لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 56
الفصل السابق | فهرس الفصول | الفصل التالي |
---|
الثاني من مايو (السبت) 12:00
مَن هذا الرجل الذي أمامي؟ أنعمت النظر فيه ثم لاحظت النظرة الحادة لريو ميازاكي إلا أنها بدون فلتر نظاراته.
لماذا ميازاكي-كن...؟
إني مكبل اليدين والقدمين في غرفة صغيرة لم يسبق لي رؤيتها. خطورة وضعي واضحة وضوح الشمس.
ما الذي فعلته بالضبط قبل أن أبدل؟ ...لا يسعني التذكر. حين أدركت أن حياتي العادية لن ترجع اسودَّ ناظري ـــ وثم انتهى بي الأمر في هذه الغرفة قبل أن أدرك.
"هذه غرفتي. لقد قمت بتقييدك."
"...لماذا؟"
"أتسأل لماذا؟ ألم يشرح ’يوهي إيشيهارا‘ السبب لك؟ لجعلك تخضع."
بعبارة أخرى، ريو ميازاكي يتصرف لصالح يوهي إيشيهارا وليس لصالحه؟
"هوشينو، هل قامت أوتوناشي بشرح تفاصيل هذا الصندوق؟"
هززت رأسي.
"إذن لقد أبقته سرا، هاه. طيب، هذا قرار حكيم على الأرجح. يوهي إيشيهار قال أنه أخبرها متوقعا أنها ستُعِلمك، أتعرف؟"
بالتفكير في الأمر، أعتقد أنها كانت ستوشك على قول شيء سمِعَته من يوهي إيشيهارا.
"سأشرح الأمر لك بدلا منها! ...هاها! أضحت الأمور أكثر استقامةً الآن وقد أظهرت عداوتي."
"...عداوة؟ ماذا؟"
"لا تلقِ بالا لذلك... إذن، تعرف أن هذا الصندوق سيمحو وجودك في غضون أسبوع واحد، صحيح؟"
"أجل... لكن هل لي بتوضيح شيء أولا؟"
"ما هو؟"
"ليس بوسعي تصديق ما تقول. ففي الأخير أنت عدوي، أليس كذلك؟ ليس بوسعي تصديق تفسيرك وأخذه على محمل الجد منذ أنك تحاول خداعي من اليوم الأول."
تقبل ميازاكي-كن كلماتي بسرعة ولم يظهر أي انزعاج: "صحيح بالفعل. كنتُ قد بدأت أتساءل ما إن كان لدي ما يلزم لأكون فنانا محتالا ـــ هذا كان اكتشافا جديدا لي. لكني سأخبرك الحقيقة فقط ها هنا. ولا تتردد في التحقق منها بنفسك. إن لم ترغب بالاستماع فغطِّ آذانك فحسب... طيب، ليس بوسعك فعل هذا حقا بسبب أصفاد اليد..." قال كل ذلك بدون أي إحساس، ثم اقترب مني وسلمني قطعة ورق ممزقة من دفتر.
اليوم الأول | 01-00 | 02-01 | 24-23 |
اليوم الثاني | 03-02 | 04-03 | 05-04 |
اليوم الثالث | 12-11 | 14-13 | 16-15 |
اليوم الرابع | 10-09 | ||
اليوم الخامس | |||
اليوم السادس | |||
اليوم السابع والأخير |
"هذه ملاحظة أعطانيها يوهي إيشيهارا."
ما يعني أن يوهي إيشيهارا كتبها. خط يده وحروفه المدورة أنيقة بشكل مفاجئ.
"اليوم هو اليوم الرابع."
’9-10‘ هو كل ما كان مكتوبا في السطر الرابع. رغم وجود ثلاث أزواج من الأرقام في كل الأسطر السابقة، إلا أن هذا السطر هو الوحيد الذي يحوي واحدا فحسب. ولا شيء يتلو ذلك أيضا.
"ما الذي تعنيه هذه الأرقام بحق خالق الجحيم...؟"
"هوشينو، ألم تلاحظ أن وقتك يتناقص اليوم تلو الآخر؟"
"...هاه؟"
"وقتك كـ ’كازوكي هوشينو‘ يُسرق منك بواسطة ’يوهي إيشيهارا‘ شيئا فشيئا يوميا! هذه المفكرة تعد الساعات التي سُرقت منك. على سبيل المثال: ’00-1‘ يعني أن الوقت من 00:00 إلى 01:00 تمت سرقته من ’كازوكي هوشينو‘ بواسطة ’يوهي إيشيهارا.‘"
ألقيت نظرة أخرى على المفكرة، زوج الأرقام ’09-10‘ يمكن رؤيته في صف تاريخ اليوم. ما يعني أن يوهي إيشيهارا تحكم بجسدي اليوم من الساعة 9 حتى العاشرة. وبالفعل لم أكن يقظا في ذلك الوقت.
"إذن هو يسرق ثلاث ساعات من يومي فحسب؟ ألا تزيد؟"
"...هاي، عليك أن تفكر أكثر قليلا قبل أن تتكلم. قلت ’الوقت يُسرق.‘ وذلك الوقت لا يُسرق في ذلك اليوم فحسب بل يبقى في ملكية ’يوهي إيشيهارا‘ بعدئذ. على سبيل المثال: الساعة بين 00:00 إلى 01:00 التي سُرقت منك لن تعود إليك مجددا."
لا زلت أواجه صعوبة في الفهم.
"رباه، ألم تفهم بعد؟ مِه... قد يكون من الأسهل لو قسمتَ اليوم إلى 24 قطعة وتخيلت أن ثلاثة منهن تُسرق يوميا. قطعك ستتناقص إلى 21 في اليوم الأول، 18 في اليوم الثاني، 15 في الثالث. وفي اليوم السابع سيتبقى 3 قطع. وفي اللحظة التي يتغير فيها التاريخ ويحل اليوم الثامن لن يكون هناك أي متبقٍ. بعبارة أخرى، Game Over."
أخيرا فهمت.
أفهم أيضا سبب شرحه هذا لي. قد تعتقد أن إعلامي بشأن سابع ليلة في الوحل لا يصب في صالح يوهي إيشيهارا. سبب إعلامه لي هو ــــ
"آه، يبدو أنك لاحظت. لقد أدركت، صحيح؟ ولهذا فلا يمكن أن تكون هذه كذبة. الكذبة تزهر أملا حين تدرك أنها كذبة. ومن ناحية أخرى، فإنك حين تدرك أن حقيقة قاسية كهذه هي حقيقية أصلا فستهيم أكثر وأعمق في بحر من اليأس. وعليك أن تعرف أنك إن فكرت مسترجعا الأمر قليلا فستدرك أن هذا هو ما يحدث معك حقا، صحيح؟"
صحيح. جسدي يخبرني أن هذه حقيقة أيضا.
"أعلي أن أحسب لك؟ لدى ’كازوكي هوشينو‘ 7 قطع متبقية اليوم باعتبار هذا الوقت أيضا، 9 غدا أو في الثالث من مايو، 6 في الرابع من مايو، 3 في الخامس من مايو. وبحساب قطعك الكاملة فقط، فكلها مع بعض تشكل 24. أفهمت؟ لم يبتقَ لديك وقت يوم واحد حتى!"
كان ميازاكي-كن يشرح بهدف محاصرتي في زاوية.
"لمحاصرتك جاعلا إياك تفصح بالحقيقة؛ ولهذا قام يوهي إيشيهارا بكشف هاته المعلومات. وهكذا فإني أخبرك الحقيقة البحتة."
"لا زلت أملك أربع أيام متبقية." كنت أفكر بهذه الطريقة حقا؛ لكنها كانت خطئا فادحا. مسار المعركة انقلب لصالح يوهي إيشيهارا بالفعل.
حين أنظر إلى الوقت الذي أمضيناه في هذا الجسد أجد أن "كازوكي هوشينو" أصبح وجودا أهيفا بالفعل.
علاوة على ذلك، يوهي إيشيهارا لديه ريو ميازاكي كشريك.
أوه. الرجاء منقطع بالفعل.
"إني متفاجئ من رباطة جأشك الكبيرة."
الآن وقد ذكر الأمر... بغض النظر عن انقطاع الرجاء الذي أنا أواجه إلا أني هادئ.
وهو... أمر معقول.
ففي الأخير، أنا هائمٌ في بحر من اليأس بدون أن يتم إخباري بأي خبر صغير سيء حتى.
"هاي، ميازاكي-كن. هل لي بسؤال؟"
"ما هو؟"
"لماذا تساعد يوهي إيشيهارا؟"
بدا وكأن سؤالي لم يكن متوقعا ـــ وظل ميازاكي-كن صامتا.
"لم تكن لتساعده لو لم يكن هناك سبب مهم، أليس كذلك؟ وعلاوة على ذلك، إن أخبرك يوهي إيشيهارا بأنه يتحكم بجسدي فلم تكن لتصدق شيئا كهذا بسهولة. صحيح؟"
....مهه، أجل. دعني أخدعه.
"إليك سبب ـــ مثلا ـــ أنت في الواقع يوهي إيشيهارا."
دليل سخيف بإمكانه إحداث متعة عظيمة إن كان خاطئا.
لكن ميازاكي-كن لم يتخلَّ عن نظرته الحادة وأتبع صمته.
"......أنا يوهي إيشيهارا، هاه؟ طيب ــــ"
ميازاكي-كن ابتسم ممتعضا وأتبع:
"هذا صحيح."
"ـــــ هاه؟"
كلماته غير المتوقعة أفقدتني القدرة على الحديث.
"بصراحة كنت قد تعبت من الأمر. لم يسبق لي وأن حلمت بأن إخفاءه سيرهقني هكذا. ولذا أريد توضيح من أين أنا لأنال قسطا من الراحة."
تنهد ميازاكي-كن والتعب الشديد بادٍ عليه.
"هوشينو. أعندك ما هو غالٍ عليك؟"
"...عندي."
ربما ’كان عندي‘ أدق أكثر. فقد تم تدمير حياتي اليومية في الأخير.
"إذن يتوجب عليك فهم مشاعري. في رأيي فإن الشيء الغالي بحق ليس شيئا تتفانى بشدة في العناية به ولا شيئا تُغرقه بولهك الشغوف. أؤمن أن الشيء الغالي بصدق هو شيء يصير أصلا لك، إن خسرته ينتهي بك الأمر مكسورا كما لو أن عمودك الفقري تمت إزالته وتخلُص صدفة خاوية. ولهذا فإن الشيء الغالي بحق ــــ مماثل لنفس المرء."
"قولك ’هذا صحيح‘ للتو لم يكن ردا على أنك ’يوهي إيشيهارا،‘ صحيح؟"
"بالتأكيد لا. إن كنت هو فلم أكن لأسمح بتصرف مقيت كهذا."
لكنه يدعم تصرفا كهذا من جانب يوهي إيشيهارا لأن يوهي إيشيهارا غالٍ كثيرا عليه.
"إن كانت هذه هي أمنيته فسأحققها. سأفعل أي شيء لأحميه، حتى وإن كان خاطئا."
سلوكه ليس بالفخور ولا بالعنيد. عض شفتيه ممتعضا وبدا على عينيه الخضوع، لكن عزيمته لا تتزعزع إطلاقا.
"...أفهم ما تقصد! لكن لماذا يوهي إيشيهارا مهم جدا لك؟"
همهم ميازاكي-كن بـ "...هِم" وأكمل:
"ربما... لا، ليست ربما. أنا أكيد منه. إنه مهم جدا إليّ لأني ــــ"
نطق كلماته التالية والاستياء بادٍ عليه:
"ــــــ الأخ الأكبر لحضرته."
لم أتمكن من استيعاب مداخلته فورا: "الأخ الأكبر؟ هاه؟ إذن كنتَ تكذب حيال علاقتك بيوهي إيشيهارا؟ ...هاه؟ لكن... إيـه..."
"يوهي إيشيهارا هو عشيق والدتي. هذا صحيح."
"...امم، إذن، يوهي إيشيهارا و’يوهي إيشيهارا‘ هما شخصان مختلفان تماما منذ البداية؟"
"أجل. باستعمال اسم ذلك الحقير أضحى كل شيء معقدا، لكنك محق."
"إذن أخوك الصغير هو من داخلي. وليس يوهي إيشيهارا."
هل يوهي إيشيهارا غالٍ جدا على ميازاكي-كن للدرجة التي يدعو نفسه بها "يوهي إيشيهارا" لمجرد وجود علاقة دم تربطهما؟ ...لا، ليس بوسعي فهم هذا المستوى من الحُنو. لدي أخت كبرى، بالطبع هي غالية علي، لكني لن أقدم على فعل شيء كهذا لـ لو-تشان أبدا.
"ألم أخبرك بوضع عائلتي." سألني ميازاكي-كن بدون أن يوجه سؤاله مباشرة.
"كل ما قلته كان صحيحا، عدا أني أخفيت حقيقة أني أخوه الكبير. دمر الطلاق حياتي. يبنغي للأطفال الاعتماد على آبائهم، لكن أبويَّ قالا لي: ’نحن لا نحتاجك!‘. أخبراني أني عائق. أني حثالة. أني غلطة. حياتي بكاملها تدمرت. قد يبدو الأمر مبتذل، لكني كنت هائما في يأس شديد. لم أعد أشعر بأني بشريٌّ بعدئذ."
ابتسم ساخرا من نفسه ثم أتبع:
"لكني لم أكن الوحيد الذي لم يعد بشريا. أخي، الذي ظل في حضانة أمي ـــ كان غير البشري الآخر الذي أنقذني. أعتقد أن اتكاليتي كانت أمرا مضرا، لكني عدت حيا بفضلها. لقد أصبح أصلا لي ولا يسعني العيش بدونه كما هو الأمر مع عمودي الفقري."
تجهم في وجهي.
"لا أريد أن أصير غير بشري بعدُ أبدا. سوف أحمي ــــ نفسي."
أتفهم تماما أن أخ ميازاكي-كن الأصغر نفيس بالنسبة إليه.
"...لكن لا يسعني استيعاب الأمر."
استعجلني ميازاكي-كن بالكلام بدون أن ينطق.
"أنَّى ’له‘ إيجاد السعادة الحقة من خلال أن يصبح كازوكي هوشينو؟ لا أظن أنك بحمايتك له تساعد في شيء. أعتقد أنه عليه إيجاد المسار الصحيح ليكون نفسه."
"إنك محق، كما أظن."
اتفق ميازاكي-كن معي بدون تردد.
"إذن ــــــ"
"لا تزعج نفسك بالقول! أعرف. أنا على علم بكل ذلك، لكن الوقت متأخر جدا!"
"...هاه؟"
تعليقات