الموضع المنخفض لرأسه، كان كل ما يسعه رؤيته هو أطراف قدميه.
فتح جفونه المغلقة بإحكام مواجِهًا المرآه. الشخص المنعكس على المرآة كان بدون شك ــــــــ
"هذا كذب، صحيح......"
صورةٌ قاسية عاتية لهارولد وهو فتى صغير.

تعليقات