لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 61
الثالت من مايو (الأحد) 21:32
ثم وصلت ولم يمضِ على انتهاء المكالمة 20 دقيقة حتى.
الشباك مكسور والزجاج متناثر في أرجاء الغرفة. داست على الزجاج تهشمه بحذائها ثم وقفت في صدر الغرفة بملابسها التي اعتادت ارتداءها.
"...إنك تعرفين مكان وجودي آنفا، وإلا لما وصلت بهذه السرعة، أأنا مخطئ؟"
ميازاكي-كن يرقبها من الممر المقابل لمدخل البيت، حاملا سكين طعام يوجهها نحوي.
"هل اعتقدت أنه كان من الصعب اكتشافه حقا؟ لن تُجري مكالمة كهذه في مكان عام أبدا؛ فعلى الأرجح ستكون في المنزل، ألا توافقني؟ ما المكان الذي سيخطر على بالك غير هذا في الأخير؟"
"لكن ألا ترين أنكِ وصلتِ بسرعة كبيرة؟"
"كنت أعرف مكان سكنك آنفا منذ أن أفشيت أمر شراكتك مع [يوهي إيشيهارا]... بربك، ألم تفعل ما يرضيك بالفعل؟ ارفع يديك عن كازوكي. ألم تقل أنك لا تود أن تجازف وتقتل أحدهم؟ إن طعنته فستكون قد جازفت وفعلت أكثر من مجرد قتل. ستنال عقوبة إحداث ضرر بدني جسيم وربما أكثر."
"اخرسي."
"لا حاجة للذعر إن لم تجرِ الأمور كما خُطِّط لها. ألم يعد هدفك هو ألا يهددك [يوهي إيشيهارا] بعد الآن؟ سلمني كازوكي وأعِدُ أني سأضع حدًّا لتهديدات [يوهي إيشيهارا]!"
"وعدٌ فارغ، أليس كذلك؟"
تصرفاته توحي بأنه غاضب ويتجاهلها.
لماذا يفعل ميازاكي-كن هذا؟
ـــــ إنه يزيد الطين بلة.
لا يتصرف كما يتصرف أي خصم عادي، ويحاول تمهيد الأمور لكي يكون وقع خيانتي أقوى وأشد.
أوتوناشي-سان ستدحر عدوها ميازاكي-كن ثم ستنقذني. ستُسر حينها وتقر عينًا.
وأنا حينئذ سأخونها.
ولكي تكون ’بلة الطين‘ كافية، لا بد أن يجعل ميازاكي-كن إنقاذي عسيرًا عليها.
"كفَّ عبثًا! ألم تحظَ بآخر لقياك مسبقا؟"
"كفي سخريةً!"
لكن لمَ لا تهاجمه أوتوناشي-سان حالا؟
أعرف أن سكينه تضغط على حلقي حاليا، لكنه تهديد واهٍ. لم يكن ميازاكي-كن ليطعنني منذ أنه يريد أن يرتكب مقتلا لا خطورة فيه لتجنب أن يكون في محل تهديد.
"أتعرف.. ظننتكَ شخصا منطقيا ذا عزيمة لا تتزعزع."
هذا يعني أنها تعرف أنه لن يطعنني.
إلا أنها لم تخطُ خطوة واحدة إلى الأمام.
"اهدأ يا ميازاكي."
أظنها لا تستطيع التيقن من احتمالية ألا أُطعن. قد يفقد ميازاكي-كن أعصابه ويطعنني خطأً.
.....أهذا هو السبب؟
أتمنع نفسها لأنها غير متأكدة تمام التأكد أنه لن يؤذيني؟
".........."
محال، هاه.
ففي الأخير، لا شيء قد يجعلها قلقة حيال سلامتي.
لا زلت أجهل السبب، وأوتوناشي-سان لم تحرك ساكنا بعد. إنه طريق مسدود.
نكز ميازاكي-كن خاصرتي بيده اليسرى بخفاء عن ناظرها.
......إني أعرف!
أُمليتُ تعليمات تخص ما أفعل إن واجهت طريقا مسدودا. لم أكن أود اتباعها، لكن يبدو أن جُل الخيارات استحالت أمامي.
أخبرَني ألا أتراجع وإلا ستلاحظ أننا نمثل. ازدردتُّ ريقي وتجهزت.
وـــــ عضضتُ يد ميازاكي بأقسى ما يمكنني.
"...أواا!!"
صرخته كانت ردًّا طبيعيا على الألم بلا تمثيل. وسرعان ما أوقع السكين كما خططنا مسبقا.
صنعنا موقفًا يمكنها اغتنامه، وهاهي تقفز تغتنم الفرصة.
حدث الأمر بجزء من الثانية.
إننا في غرفة حجمها ست حصائر تاتامي. وما بين غمضة عين وانتباهتها، أجدها تقف أمام عينيَّ مباشرة. اندفعَت صوبه ونطحت أنفَه برأسها، ثم خطت وأقحمت نفسها بيني وبين ميازاكي-كن ولَهَزت ذقنه دافعةً إياه خلفا فيما كان يغطي أنفه. وسرعان ما التقطت السكين ورمتها بعيدا عن متناوله.
"تراجع يا كازوكي."
أومأتُ وفعلت ما قالت.
"أعطني مفاتيح أصفاد اليد والقدم يا ميازاكي، وسأخلي سبيلك دون أي عقوبة تذكر."
رد ميازاكي فيما كان يوقف دم الرعاف: "....إنكِ أنعم مما توقعت. كان باستطاعتك خنقي كذلك. لَكنتُ حينها مجبرا على إعطائكِ المفاتيح."
"... لا حاجة للذهاب إلى هذا الحد."
هاته الكلمات حفزت ذاكرتي. هذا صحيح، أوتوناشي-سان لا تحب العنف. كانت قد عقدت العزم على القتال لأنها كانت مرغمة على ’إنقاذي‘. لكنها لن تقدر على خنق أحدهم قط لترغمه على أن يعطيها المفاتيح.
غيَّرَ ميازاكي-كن موضعه وقفز محاولا الإمساك بها. لكنه أصبح يحلق في الهواء حالما لمسها.
"ماذاـــ!!"
لم يعد يمثل، إنه متفاجئ بحق.
حصل الأمر بسرعة شديدة ولم يحظَ بوقت يمكِّنه من اتخاذ وضعية دفاع. تولت أمره برمية كتف قاضية.
"إن اقتربت مني سأطرحك أرضا."
"...اللعنة، لم أكن أعلم أنكِ حاصلة على الحزام الأسود في الجودو!"
"لا يفاجئنَّك الأمر، إني حاصلة على الحزام الأبيض... طيب، لقد هزمت عديدًا من أصحاب الحزام الأسود رغم ذلك."
عقب قولها ذلك، توَّقته تماما من النواحي كافة بكيسا غاتامي.
الكيسا غاتامي [إحدى الحركات الدفاعية في فن الجودو القتالي] |
يتبع
ترجمة ومراجعة: DANDA
لا تنسَ الانضمام إلى المدونة لكي يصلك إشعار بكل جديد
تعليقات