لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 62
"آغه..."
"سمعت صوت شيء حديدي حين رميتك."
بحثَت في جيوب ميازاكي بيدها الخالية، ووجدت ما تبحث عنه بدون أن تستغرق من الوقت الكثير، ثم رمتها إليّ. ما وقع على الأرض مُصدرًا صوت احتكاك معدنيّ كان مفاتيح أصفاد اليدين والقدمين.
"كازوكي، كم الساعة بالضبط؟"
"...21:39."
"إذن لا زلنا بخير. خذ هاتفك ولتهرب حالًا من الشرفة. سأتبعك في غضون خمس دقائق. وإلى أن يحين الحين، سأكون قد تأكدت من عجز هذا الفتى عن الحركة."
نظر إليّ ميازاكي-كن حينئذ. لا تقلق، لن أتبع تعليماتها.
لكني لست قادرًا على تكبيلها بسبب الكيسا غاتامي. ما الذي عليّ فعله؟ لا أستطيع تقييدها وهي هكذا.
أطرقت النظر أرضًا.
ورأيت ما... كان عليّ استعماله إن واجهت...
إن واجهت الأسوأ. وهو ما كان أفضل طريقة لخيانتها.
آاه، إن فعلت هذا فسأصير عدو أيا أوتوناشي اللدود. لكني قد حزمت أمري آنفًا، وكنت قد افترضت سابقًا أن الأمور ستغدو هكذا، لكن الوضع سيء جدًا.
المفاتيح التي رمتها لا تدخل في فتحة المفتاح في الأصفاد؛ فالمفاتيح الأصلية كانت في حوزتي طوال الوقت.
وتحررت من الأصفاد باستعمالها.
التقطت ـــ سكين المطبخ التي رمتها أوتوناشي-سان إليّ حالما تحررت.
"أيا."
وجهت السكين جهة أوتوناشي-سان.
ستدرك أني أفتقر الشجاعة الكافية لطعنها حتمًا. لكن هذا لا يشكل فارقًا، لا يغير من حقيقة أني أخونها شيئًا.
"أطلقي سراح ميازاكي-كن."
رأت أوتوناشي-سان السكين في يدي.
وــــــ
"إيه...؟"
كنت أنا الشخص الذي غمرته الدهشة وليس أوتوناشي-سان.
فتحَت عينيها على اتساعهما وحبست أنفاسها لأني وجهت السكين جهتها فحسب. لم يسبق لي وأن رأيتها عزلاء لا حول لها ولا قوة.
اغتنم ميازاكي-كن الفرصة وحرر نفسه من قبضتها، لكنها ظلت متحجرة.
اقتربت منها والسكين معي، جعلتها تجثو على ركبتيها وكبلتها. فتحَت فمها أخيرًا بعدما كانت قد سمحت بأن تُقيَّدَ يداها بدون أي مقاومة.
وقالت متعثرةً: "ما... الذي يعنيه هذا يا كازوكي؟ ما هذا... لستُ أفهم. لمَ وجهت سكينًا ناحيتي...؟"
شرح ميازاكي بدلًا مني: "لقد خانك!"
"خانني...؟ لا شيء قد يدفعه لذلك. لا يمكن لكازوكي إيقاف أمر سابع ليلة في الوحل دوني. قد يخونني إن خضع لك وسلَّم أمره، لكن هذا مستحيل. ولهذا يستحيل عليه أن يخونـ ــــ"
"ما يعني أن هوشينو قد خضع لنا وسلَّم أمره، ألا توافقيني؟"
"سلَّم... أمره؟"
أشحت نظري عنها حين نظرت إليّ نظرةً جريحة.
"فو ـــــــ"
تسللت ضحكة من فم ميازاكي-كن.
"فوفو، أهاهاهاهاها! ما بال مشهد الحزن هذا يا أوتوناشي؟ توقفي رجاءً! انطباعي عنكِ عظيم نسبيًّا إثر الوقت الذي أمضيته في مقاتلتك، ألكِ علم بهذا؟ لكن آهٍ ما أرقك، تأخذكِ الصدمة لمجرد أن حبيبك خانك!؟ لَكَم هذا عاديٌّ مخيبٌ للآمال!"
"كازوكي."
أوتوناشي-سان لم تزعج نفسها بالنظر إلى ميازاكي-كن الذي لم ينفك يضحك، وكانت تحدق فيَّ طوال الوقت.
"أهذا صحيح؟ أحقًّا خضعت لـ[ـيوهي إيشيهارا] كما قال؟"
"......لقد خضعت!" صحت.
حين سمعَت هذا، أطرقت النظر تخبئ وجهها وأخذت ترتجف.
"هواا، لحظة من فضلك! لمَ ترتجفين؟ لا تخبريني أنكِ أخذتِ تبكين! أوي، أوي، لا تبالغي! أوقفي هذا بصراحة، إن هذا قمة في الهستيرية!!"
تابع ميازاكي-كن ضحكه ردًّا على مبالغتها.
"آه صحيح، أوتوناشي. سأخبركِ بما هو طيب! هذا الفتى هو [كازوكي هوشينو] قطعًا، وليس [يوهي إيشيهارا]. الفتى الذي خانك وكبلك كان بلا أدنى شك [كازوكي هوشينو]!"
".....أعرف،" أجابت ورأسها مطرقٌ للأسفل.
"ماذا؟"
"إني أعرف تمام المعرفة أنه [كازوكي هوشينو] وليس شخصًا آخر."
وقفت أوتوناشي-سان لكنها لم تفتأ تطرق النظر أسفلًا. ولا زلت غير قادر على رؤية وجهها. اقتربت مني فيما تترنح يمنة ويسرة. تراجعتُ خطوة وراءً غريزيًّا جرّاء تصرفها الغريب، فهي تقترب مني رغم أني أحمل سكينًا وهي مكبلة اليدين. تراجعتُ أكثر إلى أن ارتطمتُ بالحائط.
دقَّت الحائط فوقي بيدها التي ما زالت مقيدة فيما كنت أبعد نظري عنها.
ثم قالت بصوت عميق رتيب: "كازوكي، أحقًّا خضعت لحفنة من الأوغاد مثلهم؟" رفعتُ كتفيَّ ونظرتُ بتوخٍ إليها.
رفعَت رأسها ببطء.
آه، فهمت... كانت ترتجف غضبًا.
"أنت - الوحيد الذي هزمني مذ أصبحتُ صندوقًا - تخضع لحفنة من الأوغاد الضعفاء الواهين؟ أتحاول إهانتي...؟ أتود القول إني أقل شأنًا من حفنة الفاشلين السذَّج هذه، هاه...!"
صوتها الذي كانت تقمعه بدايةً أخذ يعلو تدريجيًّا.
"لا تعبث معي، ويحك، لا تعبث معي! لا تتفوه بترَّهات لا معنى لها! يستحيل لعزيمتك أن تنكسر بسهولة شديدة من حفنة من الـ ...!!"
حركَت يديها المقيدتين ثانيةً. فأغلقت عينيّ عفويًّا ثم سمعتُ صوت ضرب حائط، وصوتًا عاليًّا قادم من أعلى رأسي. فتحتُ عينيّ ببطء لأجد وجهها الساخط يشتعل غضبًا أمام وجهي تمامًا.
"أو-أوي! ما خطبك يا أوتوناشي؟ هل خبلتك صدمة خيانته؟"
ردت ونظرتها مثبتة عليّ: "فلتلزم الصمت أنت."
"...أحسست بخطب ما منذ أن تلقيتُ مكالمتك. لكني كنت مقتنعة أنك لن تتعاون معهم، ولهذا صدقت كلام ميازاكي. ومع ذلك، أجدك تتصرف تصرفات... مقززة! هذا سخف!"
أخفضَت أوتوناشي-سان نظرها إلى سكيني وكأنها لتوها تلاحظ، وبدت تعابير السخرية والاندهاش على وجهها أكثر من ذي قبل.
"...ما بال سكين الطبخ هذه؟ هل ستطعنني إن لم أنصت لما تقول؟ هاها، كم هذا مضحك. هلمَّ وامضِ قدمًا، اطعنِّي! إني عزلاء تمامًا. هيا! هيا هيا! وكأنك تستطيع أصلًا!"
"أاه..."
أخفضت السكين عفويًّا.
"قل، لمَ فعلتها. ـــ قل!"
أطرقتُ رأسي خجلًا وعارًا وقلت فيما أجز على أسناني بؤسًا: "لوو-تشاــــ لقد اختُطِفت أختي. لم يكن لدي خيار سوى إطاعتهم."
"لشيء تافه كهذا..."
"ليس بالتافه! لوو-تشان هي أختي الوحيـ ـــ""
"إنك رجلٌ كان قد حضَّرَ نفسه ليحول جسد من يحب إلى هشيم."
حبست أنفاسي.
"لحظة، أوتوناشي!"
التفتت أوتوناشي-سان غير راغبة ناحية ميازاكي-كن.
"ماذا؟ ألا ترى أنَّا منشغلون؟"
"لا، ألا ترين أنه يجدر بك إنكار أنه [كازوكي هوشينو] لما فعله لك؟ لمَ أنتِ مقتنعة أنه [كازوكي هوشينو]؟"
صحيح، لا يمكن لميازاكي-كن تجاهل هذا. مراده منذ البداية أن يجعلها تخلط بين [كازوكي هوشينو] و[يوهي إيشيهارا].
"أتعرف أنك تقول أشياءً غريبة؟ كازوكي هو كازوكي بالطبع. محالٌ أن يتغير."
"وأنّى لك التفريق بينهما بحق باسط الأرض!؟ ...آه، فهمت. إنكِ تحاولين سوغ خيانته. حيث إنك قد صدقتِ أن من استنجد بك كان [كازوكي هوشينو]. تصرين على خطئك لكيلا يتوجب عليك الشك به."
"أعرف أن المستنجد كان [يوهي إيشيهارا]."
تجهم ميازاكي-كن.
"لا تكذبي! هل تقصدين أنك تعرفين أنه كان تسجيلًا؟"
"لا."
"إذن أنّى لك بحق باسط الأرض إدراك أنه ليس [كازوكي هوشينو]!؟"
"بالطبع سأدرك ذلك."
تتحدث وكأنها تقول أمرًا بديهيًّا.
"كازوكي لن يناديَني أبدًا بـ’ـأيا‘ إن استنشدني."
"ـــــــــــ آه."
تذكرت.
تذكرت الاسم الذي صحت به حين ولَّى الجميع ظهره إليّ في صف الموسيقى، بعدما طرحني دايا أرضًا وأبرحني ضربًا.
إنها محقة تمامًا! لن أناديَها ’أيا‘ أبدًا إن كنتُ أنشُدُ المساعدة صدقًا. فهو اسم من حاربتها ذات مرة.
"...إذن أخبريني، لمَ أتيتِ لإنقاذي؟"
"إن كنت تقول الحقيقة، فإن إنقاذ [يوهي إيشيهارا] مساوٍ لإنقاذ كازوكي."
يتبع
ترجمة ومراجعة: DANDA
لا تنسَ الانضمام إلى المدونة لكي يصلك إشعار بكل جديد
تعليقات