رواية Kamisu Reina الفصل 2.1
الفصل 2.1:
ها قد ابتدأ يوم كريه آخر.
حقيقةُ أني عادةً ما أكون لوحدي في الصباح تزيد الأمر سوءًا؛ غالبًا ما يتعين على رينا الذهاب باكرًا إلى المدرسة لتدريبها الصباحي في نادي المضمار والميدان. لمرة واحدة فكرت بالخروج من المنزل في نفس وقت خروجها لكن الانتظار حتى بدء الحصص شاق جدًا، والأهم ذلك كله، لا أريد إزعاجها، لذا قررتُ ضد ذلك.
سرتُ وحيدة للمدرسة وتوجهت إلى خزانة الأحذية لأبدِّل إلى حذائي الداخلي.
"..."
ما هذا...؟
صباح الخير! سمعتُ أحدهم يقول ذلك خلفي (بالطبع ليس لي) على عجل أغلقت خزانتي. وانتظرت مغادرته، ثم فتحتها مرةً أخرى.
"أوه، إيه..."
توجد رسالة في حذائي الداخلي.
مددت يدي بينما أنا في حيرة من أمري، بقيت يداي معلَّقتان حتى اقترب طالب آخر. على الفور، حشرت الرسالة داخل حقيبتي.
يا إلهي، يا إلهي... هـ - هل هذه...؟
أشعر بعدم ارتياح. لا أعرف سبب وجود هذا الجمْع الغفير من الناس. لكني أشعر كما لو أن كل من حولي يراقبونني. كلما مرت نظرة خاطفة عبر عيني أحسها تخترقني (أعلم أنها تعبر فحسب وأنها في الحقيقة لا تدركني).
لا أحد يهتم بي، أعلم هذا، لكن لا يسعني سوى الشعور بأن الكل يراقب تحركاتي.
أنا عاجزة عن تحمل هذه النظرات أكثر، هربتُ إلى الحمام، وأسرعتُ إلى حجرة دورة المياه، ثم أخرجتُ الرسالة.
حشوُها داخل حقيبتي جعل الرسالة تتجعد قليلًا ــــ آسفة لِمَن وضعها في خزانتي.
فتحت الرسالة.
"عزيزتي فومي سايتو
أكتب لكِ هذه الرسالة لوجود شيء أود إخباركِ به.
أرجوكِ انتظري في فصلك الدراسي بعد المدرسة."
هذا هو كل المحتوى.
"أه...هاه..." لهثتُ في الهواء ،أدركتُ أخيرًا أني لم أتنفس خلال القراءة.
عمَّ يدور الموضوع؟ ما... ما هذا؟
رغم قصرها، ما زال بإمكاني رؤية الأمر بموضوعية، قد تكون رسالة حب. مع ذلك، إنها موجهة لي. رسالة حب موجهة لي؟ حقًا؟ أهذا ممكن؟
"هذا ممكن بالطبع!" قالت رينا مباشرة.
نحن الآن في فترة الاستراحة وقد هبطنا السلالم المؤدية للسطح. لا أحد يستعمل هذه السلالم تقريبًا؛ بسبب إغلاق السطح، ما يجعلنا نستخدمها غالبًا لمناقشة أمر سري (رغم أني أنا من تملك أمرًا لمناقشته عادة).
"كيف يمكنكِ أن تكوني متأكدة لهذه الدرجة؟! أعني، أنا من نتحدث عنها...!"
"كما أخبرتكِ سابقًا، فومي: أنتِ فتاة جذابة."
فتحت فمي لأنكر ما قالت، لكني أعدتُ النظر معيدةً التفكير بكيف أصبحنا ندور بدوائر في المرة السابقة.
"إذن، ما رأيك بها، فومي؟"
"هاه؟ ماذا تعنين؟"
"ما ردكِ على رسالة الحب هاته؟"
"أهـ —"
لقد نسيتُ ذلك تمامًا لأني صببت اهتمامي على حقيقة تلقي واحدة. صحيح، ما زال عليّ الرد عليها.
"رـ رينا، أنا، لا أعرف ماذا أفعل!"
"أولًا، ما شعورك حيال هذا الفتى؟"
"هذا الفتى...؟"
فتحت رسالة الحب وتفحصتها مرة أخرى.
"حسنًا، فومي؟ كيف تشعرين حياله؟ هل تعرفان بعضكما جيدًا أم ربما إطلاقًا لا؟"
"ــــ لا يوجد."
"هم؟"
"لا يوجد اسم."
" دعيني... دعيني ألقِ نظرة."
أعطيت الرسالة لرينا. تفحصت قطعة الورق هذه من كل الجوانب، وأخيرًا تنفست الصعداء.
"أنتِ محقة. لا يوجد اسم."
"...لقد تلقيتِ رسائل حب من قبل أليس كذلك، رينا؟"
"أجل، تلقيت."
" هل كانوا بلا أسماء؟"
"...هم... ربما وُجدت واحدة، لكن أظنها حالة كان المرسل فيها واضح. كنت أعرف دائما ممَّن تكون الرسالة."
"فهمت..."
أعدت قراءة الرسالة. "رجاءً انتظري في فصلك الدراسي بعد انتهاء الحصص"ــــ إنه طلب صادق موجه إليّ.
استفسرت رينا :"...ماذا ستفعلين؟"
"ألستِ تعرفين جيدًا، يا رينا؟"
"...نعم. حسنًا، إنها أنتِ في النهاية!" ابتسمت بكآبة.
"لا... لا تنتظريني اليوم بعد إنهائكِ لنشاطات النادي خاصتك."
"لمَ لا...؟"
"..." ظللتُ صامتة، عاجزة عن إعطائها إجابة ملائمة. حتى أنا أجهل سبب طلبي لهذا. في العادة، أود أن تبقى معي في أوقات كهذه.
ابتسمت رينا بوجهي ابتسامة مشرقة، "...هِـيي، فومي. كنتِ ترغبين بالذهاب إلى حوض الأسماك، أليس كذلك؟"
"...نعم. أحب الدلافين."
"إذن، لنذهب إحدى هذه الأيام المقبلة!"
لِمَ اقترحت هذا الآن؟
"...مم! هذا وعد!"
كنت أعرف السبب، وسعدتُ لذلك.
انتهت الحصص.
دائمًا ما أبقى في المدرسة حتى دون تلقي رسالة كهذه؛ لانتظاري انتهاء نشاطات نادي رينا.
مع ذلك، اليوم، طلبت من رينا أن ترجع للمنزل بمفردها. أنا وحيدة ـــــ وحيدة أثناء انتظار مرسل هذه الرسالة.
بينما أحدق في كتاب مفتوح، فكرتُ في مَن أرغب أن تكون منه هذه الرسالة. كادو-كن، الفتى الشعبي في صفنا لأنه ماهر في كرة السلة؟ مم، سأكون سعيدة. جانح فصلنا أشيزاوا-كن؟ إنه مخيف قليلًا، لكن أظن أني سأقدِّر ذلك. ماذا عن كوجوري-كن، رغم أنه غريب بعض الشيء؟ ربما سأكون حذرة منه قليلًا، مع ذلك سأظل سعيدة. و دوجيما-كن، الذي يتجنبه الجميع لأنه قذر؟ لا أرغب بالخروج معه، لكني سأبقى سعيدة.
من الجيد دائمًا التفكير بشكل إيجابي.
لكن كيف سأرد عندما يتعلق الأمر بمواعدة شخص ما؟
أنا الآن... ليس لدي مثل هذه الخطط، لأني لا أعرف ما المتوقع مني بالضبط. أنا خائفة بعض الشيء، ولا أعرف كيف يجب أن أعامل الطرف الآخر.
أظن أن الزوجين المناسبين عليهم تقبيل بعضهم؟ لكن كيف يكون هذا الشعور؟ كيف يفترض بي أن أتصرف عندما يرغب بتقبيلي؟ هل سيُجرح إنْ رفضته؟ إذن لا يمكنني رفضه... لا أريد أن أصبح مكروهة، بعد كل شيء.
صحيح. الرفض ليس خيارًا واردًا.
مم، لذا لا يهم مَن أعطاني هذه الرسالةــــ عليَّ أن أكون مطيعة وأنتظر في صفي بعد الحصص.
إنها تُظلم خارجًا. ستُغلَق المدرسة قريبًا.
ربما لن يأتي أحد. ربما كانت مزحة. إن كانت كذلك ــــ سأرتاح قليلًا.
خبأت الكتاب الذي كنت أحدق فيه فقط وبالكاد قرأت منه. واستعددت للمغادرة، فجأة، دخلت مجموعة ميزوهارا الصف. جميعهن من أعضاء نادي التنس، لذا ظننت في البداية أنهم جاؤوا ليتركوا مضاربهم هنا.
مع ذلك، باحت لي عيونهم أن هناك أكثر مما يبدو عليه الأمر.
نظرت إليّ ميزوهارا-سان قائلة: "هيه، انتظرتي إذَن."
"إير.."
قهقهت الفتيات من حولها عندما شاهدنني أشعر بالتوتر.
تعليقات