رواية Kamisu Reina الفصل 2.2
قهقهت الفتيات من حولها عندما شاهدنني أشعر بالتوتر.
"هل رفعنا آمالكِ عاليًا؟" سألت ميزوهارا-سان مبتسمة.
"إيه، ام..."
بماذا ينبغي أن أجيب...؟ ما الجواب الذي يتوقعنه مني؟
أجبتُ بصراحة: "تقريبًا... كانت لديّ آمال..."
بغتة، قهقهت إحداهن بصوت عالِِ، لم تستطِع كتمها أكثر من ذلك، ما حفز على ضحك الباقي.
"أوه بربك، هذا غباء! لن يهتم أحد بكئيبة مثلك!"
"كاهو! لا تكوني لئيمة جدا معها~!"
"لكن انظري...!"
"حسنًا، إنها ساذجة جدًا، لكن هذا يوضح مدى سوء حالتها، صحيح؟"
"نعم، واضح أنها ليست معتادة على هذا النوع من الأمور."
دون منحي فرصة للمقاطعة، تاكاتسوكي-سان و أومي-سان واصلتا الحديث عن كم أنا مغفلة وغريبة.
لا أعرف ماذا أفعل.
آمال. صحيح، كانت لدي آمال خافتة بأن يعجب شخص بي. ما مدى غبائي. هذا سخيف. مستحيل كليًا.
الآن، هناك حاجز واضح بيني وبين بقية العالم. شفاف، لكنه صلب كالزجاج المقوى. رغم تمكنهم من رؤيتي، لكن لا أحد يحاول قراءة المشاعر المحمولة خلف وجهي. رغم تمكنهم من سماعي، لا أحد يحاول فهم المغزى من كلماتي.
إنه تقريبًا كما لو أن عيناي تدركان شيئًا مختلفًا تمامًا عن أي شخص آخر. كلما خرج الأمر عن متناول يداي، لا يسعني فعل شيء عدا التنفس.
وحيدة. أنا وحيدة.
كما لو أن أحدًا سيحبني؟ لا أحد يهتم بي على أقل تقدير، ربما باستثناء من يضايقني. كموضوع للضحك.
"...أه..."
آه... لم أُرِد البكاء... ولكن جرت الدموع. هذا سيفسد الحفلة. آسفة، لكني بكيت، حقًا آسفة.
كما توقعت، بدا الاضطراب على وجوههن.
غطيت عيني، كانت محاولة يائسة لإخفاء دموعي عنهن.
"آآه... جعلناها تبكي. آسفة، سايتو-سان،" تحدثت ميزوهارا-سان بلطف. "لكن أنتِ تعلمين؟ لم نقصد إيذاءك. كيف أوضح... دائمًا تتجنبين الحديث مع الناس، صحيح؟"
كلا، أنا ببساطة لا أستطيع التحدث مع الناس!
"لا أظنه أمرًا حسن، لذا فكرت بفعل هذا، كنوع من العلاج بالصدمة، قد يساعدك. لم أقصد أي أذى."
أتساءل كم من الحقيقة في هذا؟ قد يكون جزءًا من السبب، لكن كيف يفترض لرسالة حب مزيفة أن تجعلني أتحدث طبيعيََا؟ ألم تكن هناك وسيلة أخرى؟ أليست هذه مجرد حجة لتعذيبي؟
"لم أقصد التقليل من شأنك! حقًا! ... ستسامحيني؟"
مع ذلك، هنالك جزء يائس من صوتها ما جعلني أُومئ وأنا لا أزال أغطي عيني.
"آآه، شكرًا جزيلًا... أنا حقًا آسفة. إذن، أراكِ لاحقًا."
بمجرد أن سامحتهن، غادرن بسرعة.
...لكن ميزوهارا-سان ليست لئيمة. ربما فاتتها هذه النقطة تمامًا، لكنها اهتمت بي. فهي راعتني.
نعـم، إنها ليست لئيمة. هي ليست.. لئيمة.
"يا لها من مجموعة حقيرة!"
تم رفض حواري الداخلي. رفعت ناظري مندهشة بالصوت المفاجئ.
"أه... كيمورا-كن..."
أوه لا، لقد رأى وجهي المليء بالدموع. لا بد أن مظهري فظيع الآن...
"آسف! سمحت لنفسي أن أسمع محادثتك الصغيرة" تحدث بتعبير مضطرب.
"ممم! ل-لا بأس..." لأني أردت طمأنته فرّت هذه الكلمات من شفتيّ.
صرخ كيمورا-كن: "...لقد سخروا منكِ برسالة حب مزيفة، صحيح؟ هذا قاسِِ. إنها... ميزوهارا دائما هكذا. يمكنكِ القول أن هوايتها تكمن في اللعب بمشاعر الآخرين!" بدا عليها غاضبًا بحق.
هل هو غاضب لأجلي؟ حقًا؟ إن كان كذلك، فلِمَ؟
حسنًا، ماذا أفعل؟ هل علي تهدئته؟
"لا بأس، كيمورا-كن... كنت أعرف أنها مجرد خدعة."
سأل بينما يرفع حاجبًا :"كنتي تعرفين أنها خدعة؟"
"عرفتُ ذلك... أن الأمر سينتهي على هذا النحو."
"...لكن لِمَ لمْ تتجاهلي الرسالة، إذن؟"
"ـــــــــــــ"
لم أتمكن من إعطائه إجابة. ليس لدي أدنى فكرة عن كيفية صياغتها في كلمات.
"حسنًا، أيًا كان... على أي حال إذا حدث شيء كهذا مرة أخرى، تأكدي من إخباري!"
"إيه؟!"
"مـ ماذا؟ ألا تثقين بي. أم ماذا؟"
هززت رأسي بقوة. فقط إنه لَمِنَ الطبيعي أن أتفاجأ ـــــ بعد كل شيء، هو لن يربح أي شيء من مساعدتي.
"أنتِ حقًا الفتاة الغريبة... حسنًا، عليّ الذهاب!" تحدث بابتسامة وهو يضع يده على رأسي، ثم غادر. عاجزة عن فهم المغزى من هذا، فقط راقبته حائرة.
أثناء عودتي للمنزل بمفردي، شرعت بالتفكير مليًا في سبب عجزي عن تجاهل الرسالة.
توقعت أن تكون الرسالة مزيفة ـــــ لأنها لم تحمل اسمًا، لأن الورقة المستخدمة لم تكن مما يستعمله الأولاد، والأكثر من ذلك كله، لاحظتُ أن الكاتبة تعمدت تزييف خطها.
مع ذلك، ماذا لو، وهذا مستبعد، كانت رسالة الحب حقيقية؟ في هذه الحالة، تجاهلها سيجرح المرسل. عندها سأخون هذا المرسل وطلبه الصادق بأن أنتظره. لا يمكنني فعل شيء كهذا. إطلاقًا لا.
بالإضافة إلى ذلك، لم أكن لأتجاهلها بكِلا الحالتين: فالشخص الذي رغب أن يمزح على حسابي ودَّ أن أتولى دور الحمقاء. إن تجاهلت طلبه هذا فسأخون توقعاتهم. وسأسقط في دوامة ازدرائهم.
وهذا سبب عجزي عن تجاهل الرسالة.
هل اتخذت الخيار الصحيح؟ لا، أنا متأكدة أني لم أفعل. فإن كنت على حق ـــــ
ـــــ لم أكن لأتألم هكذا.
رينا.
إنه مؤلم، رينا!
لا أريد التواجد هنا، إنه مؤلم.
لأول مرة من فترة طويلة، كان عليَّ مواجهة هذا التفكير مجددًا. لطالما مَلكتُ هذا الفكر قبل مقابلة رينا.
صحيح، إن لم تكن رينا هنا، أنا ـــــــ
منذ فترة طويلة سأكون ــــــــــ ميتة.
فكرت بالموت مرات لا تحصى.
أنا متأكدة من أنه لا يوجد شيء كاللحظات السعيدة.
يكذب البالغون أثناء حديثهم عن شبابهم السعيد المزعوم. وإن لم يكذبوا، فلا بد أن الحنين قد شوه ذكرياتهم، حيث أنهم خلافًا لما يزعمون لا يقدرون على احتمال غياب الأمل في حياتهم الواقعية. بالتفكير أنه بالرجوع لتلك الأيام اعتاد أن يكون كل شيء أفضل، ليتحلَوا بالقدرة على تحمل الحاضر.
وهذا يؤدي إلى نظريتي:
لطالما كانت الحياة ميؤوس منها. إننا نعيش حياتنا حالكة السواد بينما نتشبث بشعاع الضوء الساطع الذي يظهر بين الفينة والأخرى، ثم نعود بذاكرتنا لهذه الأشعة بابتسامة حنينية على وجوهنا. كالحمقى.
على كل حال، ليس لديَّ ماضِِ أهرع إليه كـملاذ لي. ولا أملك ماضيًا رومانسيًا في ذهني لألوذ إليه عندما أفقد الأمل في الواقع. ما من أي خيار لدي عدا التسليم والقبول بأن الحياة متخمة باليأس من القاع للقمة.
لذلك، المكان الوحيد الذي بوسعي الهرب إليه هو المـوت.
لا تفكر بالانتحار، هكذا يقول الناس. ولكن هل كلامهم هذا مدعوم بتفكير واقعي؟ لا تقتل. بكل تأكيد. لا تسرق. بكل تأكيد. لا تنتحر. بكل تأكيد. الإجابة جلية للغاية حيث لا مكان للشك. ولا بد أن تكون تصريحاتهم هاته صائبة تماما. صائبة لدرجة مبهرة.
عليك السير في طريق موحل أبدي ليس له أي مغزى إطلاقًا، وبالطبع غير مسموح لك الخروج عنه. يا له من نظام ميؤوس منه.
ماذا تريدني أن أفعل؟ ماذا يفترض بي أن أفعل بحق خالق الجحيم؟
ليخلِّصني شخص ما! امنحني أملًا! كلا، لن أكون جشعة. شخص ما أرجوك، فقط لاحظ مسيري في هذا الطريق وقل لي بضعة كلمات لطيفة...
"فومي."
فوجئتُ بالصوت الذي ناداني باللحظة المثالية، رفعتُ رأسي.
"رينا..."
فقط بعد نطق هاته الكلمات لاحظت أني كنت أبكي.
"أخبرتِني أن أذهب للمنزل، لكنكِ لم تخبريني ألا آتي للقائك، صحيح؟" ابتسمت لي بلطف.
"...لا أستطيع"
رغم فهمها لِما أعنيه، ها هي تعانقني بلطف.
"...كان موجعًا، أليس كذلك؟"
لا أستطيع... لا أستطيع التحمل أكثر!
سأعتمد عليكِ، رينا! سأتكئ عليكِ! سأعهد حياتي لك!
"لا بأس،" همسَتْ. "لن أخونك."
"ـــــ!"
أخيرًا اتضح لي لِمَ طلبتُ من رينا الذهاب للمنزل مبكرًا.
لأني علمت أنها ستواسيني. لأني علمتُ أني سأعتمد عليها.
وماذا كانت نتيجة هذا؟
منذ فترة طويلة قد فقدتُ رصيدي للبقاء هنا، واحتجتُ شيئًا لأتخذه ملاذًا.
والغني عن القول، أن كاميسو رينا قد اتخذت دور ملجئي، ملاذي.
لكني الآن أصبحت أعتمد عليها كليًا والفضل يعود لعناقها. ربما كنت أعتمد عليها دائمًا، في كلتا الحالتين، لم يعد بإمكاني العيش بدون رينا.
ولِمنع حدوث هذا، طلبتُ منها الرجوع للمنزل.
"...رينا...أنا..."
"لا بأس. لا تقلقي. س... أحمل أعباءك."
اخترقتني كلماتها.
أشعر بكامل جسدي يذوب في جسد رينا. ببطء لكن بثبات، أنا أتلاشى داخلها.
هذا نعيم.
أدركتُ أن هذا معنى أن تُقبل من قِبل شخص ما.
"أه...غه...،" ها أنا أئن بينما تتساقط دموعي. إنهم يتساقطون على رينا، ما أنتج دوائر صغيرة. لطالما ظننتُ أن دموعي ستتساقط على الأرض فحسب، لكني كنت مخطئة ـــــ لقد وصلوا لقلب رينا.
أنا جزء من رينا، و ــــــ
ـــــ رينا كل شيء بالنسبة لي.
يتبع
الفصل السابق
وهذا يؤدي إلى نظريتي:
لطالما كانت الحياة ميؤوس منها. إننا نعيش حياتنا حالكة السواد بينما نتشبث بشعاع الضوء الساطع الذي يظهر بين الفينة والأخرى، ثم نعود بذاكرتنا لهذه الأشعة بابتسامة حنينية على وجوهنا. كالحمقى.
على كل حال، ليس لديَّ ماضِِ أهرع إليه كـملاذ لي. ولا أملك ماضيًا رومانسيًا في ذهني لألوذ إليه عندما أفقد الأمل في الواقع. ما من أي خيار لدي عدا التسليم والقبول بأن الحياة متخمة باليأس من القاع للقمة.
لذلك، المكان الوحيد الذي بوسعي الهرب إليه هو المـوت.
لا تفكر بالانتحار، هكذا يقول الناس. ولكن هل كلامهم هذا مدعوم بتفكير واقعي؟ لا تقتل. بكل تأكيد. لا تسرق. بكل تأكيد. لا تنتحر. بكل تأكيد. الإجابة جلية للغاية حيث لا مكان للشك. ولا بد أن تكون تصريحاتهم هاته صائبة تماما. صائبة لدرجة مبهرة.
عليك السير في طريق موحل أبدي ليس له أي مغزى إطلاقًا، وبالطبع غير مسموح لك الخروج عنه. يا له من نظام ميؤوس منه.
ماذا تريدني أن أفعل؟ ماذا يفترض بي أن أفعل بحق خالق الجحيم؟
ليخلِّصني شخص ما! امنحني أملًا! كلا، لن أكون جشعة. شخص ما أرجوك، فقط لاحظ مسيري في هذا الطريق وقل لي بضعة كلمات لطيفة...
"فومي."
فوجئتُ بالصوت الذي ناداني باللحظة المثالية، رفعتُ رأسي.
"رينا..."
فقط بعد نطق هاته الكلمات لاحظت أني كنت أبكي.
"أخبرتِني أن أذهب للمنزل، لكنكِ لم تخبريني ألا آتي للقائك، صحيح؟" ابتسمت لي بلطف.
"...لا أستطيع"
رغم فهمها لِما أعنيه، ها هي تعانقني بلطف.
"...كان موجعًا، أليس كذلك؟"
لا أستطيع... لا أستطيع التحمل أكثر!
سأعتمد عليكِ، رينا! سأتكئ عليكِ! سأعهد حياتي لك!
"لا بأس،" همسَتْ. "لن أخونك."
"ـــــ!"
أخيرًا اتضح لي لِمَ طلبتُ من رينا الذهاب للمنزل مبكرًا.
لأني علمت أنها ستواسيني. لأني علمتُ أني سأعتمد عليها.
وماذا كانت نتيجة هذا؟
منذ فترة طويلة قد فقدتُ رصيدي للبقاء هنا، واحتجتُ شيئًا لأتخذه ملاذًا.
والغني عن القول، أن كاميسو رينا قد اتخذت دور ملجئي، ملاذي.
لكني الآن أصبحت أعتمد عليها كليًا والفضل يعود لعناقها. ربما كنت أعتمد عليها دائمًا، في كلتا الحالتين، لم يعد بإمكاني العيش بدون رينا.
ولِمنع حدوث هذا، طلبتُ منها الرجوع للمنزل.
"...رينا...أنا..."
"لا بأس. لا تقلقي. س... أحمل أعباءك."
اخترقتني كلماتها.
أشعر بكامل جسدي يذوب في جسد رينا. ببطء لكن بثبات، أنا أتلاشى داخلها.
هذا نعيم.
أدركتُ أن هذا معنى أن تُقبل من قِبل شخص ما.
"أه...غه...،" ها أنا أئن بينما تتساقط دموعي. إنهم يتساقطون على رينا، ما أنتج دوائر صغيرة. لطالما ظننتُ أن دموعي ستتساقط على الأرض فحسب، لكني كنت مخطئة ـــــ لقد وصلوا لقلب رينا.
أنا جزء من رينا، و ــــــ
ـــــ رينا كل شيء بالنسبة لي.
يتبع
الفصل السابق
تعليقات