لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 63
"...انتظري لحظة. ألا يعني هذا أنكِ تعاملين كازوكي هوشينو على أنه [يوهي إيشيهارا]؟"
"طيب، كنت أفعل هذا في البادئ، لكني عرفت من ثاني لمحة أنه [كازوكي هوشينو]."
"........أوي، أوي! كلامك كله كذب. وفي واقع الأمر لستِ قادرةً على التمييز بينهما إلى الآن!"
"القصة كلها تتلخص في تحديد وقت التبديل، فكل ما علي فعله هو التدقيق في حركات عضلات وجهه لثلاث ثوانٍ أو حولها لأرى الفرق. ويمكنني الآن معرفة أن كازوكي هو كازوكي."
يمكنها إدراك أني أنا؟
رغم أن الجميع عاجز عن ذلك؟
"...شيء كهذا مستحيل! لا تتسافلي عليّ!"
"لستَ مخطئًا تمامًا. إن لم يكن كازوكي لما كنت قادرةً على التفريق بينهما على الأرجح. لكن إن كان كازوكي دون غيره فالأمر ممكنٌ غاية الإمكان."
"لماذا؟!"
أجابت حينئذ ـــــ
"لأني صاحبته مدة تزيد عن مصاحبة أحد لآخر في العالم كله."
الكلمات التي أصبحت معتادًا على سماعها في أحد الأماكن، في أحد الأوقات.
"آه ــــــــ"
انسلَّ من ثغري صوتٌ لم يكن مقصودًا. وضعتُ يديَّ على كتفها. فاستدارت إليّ تواجهني مندهشة.
تجهم ميازاكي-كن لرؤيتي أتصرف هكذا وقال:
"ما الخطب يا هوشينو؟ لن تفك أصفادها لهرائها المبتذل، صحيح؟ ألست تعرف ما سيحدث لأختك إن فعلت هذا؟"
تهديده لا يخيفني لسبب ما.
"امم، أوتوناشي-سان."
إن قلتها فلن أكون قادرًا على أن أعود أدراجي ثانيةً، لكني قد حسمت أمري آنفًا.
"دعيني ألمس صندوقك."
تلاشت الدهشة من وجهها.
"لا سؤال يلزمك أصلًا. لا أجيد منعك حتى إن أردتُ لوجود هذه الأصفاد."
تقول هذا رغم ضربها الجداربيديها دون مهابة السكين.
تابعت حديثها متبسمة على استحياء:
"...كل ما عليك فعله هو لمسه اعتباطيًّا."
أذنت ليَّ إذنًا صريحًا بذلك.
أومأت وضغطت براحتي المفتوحة على صدرها.
"ـــــ آه."
إني أغوص في أعماق البحر. ها أنا هنا للمرة الثانية. وها هو المشهد الذي لا تغيير يطرأ عليه حيث كلٌّ سعيد. لكن هذا كذب. ثمة شخص يبكي والناس تحوِّطه. إنه يدرك أن هذه النعمة ما هي إلا كذبة ولا يمكنه مشاركتهم الضحك. كنت قد سمعت أنين هذا الشخص قبلًا.
هذا مضنٍ.
لا أكسجين هنا، لا يمكنني البقاء هنا أبد الدهر.
ألهذا السبب أجده مضنيًّا؟
أم لأني أدرك أني عاجز عن مداواة ألمها؟
لأني أدرك أني عاجز عن قتال وحدتها التامة؟
أشعر بالدموع تنساب على خديَّ، كما حدث في صندوق معين قبلًا.
"ــــــ آسف."
تذكرت كل شيء يخصها.
لمَ عساي ظننت أنها تستغلني كطُعم لاستدراج O فحسب؟ لمَ عساي ظننت أنها تستخف بحياتي اليومية؟
محالٌ لها ــــ هي التي تقدم الجميع عليها ــــ أن تفعل شيئًا كهذا.
لكني كنت عاجزًا عن الإيمان بها و... خنتها.
"آسف."
قلتها مجددًا. نَحَت نظرها كمن يشعر بشيء من الحرج.
"...لا، قد أكون لم أتفكر مليًّا في الأمور. كان أملي بك مرتفع عنان السماء، لم أضع في اعتباري أنك نسيت كثيرًا مما حدث داخل الفصل الرافض.... ربما... امم، لتوي لاحظت الأمر، لذا سامحني رجاءً."
هززت رأسي. نظرت إليَّ مختلسةً من جانب عينيها.
"سأخبرك شيئًا لم أخبرك إياه قبلًا لأني ظننتك ستدركه بنفسك. كازوكي، لا رجعة لحياتك اليومية. لكن ــــ"
نظرت إليَّ تواجهني الوجه بالوجه وأرخت فاها تقول:
"ــــ بوسعنا استرداد حياتك اليومية."
آاه ــــ
بهاته الكلمات، لن أرتاب حيال مكاني في الحياة أبدًا بعد.
إني... أنا.
إني ـــ كازوكي هوشينو.
أخرجتُ المفاتيح من جيبي وأدخلتهم في قفل أصفاد يديها.
"... ما الذي تفعله يا هوشينو؟ إنك تتخلى عن حياة أختك لمجرد أن تولع بك حبيبتك؟! إنك فظيع بحق..."
"لا. صحيحٌ أني حسمت أمري، لكن ليس وكأني تخليت عن أختي الكبرى."
"ماذا إذن؟ إن لم تطعني فإن لوكا هوشينو ستُقتل!"
"لن يحدث."
"أنَّى لك قول ذلك؟!"
"السبب بسيط."
هذه ليست خدعة من نوع ما، إني أقول نواياي علانية فحسب.
"لأني لن أسمح لك."
ليس عليَّ طاعتهم بعد الآن. ليس عليَّ تقييد نفسي بخياراتٍ جهزوها لي.
لأني لا يمكنني الخسارة بعد الآن، الآن وقد أصبحت حليفتي.
حسمتُ أمري بأن أستودعها كل شيء.
أدرت المفاتيح فإذا بالأصفاد تُفك وتقع أرضًا. قبضتُ على يديها اللتين تحررتا توًّا، فنظرت إليَّ وبادلتُها النظرة.
"أرجوكِ، مدي لي يد المساعدة ــــ"
لن أقترف ذاك الخطأ ثانيةً.
لن أدعوها بالاسم الخاطئ بعد الآن.
"ـــــ يا ماريا."
حين قلتُ هذا، وجدتُهاـــ لهنيهة فحسب ــــ
تبتسم ببراءة، كفتاة طبيعية في مثل عمرها.
"ثمة شروط."
تحدثَت بذات النبرة الوقورة المعتادة مرة أخرى.
"قد لا يكون قوله علانيةً ضروريًّا، فأؤمن أنك ستستوفي هذا الشرط بكل الأحوال. ومع ذلك فإن القلق يؤرقني أيضًا حد الإيلام. لذا دعني أقول هذا رجاءً."
أومأتُ موافقًا ولست أعلم ما تنوي قوله.
"لن أفقد أثرك. لذا، أرجوك. أنت أيضًا ــــ"
نَحَت نظرها لوهلة ثم نظرت إليّ من جديد وقالت صراحةً:
"ـــــ لا تفقد أثري بعد الآن."
آاه... فهمت.
لم ألاحظ هذا حتى الآن.
لقد عزلت نفسي بلا سبب، لكني لم أكن الوحيد الذي كان يعاني نتيجةً لذلك، فقد كنت أجرُّ ماريا معي طوال الوقت وأجعلها تعاني.
لطالما كانت ماريا [أيا أوتوناشي] منذ الفصل الرافض. تحاول أن تكون صندوقها. فذاتها الحقة [ماريا أوتوناشي] لا وجود لها.
"أنا أيا أوتوناشي. سُررت بلقائك."
"لكني لستُ قوية."
أذكر المرة التي رثت فيها حالَ قدرها واهنةً.
صحيح، أنا الوحيد الذي يمكنه مناداتها ’ماريا‘، فأنا الوحيد الذي شهد حقًّا وصدقًا انتقالها المدرسي الأول.
إن نسيت، فإن [ماريا أوتوناشي] ستصبح نسيًّا منسيًّا ــــ وقد تنسى هي نفسها حتى ــــ ثم تختفي.
يتبع
ترجمة ومراجعة: DANDA
انضمامك للمدونة يعني لي الكثير حقًّا ❤️🥺
تعليقات