لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 64
"أوقفا هذا الآن!"
تركتُ يد ماريا عقب سماع صوته.
"أليس هذا سخيفًا؟ سواءٌ عليكما أوحدتما قواكما أم لا فلن يغير هذا من الأمر قيد أنملة! سيُنهب جسد كازوكي هوشينو وتُقتل أخته لوكا. أم أتحسب أنك تستطيع الوثوب إلى عالمك الخيالي وتحل الأمور بهذه البساطة؟"
كان ميازاكي-كن يتحدث بنبرة تهكمية.
"لن يكون الفوز من نصيبك، فـ[ـيوهي إيشيهارا] أودى بنفسه سابقًا. وأنَّى لك إيجاد شاب ميت! وليس باستطاعتك تدمير الصندوق حتى. قل لي الآن، كيف ستحل المشكلة؟"
إنه... محق.
المالك - أخ ميازاكي-كن الصغير - لم يعد له وجودٌ بيننا. وما من شيء يمكننا فعله حيال هذه الحقيقة.
"...أعرف حقيقة هوية [يوهي إيشيهارا] قبلًا."
أوسع ميازاكي-كن حدقتيه هنيهة عقب سماعه كلمات ماريا، إلا أنه بدَّل تعبيره هذا إلى ضحكة خبيثة حالما رأى الاكتئاب الذي يتشح محياها.
"إذن؟ أوجدتِه؟"
"...لا. أمضيت يومًا كاملًا أبحث، لكني عبثًا لم أجده."
صدح حينئذ ميازاكي منتصرًا: "فوفو، حسنًا، هذا معقول. فأنَّى لكِ إيجاد شخص ميت على حين بغتة!"
......أوه؟
ما هذا الشعور الغريب؟ أشعر وكأن هناك خطبٌ كبير في بهجة ميازاكي-كن، ماذا....؟
"متأخرٌ جدًا ـــ أأدركتُها؟ لستُ قادرًا على حماية من أود حمايته بعد الآن."
هذا كان ما قاله. إنه يساعد في إيقاع أمر سابع ليلة في الوحل مذ أنه السبيل الوحيد لحماية "نفسه." فأخوه الصغير بالغ المعزَّة قد قضى نحبه.
فهمت.
"ـــــ كذب."
حالما تمتمتُ بهذا وجدتُ ميازاكي-كن قد التفت إليَّ سريعًا.
"تقول أنه ميت، لكنك تكذب. والأمر جليٌّ إن أمعن المرء التفكير، فلن يبدر منك فعل شيء كهذا قطعًا، ولن تسمح بأن يحدث أصلًا."
"..... ما الذي تهذي به يا هوشينو؟ إياك وأن تلوي عنق حديثي ليتناسب موقفك!"
"ألم يكن غاليًّا عليك؟"
تجهم ميازاكي-كن ردًّا على سؤالي المباغت، لكنه قد أقر واعترف:
"أجل."
"إذن فلن يبدر الضحك منك على موته قطعًا، صحيح؟"
بالطبع، فكل ما أوصلني إلى هذا الاستنتاج أن ضحكته لم تكن طبِعية، ورغم أنها ليست بالدليل القاطع، لكن إن تجنب ميازاكي-كن سؤالي رابط الجأش جَلود، فقد يكون بمقدوره خداعي ثانيةً.
لكن ــــ
"ولهذا فهو ليس ميتًا بعد، أأنا مخطئ؟"
لكن ميازاكي-كن لم يكن بمقدوره الرد على سؤالي، وأطرق النظر أرضًا.
"تنضح الكذبة أملًا حالما تدرك أنها كذبة."
أنشدت السطر الذي قاله ذات مرة لي واستكملت حديثي حالما رفع رأسه.
"كنت محقًّا."
أوسع حدقتيه وفغر فاه محدقًا. كنت أنظر إليه صامت الحس، لكنه شد قبضة يديه وصكَّ أسنانه ينظر إليَّ شزرًا.
"ـــــ اللـ...ـعنة...!"
إلا أنه لم يكن بمقدوره فعل شيء وأطرق النظر ثانيةً.
ثم أخذ يمشي مترنح الخطى خلفنا. ومد يده ليتناول الهاتف المحمول على المكتب.
فعلَ ما فعل على الهاتف صامتًا لا يصدر أي حس، ثم ضغط بالهاتف على أذنه ليستمع إلى شيء ما.
"لم أنجزه في الوقت المناسب."
غمغمة توحي أنه يحادث نفسه.
"لم أنجزه في الوقت المناسب. كنت أستحم حين اتصل بي. ولهذا فلم ألحظ هذا البريد الصوتي إلا في وقت متأخر."
أظنه يستمع لبريد صوتي.
"كان حريًّا بي أن أنقذه قبل أن يقع ما وقع. إن كنت قد لاحظت شجاه مبكرًا لكان بمقدوري منع الأمور من حدوثها. إلا أني كنت ثملًا في ملذاتي ولم تصل استصراخاته مسامعي، رغم أنه من المفترض أن يكون أعز شخص على قلبي. إلا أن الأمور قد آضت إلى هذا."
فتحَ الدرج العلوي في المكتب فيما كان يقول هذا.
"أعي أن الوقت متأخر تمام التأخير. أعي أني عاجز عن فعلها في وقتها الصحيح. لكن أتعرف شيئًا؟ هو ما فتئ يصرخ! ولا أريد... سماع صراخه أكثر."
أدخل يده في الدرج.
"سأوقف دموعه. سأتحمل أيَّ إثم، أيَّ ثأر. نعم لدي ذاك القدر من الشكيمة! إن كان لديك أي مشكلة في الأمر فأرسل لي بريدًا صوتيًّا الآن!!"
"بالطبع لدينا مشكلة في ذلك." صدحت ماريا.
"إنك لم تعد تفكر. لم تختر شيئًا أصلًا. إنك تحاول صمَّ أذنيك لكيلا تسمع هذا الصريخ. إنك ترتع في القتال ضدنا دون فائدة."
أطرقَت النظر هنيهةً ثم أبانت بقليل من الكلام: "لن تلغيَّ الماضي بأفعالك هذه."
أطرق رأسه هو الآخر وهمس: ".....إذن، ماذا؟ ألكِ إلغاء هذه النتيجة التي آلت إلى أطنان من الجثث؟ هذا غير ممكن. إني عاجز عن خلق مستقبل باهر مهما حاولت وحاولت. ولهذا فإني أود على الأقل تلبية ما يتمنى. هذا كل ما عليه الأمر. لذا ـــ"
أخرج يده من الدرج.
"ــــــ فلتسمحي لنا بحبسك بطواعية!"
أخرج صاعقًا وصوَّبه تجاه ماريا.
"ماريا!!"
وسرعان ما قبضت ماريا على يده اليمنى الممدودة ولَوَتها. صاح ميازاكي-كن واهنًا وأوقع الصاعق من يده.
"آاااه ـــــ"
التقطتُ الصاعق عن الأرض. كانت ماريا قادرة على تقييده، لكنها لن تلجأ إلى عنف أكثر من اللازم. ولهذا فقد حان دوري.
لن أنحيَّ بعيني لأتجنب عبوسه هذا، إني أقبل هذا العبوس. لن أتراجع. إن فرَّغ عدائيته علي فإني سأرد بعدائية أيضًا.
"آسف."
ضغطتُ بالصاعق على رقبته.
فصاح وانهار على الحال.
"...كازوكي، دعنا نغادر الغرفة."
"حسنًا."
لكن هناك ما أمسك ساقي اليمنى في اللحظة التي كنت أوشك فيها على المغادرة.
"ــــــ!"
التفتُّ أنظر على عجل لأجد أن ميازاكي-كن يمسك بساقي فيما هو منهار، يمسكها بقليل من القوة التي يسعني هز قدمي لأتخلص منه بسهولة.
رفع نظره.
".....آسف."
ماذا...؟
"آسف على عدم تمكني من فعلها في الوقت المناسب. آسف على عدم قدرتي على إنقاذك في الوقت المناسب... سأغدو أقوى لأحميَّ كلينا... لذا هلا تعطني فرصة أخيرة...!"
آاه، لا.
هذا الاستجداء الشديد والتوسل ليس إليّ.
عضضتُ شفتي ورفعت ساقي اليمنى. كان من السهل التخلص من قبضته.
ثم ضغطت بالصاعق على ظهره.
"..... أملُكَ معدومٌ."
لأني سأدمر هذا الصندوق.
ـــ آسف.
إني متأكد أنه كان يقصد توجيهها لـ[ـه].
لكن ربما كان هذا الاعتذار موجه [إليَّ] كذلك... خطر الأمر على بالي بغتة.
خطوت على ميازاكي-كن وتناولت هاتفه المحمول.
"كازوكي، ما الذي تفعله؟"
فتحت الرسالة الصوتية.
"...أنقذ...ني...رجاءً، ني-سان، أنقذني...!"
وحينها أدركتُ أخيرًا هوية [يوهي إيشيهارا].
يتبع
ترجمة ومراجعة: DANDA
انضمامك للمدونة يعني لي الكثير حقًّا ❤️🥺
الفصل السابق | فهرس الفصول | الفصل التالي |
---|
جزيل الشكر ..
ردحذفكم تبقى على نهاية المجلد الثاني ؟