لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 3
"أأنهيت جدالك بينك وعشيقتك تلك؟"
أول ما رأيته حينما التفتُّ هو ثلاث ثقوب في الأذن اليمنى. ثمة شخص واحد فقط في المدرسة يحمل هذه الثقوب.
"...دايا. ذلك لم يكن جدال بين عشاق. أنّى لك التوصل لهذا الاستنتاج السخيف؟"
صديقي دايا آوميني - الذي يسخر من اعتراضي - مغرور كما جرت العادة. حسنًا، أعتقد أنه سيكون غريبًا إن كان شخص مثل دايا سيُذِل نفسه. فهو في الأخير قرر ارتداء اكسسوارات شاذة ومتطرفة ولم يتجاهل بذلك قوانين المدرسة فقط، بل تكبر متعمدا وبعنف على تلك القوانين.
"لكن ألم تلاحظ الماسكارا حقًّا؟! حتى أنا لاحظت الاختلاف، رغم أني غير مهتم بها بتاتا."
"...أأنت جاد؟"
إنهما جاران وصديقا طفولة منذ الروضة. أن يكون غير مبالٍ بها كذبة قطعًا. إن تجاهلت شيئا قد لاحظه دايا - الذي يندر أن يولي انتباهه لشيء - سيوقعك في مشكلة كما يقال؛ فهو غير مهتم بتاتًا في الآخرين، حتى أنه لا ينظر لأحد.
"...لكن، كما تعرف.."
أشعر بأنها قد وضعت الماسكارا البارحة أيضا.
"هكذا إذن، لقد فهمت يا كازو. لا بد أنك أخبرتَ تلك الحقيرة: ’لستُ مهتمٌ بكِ.‘ أوافقك. سأتبع نفس خطاك. ولكني سأكون أكثر وقاحة."
"يا لك من رئيس فصل خبيث! يمكنني سماعك بوضوح تام!"
تجاهل دايا الفتاة حادة السمع وأكمل كلامه.
"كازو، كفى حديثا عن الحقيرة التي ليس لها صلة بموضوعنا ــــ أتعرف أن هناك طالب منتقل سيصل اليوم؟"
"طالب منتقل؟! حقًّا؟!"
سأتحقق من ذلك مرة أخرى - اليوم هو الثاني من مارس. لمَ قد يرغب أحدهم بالانتقال في وقت متأخر جدا من السنة الدراسية؟
كوكوني سمعت حديثنا كما هو متوقع، ورفعت صوتها تسأل.
"كيري. أنا لا أتحدث معك. لا تقاطعي حديثنا من مكانك ذاك. أوه، ولا تقتربي أيضا! وجهك المصطنع البائس ليس جيدًا لصحتي العقلية."
"مـ-ماذاـــ؟! ألقِ نظرة على نفسك أولا يا دايا! عليك البدء بإصلاح شخصيتك غير الصريحة بأسرع ما يمكن. ربما علينا أن نعلقك رأسا على عقب لمدة 24 ساعة، فربما سيتمكن الدم أخيرا من الوصول لعقلك! فربما تتمكن من قول شيء ذي قيمة أخيرا."
رفعت صوتي قليلًا لأقاطع إساءاتهما المتبادلة وأعدت الموضوع الأصلي.
"طالب منتقل ،أليس كذلك؟ أعتقد أني سمعت بشيء كهذا."
أطبق دايا فمه سرعان ما أنهيت جملتي وحدق بي.
سألني بجدية: "...من أخبرك بذلك؟"
"إيه؟ لمَ تريد أن تعرف؟"
"لا تجب سؤالي بسؤال."
"إيرر ...من كان مجددا؟ ألم يكن ذلك أنت؟"
"مستحيل. لم أسمع بذلك إلا توًّا حين ذهبت لغرفة المعلمين. من المفترض ألا يكون أمامك أي طريقة للمعرفة."
"هذا النوع من الإشاعات ينتشر بسرعة في جميع الأرجاء. لكن على ما يبدو بالرغم من هذه الثرثرة، كيري لم تسمع بذلك."
دايا محق على الأرجح، بالأخذ بعين الاعتبار ردة فعل كيري للتو. وهي ليست الوحيدة، لا أحد قد علم بذلك من السنة الأولى في صف 1-6.
"ولهذا استنتجت أن هذه المعلومة بقيت سرًا حتى هذا اليوم. يوم النقل. ولكن حتى وإن كان ذلك صحيحا، كيف علمت بذلك؟"
"...إيرر؟"
أتساءل.
"حسنًا، على أي حال. ولكن أليس غريبًا يا كازو؟ لمَ سينتقل أحد في هذا الوقت من السنة الدراسية؟ هناك ظروف خاصة على الأرجح. مثلًا، أمن المحتمل أن تكون رئيسة لعصابة مشاكل منذ الطفولة وقد تم طردها من المدارس الأخرى مئات المرات؟ إن كان الأمر هكذا فسيكون منطقيًا إبقاؤه سرًا."
"دايا، ليس من الجيد التكهن بشأن الطالبة المنتقلة هكذا، هذا يُعتبر أذى منك. أعني أن الطالبة في موقف صعب بالفعل دون ’مساعدتك‘. كما أن الجميع يتصنت علينا."
ابتسم الطلاب الذين كانوا يتصنتون علينا فعلا مرتبكين.
"آه؟ لمَ علي أن أهتم؟"
أواا...
في اللحظة التي أطلقت فيها تنهيدة من موقف دايا المتعالي، رن الجرس. هرول زملائي إلى مقاعدهم.
كوكوني التي تجلس بجانب النافذة، فتحتها وأمالت بنفسها إلى الخارج. يبدو أنها تود رؤية الطالبة المنتقلة بأسرع ما يمكن.
رفعت صوتها: "أووه!"
على الأرجح رأت فتاة تبدو منتقلة. بعد إطلاقها لتلك ال"أووه" جلست على مقعدها بتعبير متجمد، مع أنها كانت مبتهجة قبل فتحها النافذة.
أتساءل ما الخطب.
ابتسمت كوكوني وتمتمت: "هذا مذهل!" الجميع يود معرفة الأمر على الأرجح، لكن سرعان ما دخل معلمنا. وثمة خيال فتاة بالوسع رؤيته وراء زجاج باب الفصل الضبابي. لا بد أنها الطالبة المنتقلة. بعد النظر في جميع أنحاء الفصل، لاحظ المعلم أن الجميع يتساءل عن الشخص الواقف خلف الباب؛ فناداها بسرعة داعيا إياها للدخول.
الخيال الذي وراء الزجاج الضبابي تحرك.
وحينئذ ـــ رأيتها.
وفي لحظة ـــ
تغير المشهد فجأة، كما لو تم دفعي عن جرف.
في البداية، سمعت صوتًا. صوت المشهد وهو يتمزق. بقوة، بعنف، صورة تلو الأخرى تُدفع في رأسي. مرارًا وتكرارًا، مناظر صغيرة من المشهد تظهر. أشعر كما لو أن وعيي سيتلاشى، ولكن بعدها رجع كل شيء كما كان وأُصلح تماما، كما لو أنه تم حشره في صندوقٍ معدنيٍّ صغير. ديجافو*، ديجافو.
[ت.م: ديجافو/ أي شوهد مسبقًا بالفرنسية، حين ترى شيئًا وينتابك شعورٌ برؤيته من قبل.]
"أنا أيا أوتوناشي." لقد سمعتك.
"أنا أيا أوتوناشي." لقد سمعتك.
"أنا أيا أوتوناشي." هذا يكفي، لقد سمعتك بالفعل!
رفضت كمية المعلومات الضخمة التي تحاول إهلاك وعيي. من المستحيل أن يكون لها مكان. عقلي سيهلك. لا يمكنني معالجتها جميعها.
"آه..."
ماذا،
ما هذه الأمور الغامضة ـــ أأنا...؟
لاحظت أن أصبحت في غاية الاضطراب، وتقفل عقلي بشراسة ـــ وثم عدت.
إيه؟ بم كنت أفكر؟
حبل أفكاري انقطع. نظرت صوب صدر الغرفة ونظرت إليها مجددا. نظرت للطالبة المنتقلة - أيا أوتوناشي - التي لم أعرف اسمها بعد.
"أيا أوتوناشي."
تمتمت الطالبة المنتقلة اسمها بصوت خفيض، كما لو أنها لا تكترث سواء فهمناها أم لا.
نزلت أيا أوتوناشي عن المنصة.
تقديمها الذي في غاية البساطة لنفسها أحدث موجة من الضجة قي الصف.
إنها لا تبدي أي اهتمام بزملائها المحتارين، ثم أخذت تمشي.
صوبي.
ناظرة إلى وجهي مباشرة.
جلستْ في المقعد الفارغ بجانبي بشكل طبيعي، كما لو كان هذا المقعد مجهز لها منذ البداية تقريبا.
أوتوناشي-سان نظرت إليَّ بعبوس وارتياب بينما كنت أراقبها بصمت، كمن لا حول له ولا قوة.
...أعتقد أنه من الأفضل قول شيء ما.
"........إيرر، سررت بمقابلتك."
عبوسها لم يتغير ولو قليلًا مع ذلك.
"أهذا كل شيء؟"
"إيه...؟"
"سألتك إن كان هذا كل شيء."
أكان هناك شيء آخر لقوله؟ حتى ولو قلتِ أنه يتوجب عليّ قول شيء جديد، لا أستطيع التفكير بأي شيء، فهذه أول مرة نتقابل فيها في الأخير.
ولكن الجو يرغمني على قول شيء.
".......إيرر، زيك المدرسي. أهذا هو زي مدرستك السابقة؟"
لم تتفاعل أوتوناشي-سان مع كلماتي المندفعة بأي طريقة وواصلت التحديق بي.
رائع ، و لكن أتمنى لو تتم ترجمة كل فصل كاملا ،
او في هذه الحالة ، حسب " المرة او التكرار " ،،
إن شاء الله بس أخلص الفصل الأول بصير أنزل الباقي كامل
ترجمة رائعة واصلي مشكورة
شكرا على ترجمة هذا الفصل وبالتوفيق في أعمالك القادمة.
جميل جدا