لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 15
لقد أدركت فقط المعنى الحرفي وراء ’الحب بوسعه تغيير العالم‘ حين كنت في السادسة عشر.
كم هي المرات التي فكرت فيها أن الحياة أضجر من أن تحتملها بكثير، مع تكرارتها اللانهائية للعادات والعادات والعادات؟ لقد كنت أفكر جديًا في إنهاء حياتي في الكثير من المرات ـــ لن أتمكن من حسابها إن استعلمت كلتا يديّ، أو حتى إن استعملت قدميّ كذلك.
كنت مملًا بفظاعة.
لكني لم أفصح عن مشاعري أبدًا، ودائمَا ما أتصرف بابتهاج، في الأخير، لن يعود عليك الأمر بأي شيء إن قمت بعمل عرض عن موقف سلبي كهذا أمام الجميع ليروه. حاولت أن أكون على علاقة طيبة مع الجميع، الأمر الذي ليس بتلك الصعوبة. إن تجنبت التفكير بعمق حول النقاط القوية والنقاط الضعيفة أو ما تحب وما تكره، فسيكون بوسعك تكوين علاقة جيدة مع الجميع.
تجمع حولي عدد من الناس، وجميعهم أخبروني نفس الشيء.
"أنت دائمًا ما تكون مبتهجًا للغاية. لا بد أنك خالٍ من القلق، صحيح؟"
آه، أجل، أيها الناس، شكرًا لكم جزيلًا لكونكم مخدوعين تمامًا. شكرًا جزيلًا لكم لكونكم جاهلين بفظاعتي حتى الآن. الشكر لكم، صرت أرغب برمي كل شيء بعيدًا.
أعتقد أني أعلم متى بدأ هذا الضجر.
أي وكل شخص مجرد أناني.
حين بادلت عنوان بريدي الإلكتروني مع فتى ورددت على رسائله بشكل منتظم، أصبح منفعلًا تمامًا واعترف لي بدون أي شجاعة من جانبي. حين حاولت تجنب تجاهل الفتى الذي كانت تتم معاملته بازدراء من قبل الفتيات، حسِبَ الأمر تعلق من جانبي واعترف لي. حين قام أحدهم بدعوتي للذهاب ومشاهدة فيلم وقبلت فقط لأنه من عدم المهذب خذلانه، قام بالاعتراف لي. حين كنت أرجع إلى المنزل مع شخص ما العديد من المرات لأننا كنا نسكن في نفس الاتجاه، قام بالاعتراف لي.
بعدئذ، جميعهم أظهروا تعبيرات وكأني كنت أخونهم، على الرغم من كونهم الأشخاص الملامين فقط، وانتهى الأمر بهم بالاستياء مني. كان يتم الاستياء مني أيضًا من قبل الفتيات اللواتي كنَّ واقعات في حب أولئك الفتية. محبون لذواتهم فقط. أنانيون. كنت أؤذى في كل مرة وأصبح مغطى بالندبات. أخيرًا. لم ألاحظ أبدًا حتى الندبات الجديدة التي تتشكل في كل مرة كان يتم فيها إيذائي على أي حال. هذا حين كنت أخيرًا قد لاحظت ــــ
عليّ فقط أن أتقرب من أي وكل شخص بفتور بدون أن نصبح قريبين أبدًا حتى. عليّ فقط أن أقرأ الحالة جيدًا وأتحدث بسطحية. ليس عليّ إظهار نفسي الحقيقية لهم. عليّ فقط أن أغلق صدفتي لكي أحمي باطني الرقيق.
وبعد ذلك أصبحت أشعر بالملل.
حتى حين أظهرت لهم صدفتي الخارجية، لم يلحظ أحد أي اختلاف.
جميعهم قالوا نفس الشيء لي.
"أنت دائمًا ما تكون مبتهجًا للغاية. لا بد أنك خالٍ من القلق، صحيح؟"
ما هذا النجاح المبهر.
يجب أن تختفوا كلكم فقط.
كان يومًا عاديًا بعد المدرسة. كالعادة، كنت أبتسم بينما أقوم بدردشة عفوية مع الغرباء من حولي الذين يتظاهرون بكونهم أصدقاء. ثم، على حين غرة، بدون أي دوافع خاصة ـــ
تمت مهاجمتي من قبل فكرة معينة التي قد اتخذت شكلًا بشكل مفاجئ، وجعلتني أفكر بكلمة معينة.
’عزلة‘
آاه، كنت تمامًا ــــ وحيدًا.
وحيد. فهمت، إذن لقد كنت وحيدًا، بغض النظر عن كوني محاطًا بالناس، لقد كنت وحيدًا. شعرت بالسرور بغرابة. هذه الكلمة تتناسب تمامًا.
لكن هذه الكلمة كشفت عن مخالبها على الفور وهاجمتني. كانت المرة الأولى التي أدرك فيها أن مجرد نطق كلمة عزلة مصحوب بألم. صدري يؤلمني، لا يمكنني التنفس. وحتى حين كنت أخيرًا قادرًا على التنفس، كان الأمر وكأن الهواء مشبع بالإبر. الألم يمزق رئتيّ. نظري أصبح موشحًا بالسواد للحظة، واعتقدت أن حياتي كذلك ستنتهي. لكن نظري عاد على الفور والحياة لم تنتهِ بهذه السهولة. لم أكن أعلم ما العمل. لا أعلم. ساعِدْني. أحد ما، ساعدني.
"ما الأمر؟"
أحدهم لاحظ اختلافاتي وقال لي:
"تبدو سعيدًا جدًا بابتسامتك هكذا."
إيه؟
أنا أبتسم ـــــ؟
رفعت يديّ لخديّ لأني لم أفهم كلماته.
زاويتا فمي كانتا مرفوعتين قطعًا.
"حقًا، إنك دائمًا مبتهج للغاية. لا بد من أنك خال من القلق، صحيح؟"
ضحكت عاليًا. "أجل، أنا سعيد!" ضحكت. ضحكت بدون معرفة السبب.
في تلك اللحظة، الناس من حولي بدأوا يصبحون شفافين تدريجيًا. واحد تلو الآخر يتحول إلى شفاف. أصبحوا شفافين واختفوا، لذا لا يمكنني رؤيتهم أكثر. استمرت بعض الأصوات بمخاطبتي، لكني لم أكن قادرًا على سماعهم أكثر. مع ذلك، بطريقة ما كنت قادرًا على الرد بشكل صحيح. لم أفهم الأمر.
قبل أن أدرك ذلك، الفصل كان فارغًا. كنت الوحيد المتبقي في الفصل.
لكني متأكد أني كنت الشخص الذي جعله فارغًا.
رفضت الجميع.
"لديّ موعد، لذلك سأذهب الآن."
على الرغم من أني لا يمكنني رؤية أي أحد، إلا أني تكلمت بابتسامة وحملت حقيبتي. علاقتي مع الجميع على الأرجح لا تتطلب مني أن أخاطب أي أحد على وجه الخصوص. لا بد أني كنت أتكلم مع الحائط منذ البداية إذا كان هذا هو ما كان عليه الأمر.
ومع ذلك، لماذا؟
"...اعذرني، لكن أأنت بخير؟"
على الرغم أنه من المفترض عدم وجود أحد هناك، لسبب ما يمكنني سماع تلك الكلمات بوضوح. لقد تخطيت بوابة المدرسة للتو حين تم إرجاعي في ومضة، وكل شيء أصبح مرئيًا مرة أخرى.
حين استدرت، رأيت فتى من فصلي يقف هناك، يلهث بشدة. على ما يبدو، كان يلاحقني.
اسمه كان هازوكي هوشينو بلا ريب. لم نكن ودودين، ولم يكن مميزًا على أي نحو ـــ كل ما أعرفه عنه كان اسمه.
"ما الذي تعنيه؟"
حين سألت ذلك السؤال، لاحظت أن توقع غريب قد اجتاحني.
في الأخير، هو لم يكن ليسأل ما إن كنت ’على ما يرام‘ إذا لم يلاحظ شيئًا خاطئًا. ما يعني أنه ربما كان قادرًا على الشعور بتحولي ـــ أمر مستحيل حتى للناس الذي كانوا بالقرب مني ويتواصلون معي في ذلك الوقت.
"إيرر... كيف ينبغي لي أن أقول؟ أنت تبدو ’بعيدًا‘ للغاية... أو، أنا لست متأكدًا، لكنك تبدو وكأنك لست جزءًا من الحياة اليومية..."
كان يتكلم بصعوبة كبيرة ولم يتمكن من الوصول إلى الموضوع إطلاقًا.
"إيرر... لا تهتم أبدًا إن كنت أفترض الكثير من الأمور. أعتذر لقولي أمورًا غريبة كهذه."
بدا أنه يشعر بالحرج وكان على وشك المغادرة.
"...انتظر لحظة."
منعته من المغادرة. أمال رأسه قليلًا ونظر إليّ.
"إـ إيرر..."
ربما كنت قد أوقفته، لكن ما الذي عليّ قوله الآن؟
لكن هاي ـــ هو كان قادرًا على وصفي كـ ’بعيد‘، حتى على الرغم من كوني أبتسم في ذلك الفصل الموحش.
"...هل دائمًا ما أبدو مبتهجًا؟"
إن أجاب كأي أحد آخر، إذن فسيكون مثل أي أحد آخر فقط.
آاه، لديّ توقعات عظيمة عليه. لقد ضخمت توقعات أنه سينكر كلامي وسيفهمني حقًا.
"أجل. حسنًا.... أنت حقًا تبدو بتلك الطريقة،" استجاب بتردد.
عقب سماعي تلك الكلمات، شعرت بخيبة أمل شديدة منه، فقدت كل اهتمامي وبدأت فورًا بكرهه. كنت متفاجئًا من قوة انعكاس بندول مشاعري، لكن على الأرجح أني قمت برفع توقعاتي عاليًا للغاية.
لكن ذلك الفتى الذي أكرهه الآن أضاف الكلمات التالية:
"إنك حقًا تحاول بجد، أليس كذلك؟"
تأرجحت مشاعري كالبندول مرة أخرى، وحقدي قد انعكس مرة أخرى. وجهي لا يمكنه الاستمرار مع هذه التحولات الفجائية؛ لكن أشعر بأن قلبي دافئ بغرابة.
المحاولة بجد. المحاولة بجد لتبدُ مبتهجًا.
هذا صحيح. حتى أنه أصح من إنكار أني أبدو مبتهجًا.
وهكذا، لقد وقعت في الحب.
أنا مدرك لكوني لا أقوم إلا بافتراضات تشعرني بالراحة. لأنه قال فقط أني كنت أحاول بجد لا يعني أنه يفهمني بشكل صحيح. أنا مدرك لذلك. لكن مع ذلك ـــ هذا الافتراض يرن في رأسي باستمرار.
في البداية، اعتقدت أن هذا سيكون شعورًا مؤقتًا. لكن سرعان ما نما إلى الحد الذي لا يمكن فيه أن ينعكس. مشاعري تجاهه كانت تتراكم كتكدسات الثلج التي لا تذوب أبدًا، حتى غطت على قلبي تمامًا. بغض النظر عن إدراكي أنه قد يصبح عالمي إن تابع الأمر على هذا المنوال، لسبب ما أنا لم أمانع ذلك إطلاقًا.
في الأخير، كازوكي هوشينو أنقذني من الفصل الموحش وأزال ضجري.
إن اختفى من قلبي، فأنا كنت متأكدًا من أني سأعود إلى تلك الأرض القفر.
سأعود إلى الفصل الموحش حيث كنت وحيدًا تمامًا.
عالمي كان يتغير بسهولة. لدرجة قول أني كنت وحيدًا تبدو كالكذبة. شعرت وكأن مشاعري قد أوصلت بمكبر صوت قوي. الآن، مجرد تحيته تجعلني سعيدًا. في الوقت نفسه، أشعر بالحزن لأني بالكاد يمكنني فعل شيء أكثر من تحيته. أُصبح سعيدًا حين أتحدث معه. أصبح حزينًا لأني لا يمكنني التكلم معه إلا قليلًا فقط. قلبي يأكلني وكأنه محطم أو شيء مثل ذلك ــــ مع ذلك أنا بطريقة ما مرتاح البال.
أجل! سأكون في علاقة جيدة معك بدون فشل!
أولًا، أود أن نبدأ بمناداة بعضنا بأسمائنا الأولى.
—————-……
"هل لديك أمنية؟"
يبدو أنه يتواجد في كل مكان، لكن لا يتواجد في أي مكان. يبدو أنه يشبه الجميع، لكنه لا يشبه أي أحد. لا يمكنني حتى تحديد الشخص المتحدث معي ما إن كان ذكرًا أم أنثى.
أمنية؟
بالطبع لديّ.
"هذا ’صندوق‘ يحقق أي أمنية."
قبِلته بيديّ المتصبغتين بالدماء.
فهمت فورًا أن هذا شيء واقعي. لأجل هذا، أنا مصمم على عدم التخلي عن هذا الصندوق.
سيكون الأمر نفسه بالنسبة لأي أحد، أليس كذلك؟ لا أعتقد أنه يوجد من قد يتخلى عن هذا الكنز.
لذا قمت بتمني أمنية.
بينما أعلم أنها مستحيلة، تمنيت من كل قلبي.
"ـــــ لا أود أن أواجه أي ـــــ ندم."
المرة الـ 27.755
"هيا، أليس هناك شيء مختلف فيَّ اليوم؟ أليس هناك؟"
كوكوني مشت نحوي وهي تبدو كالعادة. لقد سألتني هذا السؤال بالفعل في وقت ما في الماضي. ماذا كان الجواب الصحيح مرة أخرى؟
"...لقد وضعتِ ماسكارا."
"أووه! ممتاز، كازو-كن!"
يبدو أني كنت محقًا.
"...إذن، كيف هي؟"
"أجل، أنتِ تبدين لطيفة،" قلت بدون تردد. مرة أخرى، إنه الجواب الصحيح. لم أكن جديًا للغاية، لكن كوكوني ترضى حين تسمع كلمة ’لطيفة‘ وتومئ بسعادة.
"مــمهمم، مــمهمم، لديك إمكانيات كبيرة. هاي، أنت ــــ يا ذا الشخصية الملتوية! عليك أن تحذو حذوه."
كتفت أيديها بقناعة وأدارت رأسها نحو دايا.
"أفضل عض هذا اللسان على قول ذلك."
"آاه، العالم بأسره سيتنفس الصعداء، امضِ قدمًا رجاءًا."
"لا، ليس لساني ــــ أنا أتكلم عن لسانك."
"هــاها! إذن ترغب بقبلة شديدة وعميقة معي؟ رجاءًا لا تنجرف بعيدًا بافتتانك بي."
بدون إدراك الوضع الذي أنا فيه، كلاهما بدءا بشتم بعضهما بسرعة الضوء كالعادة.
بعد ذلك بوقت قصير، طرح دايا موضوع الطالبة المنتقلة.
تعالي بسرعة رجاءًا، أوتوناشي-سان.
شكرا على ترجمة الفصل واستمر وبالتوفيق في أعمالك القادمة.
ردحذف