لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 21
الفصل السابق | فهرس الفصول | الفصل التالي |
---|
المرة 27.755
حين ذكرت ماريا الأمر، أنا أيضا لاحظت أن موغي-سان لم تكن تضع أي مكياج. كفتى، فأنا جاهل تماما حين يأتي الأمر للمكياج ــــ لذا كان الأمر أسهل بكثير لماريا حتى تلاحظ ذلك التغير.
لكن موغي-سان لا زال لديها حقيبة المكياج.
لمَ ذلك؟
ــــــ أصبحت متعبة من استخدامه.
لا يمكنني الاعتماد على ذكرياتي المتلاشية، لكني أفترض أن موغي-سان كانت في الأصل تهتم كثيرا بشأن مظهرها. على أي حال، توقفت عن الانزعاج ووضع المكياج منذ أنه لم يكن هناك أي نتيجة لفعل ذلك بعد الآن في الفصل الرافض. تركت الحقيبة التي لم تُلمس في حقيبتها منذ الأول من مارس ــــ قبل أن يبدأ الفصل الرافض.
موغي-سان سئمت من إخراج مكياجها من حقيبتها ووضعه.
هذا قد يحدث فقط لشخص يتذكر أكثر من 20.000 حلقة.
وذلك الشخص لا يمكنه أن يكون إلا ـــــ المالك.
وهكذا، الفتاة التي تحبني، هي بالتأكيد المالك.
"هناك أمر عليّ إخبارك إياه، كازو-كن."
هذا ما قالته كوكوني لي حين استدعتني خلال التكرار السابق، الحلقة 27.754. أخبرتني:
"كازومي تحبك!"
كوكوني تعلم بحب موغي-سان لي. أنا متأكد أن موغي-سان تكلمت معها بشأن الأمر منذ أنهما كانتا صديقتين جيدتين حتى البارحة.
ماريا وأنا أردنا الإيقاع بموغي-سان.
لكن إن كنا الأشخاص الذين يفعلون هذا، فمن الطبيعي أن تكون حذرة. إن أمكن، أردنا تجنب إعطاء موغي-سان أي فرصة لتحضير نفسها، حيث أنها بالفعل هزمت ماريا في العديد العديد من المرات.
بدلا من ذلك، قررنا استخدام كوكوني كعميل. خلصنا إلى أنه بإمكانها استدراج موغي-سان إلى فخنا، إن جعلت موغي-سان تصدق ذلك، أنا خططت أن أعترف لها.
خطتنا انتهت بـ ـــــــ مقتل كوكوني.
استرجعت كلمات موغي-سان.
"... إذن، أستخرج معي؟"
كم عدد المرات التي اعترفت فيها لي؟ كم هي المدة التي كانت فيها واقعة في حبي؟ إن كان حبنا متبادل، إذن لمَ ـــــــ
"رجاءا انتظر حتى الغد."
لمَ قالت ذلك؟
بدت موغي-سان غير واعية بالدماء التي تغطي ملابسها وجسدها. هي عاجزة عن الكلام.
ـــــ كالعادة.
أكانت دوما معدومة التعابير؟ لا، من خلال ذكرياتي المبعثرة، يمكنني سحب صورة لموغي-سان وهي تبتسم ابتسامة مشرقة. لكن موغي-سان المبتسمة لا تبدو واقعية بالنسبة لي. صورة موغي-سان التي في عقلي هي فتاة كتومة وبلا تعابير.
لكن ماذا لو كان هذا مزيف كما يبدو، موغي-سان المبتسمة بإشراق، هي في الواقع الأصلية؟
ما الذي حدث للفتاة التي تدعى كازومي موغي؟
"تمت هزيمتها،" تذمرت ماريا، كأنها تجيب تساؤلي الصامت. " تمت السيطرة عليها بالكامل من قبل التكرار اللامنتهي،" أعلنت بعينين محتقرتين مركزتين على موغي-سان.
هذه الفكرة خطرت لي بالفعل: النفس البشرية ليس بإمكانها تحمل رقم هائل كهذا من التكرارات.
وبعد المرور بالكثير منها لمرات عديدة، موغي-سان الآن مدرجة بالدماء.
"...إنه خطؤك، كازو-كن،" قالت، محدقة بي. "هذا حصل لأنك حصرتني!"
"...موغي-سان، ما الذي فعلته؟"
"موغي-سان،" أعادت موغي-سان اسمها وعضت على شفتيها. "أخبرتك. لقد أخبرتك قطعا. لقد أخبرتك في العديد من المرات، أليس كذلك؟"
"مـ - ما الذي تتحدثين عنه...؟"
"لقد أخبرتك أن تدعني ’كازومي‘، ألم أفعل ...؟!"
...لم أكن أعرف. لا أذكر هذا على الإطلاق...
"لقد قلت ذلك ملايين المرات وأنت وافقت على فعله ملايين المرات، أليس كذلك؟ إذن، لمَ؟ لمَ دائما تنسى الأمر مباشرة بعد ذلك؟"
"ليس بيدي... حيلة..."
"ليس بيدك حيلة؟! أخبرني، لمَ ليس بيدك حيلة؟!" صرخت موغي-سان بشكل هستيري. طوال الوقت، بقي وجهها تقريبا بلا تعابير.
على الأرجح أنها نسيت كيفية تغيير تعابيرها خلال آلاف التكرارات هذه؛ لأنها لم يعد لديها أي سبب لتغييرها. لا يمكنها الضحك بشكل جيد، أو أن تبكي أو أن تغضب أكثر.
"كازوكي، لا تستمع لها."
أطلقت موغي-سان سراحي من تحديقها وتجهمت في وجه ماريا.
"لا تخاطبي كازو-كن بمثل هذه الألفة!"
"أنا أدعوه بما أحب."
"لا يمكنك! ...لمَ كازو-كن يتذكرك أنت، وليس أنا...؟"
"موغي، أنت صممت الأمور لتعمل بهذه الطريقة، لأن هذا يجعل الأمر أسهل لفعل نفس الشيء مرارا وتكرارا مجددا."
"اخرسي! لم أقصد فعل ذلك!"
لنفكر بالأمر، خلال الحلقة 27.754، بدت موغي-سان خائفة حين رأت أني أتذكر ماريا.
آنذاك، كنت متأكدا من أن موغي-سان لم تكن إلا خائفة من تصرفي الغريب. لكن الآن أنا أعلم أنها المالك، وجهة نظري اختلفت: في الواقع، هي سمحت لسخطها المتراكم بالانفجار لأني تذكرت ماريا ولم أتذكرها.
"كازو-كن..."
أنا لست معتادا على أن تتم مخاطبتي بهذه الطريقة من قبلها.
ربما كانت قد طلبت مني ذات مرة السماح لدعوتي ’كازو-كن‘، تماما كما طلبت مني دعوتها بـ ’كازومي‘.
ربما نسيت الأمر، لكن موغي-سان تتذكر كل شيء حدث في هذه الحلقات.
"كازو-كن، لقد قلت أنك تحبني."
"...أجل. لقد فعلت على الأرجح."
"أنا وافقت بكل سرور! أخبرتك أني أحبك، أيضا!"
"........."
كل ما أتذكره هو قولها ’رجاءا انتظر حتى الغد‘. هذا كل ما في الأمر. لا أتذكر أي شيء آخر.
"أنت لا تذكر، هاه؟"
لا يمكنني إجابتها.
"هل لك أن تتصور كم كنت سعيدة؟ بذلت قصارى جهدي خلال كل هذه الحلقات لكي أجذب انتباهك . صففت شعري، حاولت وضع الماسكارا، حاولت إغراءك، بحثت عن هواياتك، عرفت ما تحب التكلم بشأنه... وأتعلم ما الذي حصل؟ وقعت معجزة! موقفك اختلف بوضوح. لاحظتُ أنك قد أصبحت مهتما بي! بدأت بقبول اعترافي، على الرغم من أنك كنت تخذلني سابقا. حتى أنك اعترفت لي. كل مرة تقوم فيها بذلك، ترفع من آمالي. في كل مرة، حسبت أن هناك ’تتمة‘ مبهجة تنتظرني. حسبت أن هذا التكرار قد يتنهي أخيرا. لكن أتعلم ماذا؟...كازو-كن ـــــــ"
نظرت موغي-سان إلي بلا تعابير.
"ــــ في كل مرة، كنت تنسى."
لا يمكنني تحمل نظرتها وأطرقتُ النظر.
"حتى حين كنت تنسى، كان لدي آمال كبيرة بأنك ستتذكر في المرة القادمة. في كل مرة كنت تقبل اعترافي، في كل مرة كنت تعترف لي، فقت توقعاتي أكثر فأكثر. لكن في النهاية، لم تتذكر أي شيء. وسرعان ما تخليت عن الأمل. لكن أنت تعرف، إن اعترف إليك أحدهم، فلا يسعك إلا أن تأمل على أي حال! قد تحصل معجزة، في الأخير. وهذا هو سبب حصولها كل مرة، لقد أُصبتُ من جديد."
لا يمكنني تخيل مواعدتها. لكن موغي-سان صنعت شيئا واقعيا، ذاك أني لم أكن قادرا حتى على التخيل، هي جعلتني أقع في حبها. ربما هذا هو سبب كون بعض ذكرياتي محفوظة بشكل مبهم.
لكن في النهاية، كسب ودي مرارا بتلك الطريقة كان عديم الجدوى.
ليس هناك شيء للتطلع إليه.
بعد أن كسبت ودي، انتهى الأمر هناك تماما.
الذي اتنظرها كان حبا مثاليا من طرف واحد.
حب حتمي من طرف واحد يبقى غير متبادل حتى بعد أن كسبت محبتي.
"لذا أنا لم أرد الاعتراف لك أكثر. لكنك أتيت على أي حال. لم تفتأ تخبرني أنك تحبني. وعلى الرغم من أني كنت سعيدة جدا، كان الألم أعظم أكثر... لذا لم يكن لدي خيار آخر إلا أن أخبرك في كل مرة:"
موغي-سان قالت تلك الكلمات التي كنت قطعا أسمعها في العديد من المرات السابقة.
"’رجاءا انتظر حتى الغد‘."
قلبي يؤلمني.
كل هذا الوقت، كانت هي الشخص الذي يتضرر أكثر من تلك الكلمات ــــ أكثر مني بكثير.
لكن لمَ لم تنهي الفصل الرافض فقط؟ وإلا، سيستمر حبها الذي من طرف واحد غير متبادل. حتى وإن كان لديها أسباب أخرى لحماية صندوقها، هي قطعا تعاني معاناة عظيمة.
"كازو-كن؟... أفهمت الأمر؟ إنه خطؤك أني أعاني. إنه كله، إنه كله، كله خطؤك."
"ما خطب هذا الهراء الذي تتفوهين به؟" قاطعتها ماريا بنظرة متعكرة على وجهها. "ما هذا الافتقار الشديد في المسؤولية. أنت فقط تحملين كازوكي مسؤولية ألمك لأنك لا يمكنك تحمل عذاب فصلك الرافض بعد الآن."
"...لا! إنه خطأ كازو-كن أني أعاني!"
"فكري كما تريدين، لكن كازوكي ليس مسؤولا. حتى أنه لا يتذكرك. كازوكي كان فقط يحمي ذكرياته في سبيل هدفه الخاص. ليس لقلبك المتعفن."
"لمَ... لمَ تعلمين بذلك!؟"
"لمَ، تسألين؟" وقفت ماريا باعتدال وسخرت منها. "الإجابة بسيطة،" قالت بدون مبالاة. "لأني أنا التي لاحظت كازوكي هوشينو أكثر من أي أحد آخر في هذا العالم."
"ماذ ـــــ"
عند سماع هذه الكلمات الكارثية، فقدت موغي-سان حبل أفكارها.
حاولت أن تنطق باعتراض، لكن فمها يرفرف فتحا وإغلاقا بدون تشكيل أي كلمة.
أطبقت فمي لسبب مختلف. أعني، الأمر محرج حين يقول شخص شيء كذلك! بجدية.
"لـ - لا، أنا راقبته نفس الكمية ـــــــ"
"وقتك لا قيمة له." رفضت ماريا ادعاءها برد فعل عفوي. "ألا تفهمين كم هو وقتك لا قيمة له، بالنظر إلى ما أنجزته فقط؟ فلتري نفسك بالمرآة. انظري إلى يديك. انظري إلى قدميك."
وجه موغي-سان مغطى بالدم المتجمد الذي أصبح أسودا.
يدا موغي-سان تقبضان على سكين المطبخ.
قدما موغي-سان تستريحان بجانب جثة كوكوني.
"رجاءا خذي راحتك واعترضي. أصري أنك راقبت كازوكي لمدة طويلة مثلي ــــ إن كنت حقا تعتقدين أن كلماتك ذات قيمة."
موغي-سان تبدو منكوبة ونادمة، وأطرقت النظر.
أنا لست قادرا على فعل أي شيء لها.
".......هيه، فوفوفو. أنت شاهدت كازو-كن أكثر من أي أحد في العالم؟ أعتقد ذلك. ربما الأمر كما قلت فقط. أوفوفوفو، لكن هذا لا يهم! لم سيكون مهما؟"
أطلقت ضحكة مكتومة ووجهها في الأرض.
"همف، أنا أشفق عليك. إذن لقد تحطمت في النهاية."
"في النهاية...؟ أوفوفو... ما الذي تقولينه؟"
بدون أن ترفع نظرها أبدا، وجهت سكين المطبخ في وجه ماريا.
"هل اعتقدت أني كنت عاقلة لأبدأ الأمر؟"
رفعت رأسها.
"دعيني ألقنك درسا لطيفا، أوتوناشي-سان! كل من أقتله يختفي من هذا العالم!"
كالعادة، بقي وجهها بلا تعابير.
"لذا الأمر ليس مهما! لا يهم كم هي المدة التي راقبت فيها كازو-كن إن كنت ستختفين على أي حال!!"
وجهت موغي-سان سكين المطبخ إلى ماريا. أنا صرخت باسم ماريا بعفوية. لكن ماريا نظرت فقط إلى موغي-سان بضجر، تبدو غير مكترثة إطلاقا. وببساطة أمسكت بذراع موغي-سان وقيدتها تماما كذلك.
"آغه..."
الاختلاف بين قوتيهما واضح، لدرجة أني خجل من كوني ناديت باسمها.
"آسفة، لكني احترفت كل أنواع الفنون القتالية. توقع حركاتك البسيطة سهل كلَيّ ذراع طفل صغير."
سكين المطبخ وقع من يد موغي-سان على الأرض وأصدر صوت صلصلة.
موغي-سان مجردة السلاح تحدق بصدمة في سكين المطبخ.
"...سهل كلَيّ ذراع طفل صغير...؟" همست موغي-سان بألم، لا تزال نظرتها موجهة نحو السكين. ".......أوفوفوفو"
ومع ذلك، رغم أنها ينبغي أن تكون متألمة، موغي-سان تبتسم.
"ما المضحك؟"
"ما المضحك، تسألين؟ أوفو... هاها،
هــــاهــــــاهــــاهــــــاهــــاهــــــاهــــاهــــــاهــــاهــــــا!"
ضحكت بفمها المفتوح على آخره. على أي حال، ليس هناك ابتسامة على وجهها المدرج بالدماء. عدا ضحكتها، زوايا فمها غير مرفوعتين. عيناها مفتوحتين على اتساعهما بدلا من أن تكونا ضيقتين بلطف.
جعدت ماريا جبهتها عند سماعها هذه الضحكة العالية.
"إنه بالطبع مسل!! في الأخير، لقد قارنت الإمساك بذراعي بالإمساك بذراع طفل صغير! أنت، من بين كل الناس! أنت، أيا أوتوناشي، قلت ذلك! مــــدهش! حتما مــــــــــــدهــــــــــــش!"
"لم أتمكن من فهم ما تجدينه مسليا للغاية."
"حقا؟ إذن أخبريني، أيمكنك في الواقع الإمساك بذراع طفل صغير؟"
لا زلت عاجزا عن فهم سبب ضحكها، لكن ماريا تبدو عاجزة عن الكلام.
"أوه حسنا، لقد أمسكت بي. هنيئا لك. مبارك. إذن؟ ماذا كان هدفك مجددا؟"
"......"
"أعرف. لقد سمعته مرات كثيرة جدا، في الأخير. إنه إنهاء هذا العالم المتكرر، صحيح؟ لكسب صندوق، صحيح؟ إذن ما الذي ستقدمين على فعله؟ كل ما عليك فعله هو قتلي لإنهائه، صحيح؟"
"...صحيح."
"أعلم أنك قد أتقنت كل أنواع الفنون القتالية، أيا أوتوناشي! لقد أخبرتني بنفسك! لمَ أنت... لم أنت تتصرفين وكأنك قد فقتني دهاءا؟ أليس هذا مضحك؟ هل اعتقدت أني لم ألاحظ ذلك؟ يا للإحراج! إنه محرج، أليس كذلك؟ اسمعي... أنا عدت إلى الماضي بقدر ما عدت أنت، أتعرفين؟ أنا أعرفك بشكل جيد جدا! أنت جردتني من السلاح. أنت تحملين ذراعي. إذن ماذا ـــــــ؟"
أصبحت موغي-سان جادة مجددا وبدأت بالتحدث بصوت هادئ.
"ما الذي ستقدمين على فعله تاليا؟"
"....."
لم تحر ماريا جوابا.
"ما أرقك، أوتوناشي-سان، أيتها الرقيقة. أنت، التي لا تستطيع قتلي. أنت، التي لا تستطيع تعذيبي. أنت، التي لا تستطيع حتى كسر عظمة واحدة من جسدي. هل أنت قادرة على ليّ ذارع طفل صغير ضعيف جدا بينما تبقين راقية للغاية لرفض العنف؟ لا. لا تستطيعين. بالطبع لا تستطيعين."
فهمت. إذن هذا هو السبب الرئيسي في فشل ماريا المتواصل.
حيث أن العنف هو الحل الوحيد. ماريا لا تستطيع فعل أي شيء. وموغي-سان على علم بذلك.
"فلتفكري بالأمر لمرة. ألم تلاحظي أني حظيت بفرصة قتلك و ’رفضك‘ طوال هذه المدة؟ أتعلمين السبب الذي جعلني أمتنع، رغم أنك كنت مزعجة بشكل واضح؟ لأمر واحد، أنت كريمة جدا لتنقذيني من ذلك الحادث! لكن هذا ليس كل ما في الأمر. لقد لاحظت في المرة الأولى أنك اكتشفت أني كنت المالك وخسرت أمامي."
صكت ماريا على أسنانها.
"أنت لا تستحقين حتى ــــــ أن تكوني خصمي."
منذ زمن طويل، دايا أخبرني أن البطل شخص أدنى مكانة من الطالبة المنتقلة بسبب تفوق الأخيرة في المعلومات.
لكن فرضياته كانت خاطئة.
البطلةكازومي موغي لديها معلومات تفوق الطالبة المنتقلةأيا أوتوناشي.
"لقد اكتفيت من هذا النمط،" قالت موغي-سان بنبرة فيها ضجر مبالغ فيه. "...لكن على عكس المرات السابقة، كازوكي هنا الآن."
"حسنا أجل. إذن، أعلينا تجربة شيء جديد؟"
ركلت موغي-سان مقبض سكين المطبخ. دار السكين على الأرضية الدامية وانزلق ليقف عند قدمي.
"التقطه، كازو-كن."
ألتقط ماذا؟ سكين المطبخ؟
أطرقت النظر لسكين المطبخ مجددا.
هناك دماء أكثر عليه الآن. يبعث وهيجا أحمرا داكنا عميقا.
"هاي، كازو-كن؟ أتحبني؟ إن كان كذلك ـــــــــ"
رفعت رأسي ونظرت إلى شفتيها.
"ـــــــ أعطني ذاك السكين ودعني أقتلك."
ــــــ ماذا؟
أنا لا أفهم. أعرف ما الذي تعنيه كلماتها، لكني لا يمكنني فهم ما قالته لي الآن.
"ألم تسمعني؟ أخبرتك أن تعطني ذاك السكين لأتمكن من قتلك."
أعادت ما قالته. أعتقد أني سمعتها بشكل صحيح.
"موغي، أجننت؟! ألست تحبين كازوكي؟! لمَ تريدين فعل شيء كهذا؟!"
"أنت محقة. أنا أحبه! لكن هذا بالضبط هو السبب الذي يجعلني أريده أن يموت. ألم أقل أنه خطأ كازو-كن أني أعاني؟ لذلك، أريده أن يختف من أمامي. أليس هذا هو الاستنتاج المنطقي؟" موغي-سان قالت وكأن ما تفكر به أمر طبيعي تماما. "في البداية، لمَ تعتقدين أني أكلت طعمك، رغم أني أعلم أن كازو-كن سيأتي؟ حسنا، أنا لدي هدف مناسب! لقد اتخذت قرارا ــــ القرار بقتله،" بصقت هذه الكلمات بينما تلمحني. "يمكنني ’رفض‘ كازو-كن بقتله. سيختفي من نظري. إن حصل ذلك، أنا متأكدة أني لن أعاني أكثر. سيكون بمقدوري البقاء هنا للأبد."
"موغي، ما خطب هذا الهراء ــــ آغه! آه ـــــــ"
تأوهت ماريا فجأة وجثت على ركبتيها. إنها تحمل جانبها الأيسر.
"...؟ ماريا؟"
ثمة شيء يبرز من جانبها الأيسر.
...إيه؟ مطعونة؟
"آه ــــــ ما - ماريا!"
نظرت ماريا إلى الجسم البارز من جانبها الأيسر. صكت على أسنانها، سحبت هذا الجسم الغريب بدون تردد. تأوهت ثانية بألم. تجهمت في موغي-سان، رمت الجسم الذي أخرجته للتو بعيدا.
نظرت إلى الأداة التي تتدحرج على الأرض. إنها سكين قابلة للطي.
"لقد أرخيت دفاعك. ربما تكونين قد احترفت كل أنواع الفنون القتالية، لكن ذلك لا يجعلك منيعة ضد الهجمات المفاجئة. هذا السكين الرخيص ليس فعالا ضد الفتيان إطلاقا، لكن عليه أن يكون أكثر من كاف لجسدك النحيل، صحيح؟ أنا آسفة، لكن بنية جسدك لا تزال على ما هي عليه في هذا العالم مهما تدربت!"
حاولت ماريا النهوض وفشلت ــــ يبدو أن جرحها خطير. الدم يتدفق باستمرار من خصرها الأيسر.
"أنا مررت بالكثير كذلك، كما تعلمين. لذا اعتقدت أنه من الأفضل إبقاء ذلك معي. تلك السكين دائما ما تكون مخبأة من قبلي."
مشت موغي-سان نحوي. انحنت والتقطت سكين المطبخ الواقعة.
"آه ـــــ"
رغم أنها بلا دفاعات إطلاقات بينما هي تترنح، إلا أنني غير قادر على فعل أي شيء يتجاوز إصدار صوت خفيض. لا يمكنني التحرك؛ أشعر أني متسمر في مكاني. لا يمكنني فعل أي شيء عدا الوقوف هناك كمسمار في حائط.
تم ترك جسدي وراءا. عقلي متجمد لأني لا يمكنني تقبل الواقع الذي يحدث أمام عينيّ.
"ألم أقل ذلك، أيا أوتوناشي؟ الناس الذي سيختفون على أي حال لا يشكلون فرقا؟"
موغي-سان جلست فوق ماريا ورفعت سكين المطبخ.
أرجحته دون تردد. مرارا وتكرارا. مرارا وتكرارا. حتى انقطع نفس ماريا تماما.
خلال العملية بأكملها، ماريا لم تطلق أي تأوه مخز.
"إن كنت قد بقيت مجرد منظر قبيح كحفنة من الذباب يتحاشدون حول براز، لكنت قد عفوت عنك. لكن لا، أنت قمت بخطوة نحو كازو-كن خاصتي!" تذمرت موغي-سان ووقفت.
ماريا لا تتحرك بعد الآن.
نظرت موغي-سان إلى سكين المطبخ التي طعنت فيها ماريا مرارا. ثم، رمتها نحوي.
نظرت بعفوية إلى السكين التي نقعت بدم كوكوني وماريا.
"حسنا إذن، أنت التالي، كازو-كن."
جثوت على مضض ووصلت إلى سكين المطبخ. أبعدت يدي حالا حين شعرت بالملمس الدبق للدم. ازدردت ريقي ونزلت مرة أخرى. يدي ترتعش. لا يمكنني الإمساك بالسكين جيدا. أغلقت عينيّ وأجبرت نفسي على إمساكها. فتحت عينيّ مجددا. لأني أحمل السلاح الذي قتل كوكوني وماريا، يدي ترتعش أكثر حتى. إني أتركها تقريبا. أمسكتها بيدي الاثنتين لأقمع الارتعاش.
آاه، لا يمكنني.
قطعا لا يمكنني فعل أي شيء بهذه السكين.
"ما الذي تفعله، كازو-كن؟ تعال... أعطني السكين!"
لا، ليس أنا فقط. لا أحد يمكنه فعل أي شيء بهذه السكين.
مما يعني ـــــــ
"... من الذي جعلك تقومين بكل هذا، موغي-سان؟"
لا ينبغي لموغي-سان أن تكون قادرة على ارتكارب هذه الأعمال الوحشية. لا يمكنها على الأرجح أن تكون قادرة على فعل هذا لوحدها.
إلا إن كان يتم التحكم به من أحد.
حدقت فيّ بارتباك.
"...ما الذي تتحدث عنه؟ أتحاول اقتراح أن هناك أحد جعلني أقوم بهذا؟ أهناك خطب في رأسك، كازو-كن؟ هذا مستحيل!"
"لكني وقعت بحبك."
"......ما الذي تريد الوصول إليه؟"
"حتى بعد المرور بأكثر من 20.000 تكرار، حتى بعد الوقوع في مأزق، لن تقدمي أبدا على فعل شيء كهذا، موغي-سان. الفتاة التي وقعت بحبها لن يمكنها أبدا فعل شيء كهذا!"
للحظة بدت موغي-سان متأثرة بعمق بكلماتي، لكن بعدها تجهمت ونظرت إلي وردت. "...فهمت. إذن تريد أن تجعلني أغفر لك بمناشدة مشاعري، هاه؟ أنا خائبة الأمل. لم أعتقد أبدا أنك جبان هكذا. إذن أنت حقا لا تريد الموت لصالحي، هاه؟"
من المحال أن أريد. لا أريد الموت، ولا أصدق أن موتي سيجلب خلاصها.
"........كازو-كن، أتعتقد أن القتل محرم حتما؟"
"...أجل."
"أوفوفو، يا للاستقامة. أجل، أنت محق. أنت محق تماما!" قالت وألقت نظرة خاطفة إلى عينيّ. "ــــــ حسنا، فلتتمتع بالبقاء هنا لكامل حياتك... لا، للأبد،" قالت ببرودـــ ربما لأنها تعلم أن هذا هو عكس الشيء الذي أتمناه بالضبط. "في النهاية ـــــ تسليم الصندوق سيتسبب في مقتلي."
بعبارة أخرى، هي ستموت إن انتهى الفصل الرافض؟ ماريا لم تذكر ذلك أبدا.
"أتفهم؟ إن هربت من هذا الصندوق فأنت ستقتلني. أتعتقد أني أكذب؟ أتعتقد أني أتفوه بأعذار واهية لأحمي الصندوق؟ أنا لا أفعل! ستفهم الأمر إن فكرت به! أقصد، لمَ تعتقد أن أمنيتي هي الرجوع للوراء؟"
لمَ سيرغب أحدهم بعكس تدفق الزمن؟ ربما لأن هناك مأساة قد حلت...؟
"ألا تتساءل لمَ أنا دائما أدهس من تلك الشاحنة؟ صحيح أنه كان هناك أوقات تقوم فيها أوتوناشي-سان بالتضحية بنفسها لأجلي... آه، بالمناسبة، كان هناك أوقات أيضا حيث تقوم أنت بالتضحية بنفسك. لكن معظم الوقت كنت أنا التي تموت، صحيح؟"
"آه ـــــــــ"
لا تخبريني ــــــ
أخيرا استنتجت تفسيرا معقول.
لمَ لا تنهي موغي-سان الفصل الرافض؟
حادث المرور هي حادثة حتمية داخل الفصل الرافض. أحدهم، بالعادة موغي-سان، يقع ضحية ذلك الحادث. لا أعلم لمَ، لكنه يحدث دائما.
’أعتقد ــــــ في اللحظة التي يحدث فيها شيء، فلا يمكن ألا يتم.‘
قلت هذه الكلمات ذات مرة. جواب ماريا كان هذا ’وجهة نظرك طبيعية. وعلى ما يبدو، صانع هذا الفصل الرافض لديه أيضا نفس الأفكار.‘
لذا، قل أن فرصة تدمير هذا الصندوق قد أتيحت لي. هل هذا يعني أيضا ــــــ
"هل خططت لجعل ضحية لحادث ما؟"
ـــــــ قتل الفتاة التي أحبها؟
سمعت صلصلة غير واضحة. لم أتمكن من تمييزها في البداية، لكن بعدها أدركت أنها السكين التي وقعت على الأرض.
"أنت غير قادر حتى على إعطائي السكين؟ يا للبؤس..."
مشت موغي-سان نحوي. التقطت السكين.
هي على الأرجح ستقتلني الآن.
لأنها اقترفت الكثير من الآثام، يمكنها تبرير أفعالها فقط بمتابعة ما تقوم به. إن لم تفعل، فسيتم سحقها من قبل تأنيب ضميرها. لا يمكنها العودة بعد الآن. لقد فقدت السيطرة، لذا هي ستثور وتقتلني.
على الأرجح ـــــ ’كازومي موغي‘ لم تعد ’كازومي موغي‘ بعد قتلها لضحيتها الأولى.
وجهها ذو اللاتعابير مبقع بدماء الفتاتين.
جثت لتصل إلي لأني لا يمكنني القيام.
لفت يدها حولي بينما تحمل السكين. مررت يدها خلف رقبتي وجعلت السكين تلمس رقبتي، صحيح فوق شرياني السباتي.
وجه موغي-سان اقترب من وجهي وفتحت فمها.
"رجاءا، أبق عينيك مغلقتين."
فعلت ما أمليّ عليّ.
شيء ناعم يلمس شفتيّ.
أدركت على الفور ما هو.
في الأخير، عاطفة معينة عميقا في داخلي اهتاجت. إنها العاطفة التي لم تهتج حين رأيت جثة كوكوني أو حين كان يتم طعن ماريا.
إنها الغضب.
أنا ــــــ لا يمكنني غفران هذا.
"إنها ليست المرة الأولى التي أقبلك فيها، أتعرف؟ لكن أنا آسفة دائما ما يكون ذلك محرج للغاية."
لا يمكنني غفران هذا. أقصد، لا يمكنني تذكر ما الذي تتحدث عنه. وأنا متأكد أني لن أتذكر هذا أيضا.
"إلى اللقاء، كازو-كن. لقد أحببتك!"
هل موغي-سان راضية حقا عن ذكريات لا يمكنها مشاركتها مع أي أحد؟ حسنا، قد تكون كذلك، بالأخذ بعين الاعتبار مدى اعتيادها الذي وصلت إليه على العزلة.
ألم حاد مر من خلال جانب رقبتي.
خنت طلب موغي-سان وفتحت عينيّ.
موغي-سان مكتئبة، لكن لا يمكنها إبعاد عينيها في الوقت المناسب. آاه، عينانا تلاقت أخيرا بشكل جيد.
أمسكت يدها.
من زاوية عيني، يمكنني رؤية السائل الأحمر يتسرب من رقبتي ثم على يديها وثم يستاقط.
"... ما الذي تفعله؟"
"لا... يمكنني الغفران..."
"لا يمكنك الغفران لي؟ فوفو... أنا لا أهتم حقا. أنا مدركة لذلك. لكن لا يهم! إنه الوداع فعلا على أي حال."
"ليس هذا هو الأمر."
"...ماذا هو، إذن؟"
"ليس أنت ــــــ لا يمكنني الغفران للفصل الرافض الذي غيّر الحياة اليومية!"
أحكمت قبضتي على رسغها. يدها الرقيقة مثبتة من قبل يدي. رؤيتي اسودت للحظة. قد يكون جرح رقبتي مهلك.
"أفـ - أفلتني ـــــ!"
"لن أفعل!"
لا زلت لا أعلم ما الذي علي فعله. أنا متأكد أني لا يمكنني قتلها. لكني أدركت شيئا واحد بوضوح: لا يمكن الغفران لهذا الفصل الرافض. لأجل ذلك، أنا لا يجب علي حتما الاختفاء.
"دعني أقتلك! رجاءا! دعني أقتلك!" صرخت. رغم أن هذه الكلمات من المفترض أن تكون كلمات الرفض، لكنها تبدو بالنسبة لي كأنها تبكي في ألم، كالنواح تقريبا.
...آه، فهمت. أخيرا لاحظت.
ظاهريا، هي بلا تعابير كالعادة. هي لن تجهش بالبكاء. نظرت مباشرة لها. أبعدت عينيها فورا. ساقاها النحيلتان والرقيقتان ترتعشان طوال الوقت. لا يمكنها مجاراة مشاعرها، فقدت تعابير وجهها منذ فترة طويلة. لا يمكنها حتى ملاحظة أنها تبكي. دموعها لا تنزل بعد. على الأرجح لأنهم قد جفوا منذ زمن طويل.
أنا آسف لأني لم ألاحظ ذلك قبلا.
"لن أدعك تقتليني. لن أدعك ترفضيني."
"لا تعبث معي، لا تعذبني أكثر!"
أنا آسف، لكن لا يمكنني الاستماع لتوسلها.
لذا ـــــ
"أنا أرفض قطعا تركك في عزلتك!" صرخت.
ربما هي مخيلتي فقط، لكن لديّ شعور أن موغي-سان قد ارتاحت للحظة.
ومع ذلك...!
"آه ـــــ"
رؤيتي اسودت بالكامل. ضربة على خدي أعادت رؤيتي مؤقتا. المشهد قد اختلف. موغي-سان المدرجة بالدماء أمام عينيّ تماما. يداي لا تمسكان رسغها بعد الآن؛ إنهما مفرودتان بلا حول ولا قوة على الأرض.
ليس الأمر أنها فعلت شيء آخر لي. أنا فقط انهرت من تلقاء نفسي.
رغم أني كنت متأكدا أني وجدت طريقة لإقناعها، لا يمكنني التحرك بعد الآن. حتى أني أواجه مشكلة في تحريك فمي.
"أنا بلهاء."
أسمع صوتها.
"بسبب هذا فقط، بسبب عبارة كهذه فقط، أنا ـــــ"
غير قادر على رفع رأسي، لا أعلم ما الذي يبديه وجهها وهي تتكلم.
".............. يجب أن... أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل."
وكأنها تأمر نفسها، تكرر نفس العبارة مرارا وتكرارا.
حذاؤها تحرك. دم أحدهم ارتش على وجهي. وميض ضوء انعكس من سكين المطبخ على عينيّ. ـــــ آه، هي تخطط لاستخدامه.
"الآن هو الوداع حقا، كازو-كن."
جثت ومسدت ظهري برفق.
"ــــــ يجب أن أقتل..."
وثم غرزت الشفرة ــــــ
"ــــ يجب أن أقتل نفسي."
في جسدها.
ـــــ كالعادة.
أكانت دوما معدومة التعابير؟ لا، من خلال ذكرياتي المبعثرة، يمكنني سحب صورة لموغي-سان وهي تبتسم ابتسامة مشرقة. لكن موغي-سان المبتسمة لا تبدو واقعية بالنسبة لي. صورة موغي-سان التي في عقلي هي فتاة كتومة وبلا تعابير.
لكن ماذا لو كان هذا مزيف كما يبدو، موغي-سان المبتسمة بإشراق، هي في الواقع الأصلية؟
ما الذي حدث للفتاة التي تدعى كازومي موغي؟
"تمت هزيمتها،" تذمرت ماريا، كأنها تجيب تساؤلي الصامت. " تمت السيطرة عليها بالكامل من قبل التكرار اللامنتهي،" أعلنت بعينين محتقرتين مركزتين على موغي-سان.
هذه الفكرة خطرت لي بالفعل: النفس البشرية ليس بإمكانها تحمل رقم هائل كهذا من التكرارات.
وبعد المرور بالكثير منها لمرات عديدة، موغي-سان الآن مدرجة بالدماء.
"...إنه خطؤك، كازو-كن،" قالت، محدقة بي. "هذا حصل لأنك حصرتني!"
"...موغي-سان، ما الذي فعلته؟"
"موغي-سان،" أعادت موغي-سان اسمها وعضت على شفتيها. "أخبرتك. لقد أخبرتك قطعا. لقد أخبرتك في العديد من المرات، أليس كذلك؟"
"مـ - ما الذي تتحدثين عنه...؟"
"لقد أخبرتك أن تدعني ’كازومي‘، ألم أفعل ...؟!"
...لم أكن أعرف. لا أذكر هذا على الإطلاق...
"لقد قلت ذلك ملايين المرات وأنت وافقت على فعله ملايين المرات، أليس كذلك؟ إذن، لمَ؟ لمَ دائما تنسى الأمر مباشرة بعد ذلك؟"
"ليس بيدي... حيلة..."
"ليس بيدك حيلة؟! أخبرني، لمَ ليس بيدك حيلة؟!" صرخت موغي-سان بشكل هستيري. طوال الوقت، بقي وجهها تقريبا بلا تعابير.
على الأرجح أنها نسيت كيفية تغيير تعابيرها خلال آلاف التكرارات هذه؛ لأنها لم يعد لديها أي سبب لتغييرها. لا يمكنها الضحك بشكل جيد، أو أن تبكي أو أن تغضب أكثر.
"كازوكي، لا تستمع لها."
أطلقت موغي-سان سراحي من تحديقها وتجهمت في وجه ماريا.
"لا تخاطبي كازو-كن بمثل هذه الألفة!"
"أنا أدعوه بما أحب."
"لا يمكنك! ...لمَ كازو-كن يتذكرك أنت، وليس أنا...؟"
"موغي، أنت صممت الأمور لتعمل بهذه الطريقة، لأن هذا يجعل الأمر أسهل لفعل نفس الشيء مرارا وتكرارا مجددا."
"اخرسي! لم أقصد فعل ذلك!"
لنفكر بالأمر، خلال الحلقة 27.754، بدت موغي-سان خائفة حين رأت أني أتذكر ماريا.
آنذاك، كنت متأكدا من أن موغي-سان لم تكن إلا خائفة من تصرفي الغريب. لكن الآن أنا أعلم أنها المالك، وجهة نظري اختلفت: في الواقع، هي سمحت لسخطها المتراكم بالانفجار لأني تذكرت ماريا ولم أتذكرها.
"كازو-كن..."
أنا لست معتادا على أن تتم مخاطبتي بهذه الطريقة من قبلها.
ربما كانت قد طلبت مني ذات مرة السماح لدعوتي ’كازو-كن‘، تماما كما طلبت مني دعوتها بـ ’كازومي‘.
ربما نسيت الأمر، لكن موغي-سان تتذكر كل شيء حدث في هذه الحلقات.
"كازو-كن، لقد قلت أنك تحبني."
"...أجل. لقد فعلت على الأرجح."
"أنا وافقت بكل سرور! أخبرتك أني أحبك، أيضا!"
"........."
كل ما أتذكره هو قولها ’رجاءا انتظر حتى الغد‘. هذا كل ما في الأمر. لا أتذكر أي شيء آخر.
"أنت لا تذكر، هاه؟"
لا يمكنني إجابتها.
"هل لك أن تتصور كم كنت سعيدة؟ بذلت قصارى جهدي خلال كل هذه الحلقات لكي أجذب انتباهك . صففت شعري، حاولت وضع الماسكارا، حاولت إغراءك، بحثت عن هواياتك، عرفت ما تحب التكلم بشأنه... وأتعلم ما الذي حصل؟ وقعت معجزة! موقفك اختلف بوضوح. لاحظتُ أنك قد أصبحت مهتما بي! بدأت بقبول اعترافي، على الرغم من أنك كنت تخذلني سابقا. حتى أنك اعترفت لي. كل مرة تقوم فيها بذلك، ترفع من آمالي. في كل مرة، حسبت أن هناك ’تتمة‘ مبهجة تنتظرني. حسبت أن هذا التكرار قد يتنهي أخيرا. لكن أتعلم ماذا؟...كازو-كن ـــــــ"
نظرت موغي-سان إلي بلا تعابير.
"ــــ في كل مرة، كنت تنسى."
لا يمكنني تحمل نظرتها وأطرقتُ النظر.
"حتى حين كنت تنسى، كان لدي آمال كبيرة بأنك ستتذكر في المرة القادمة. في كل مرة كنت تقبل اعترافي، في كل مرة كنت تعترف لي، فقت توقعاتي أكثر فأكثر. لكن في النهاية، لم تتذكر أي شيء. وسرعان ما تخليت عن الأمل. لكن أنت تعرف، إن اعترف إليك أحدهم، فلا يسعك إلا أن تأمل على أي حال! قد تحصل معجزة، في الأخير. وهذا هو سبب حصولها كل مرة، لقد أُصبتُ من جديد."
لا يمكنني تخيل مواعدتها. لكن موغي-سان صنعت شيئا واقعيا، ذاك أني لم أكن قادرا حتى على التخيل، هي جعلتني أقع في حبها. ربما هذا هو سبب كون بعض ذكرياتي محفوظة بشكل مبهم.
لكن في النهاية، كسب ودي مرارا بتلك الطريقة كان عديم الجدوى.
ليس هناك شيء للتطلع إليه.
بعد أن كسبت ودي، انتهى الأمر هناك تماما.
الذي اتنظرها كان حبا مثاليا من طرف واحد.
حب حتمي من طرف واحد يبقى غير متبادل حتى بعد أن كسبت محبتي.
"لذا أنا لم أرد الاعتراف لك أكثر. لكنك أتيت على أي حال. لم تفتأ تخبرني أنك تحبني. وعلى الرغم من أني كنت سعيدة جدا، كان الألم أعظم أكثر... لذا لم يكن لدي خيار آخر إلا أن أخبرك في كل مرة:"
موغي-سان قالت تلك الكلمات التي كنت قطعا أسمعها في العديد من المرات السابقة.
"’رجاءا انتظر حتى الغد‘."
قلبي يؤلمني.
كل هذا الوقت، كانت هي الشخص الذي يتضرر أكثر من تلك الكلمات ــــ أكثر مني بكثير.
لكن لمَ لم تنهي الفصل الرافض فقط؟ وإلا، سيستمر حبها الذي من طرف واحد غير متبادل. حتى وإن كان لديها أسباب أخرى لحماية صندوقها، هي قطعا تعاني معاناة عظيمة.
"كازو-كن؟... أفهمت الأمر؟ إنه خطؤك أني أعاني. إنه كله، إنه كله، كله خطؤك."
"ما خطب هذا الهراء الذي تتفوهين به؟" قاطعتها ماريا بنظرة متعكرة على وجهها. "ما هذا الافتقار الشديد في المسؤولية. أنت فقط تحملين كازوكي مسؤولية ألمك لأنك لا يمكنك تحمل عذاب فصلك الرافض بعد الآن."
"...لا! إنه خطأ كازو-كن أني أعاني!"
"فكري كما تريدين، لكن كازوكي ليس مسؤولا. حتى أنه لا يتذكرك. كازوكي كان فقط يحمي ذكرياته في سبيل هدفه الخاص. ليس لقلبك المتعفن."
"لمَ... لمَ تعلمين بذلك!؟"
"لمَ، تسألين؟" وقفت ماريا باعتدال وسخرت منها. "الإجابة بسيطة،" قالت بدون مبالاة. "لأني أنا التي لاحظت كازوكي هوشينو أكثر من أي أحد آخر في هذا العالم."
"ماذ ـــــ"
عند سماع هذه الكلمات الكارثية، فقدت موغي-سان حبل أفكارها.
حاولت أن تنطق باعتراض، لكن فمها يرفرف فتحا وإغلاقا بدون تشكيل أي كلمة.
أطبقت فمي لسبب مختلف. أعني، الأمر محرج حين يقول شخص شيء كذلك! بجدية.
"لـ - لا، أنا راقبته نفس الكمية ـــــــ"
"وقتك لا قيمة له." رفضت ماريا ادعاءها برد فعل عفوي. "ألا تفهمين كم هو وقتك لا قيمة له، بالنظر إلى ما أنجزته فقط؟ فلتري نفسك بالمرآة. انظري إلى يديك. انظري إلى قدميك."
وجه موغي-سان مغطى بالدم المتجمد الذي أصبح أسودا.
يدا موغي-سان تقبضان على سكين المطبخ.
قدما موغي-سان تستريحان بجانب جثة كوكوني.
"رجاءا خذي راحتك واعترضي. أصري أنك راقبت كازوكي لمدة طويلة مثلي ــــ إن كنت حقا تعتقدين أن كلماتك ذات قيمة."
موغي-سان تبدو منكوبة ونادمة، وأطرقت النظر.
أنا لست قادرا على فعل أي شيء لها.
".......هيه، فوفوفو. أنت شاهدت كازو-كن أكثر من أي أحد في العالم؟ أعتقد ذلك. ربما الأمر كما قلت فقط. أوفوفوفو، لكن هذا لا يهم! لم سيكون مهما؟"
أطلقت ضحكة مكتومة ووجهها في الأرض.
"همف، أنا أشفق عليك. إذن لقد تحطمت في النهاية."
"في النهاية...؟ أوفوفو... ما الذي تقولينه؟"
بدون أن ترفع نظرها أبدا، وجهت سكين المطبخ في وجه ماريا.
"هل اعتقدت أني كنت عاقلة لأبدأ الأمر؟"
رفعت رأسها.
"دعيني ألقنك درسا لطيفا، أوتوناشي-سان! كل من أقتله يختفي من هذا العالم!"
كالعادة، بقي وجهها بلا تعابير.
"لذا الأمر ليس مهما! لا يهم كم هي المدة التي راقبت فيها كازو-كن إن كنت ستختفين على أي حال!!"
وجهت موغي-سان سكين المطبخ إلى ماريا. أنا صرخت باسم ماريا بعفوية. لكن ماريا نظرت فقط إلى موغي-سان بضجر، تبدو غير مكترثة إطلاقا. وببساطة أمسكت بذراع موغي-سان وقيدتها تماما كذلك.
"آغه..."
الاختلاف بين قوتيهما واضح، لدرجة أني خجل من كوني ناديت باسمها.
"آسفة، لكني احترفت كل أنواع الفنون القتالية. توقع حركاتك البسيطة سهل كلَيّ ذراع طفل صغير."
سكين المطبخ وقع من يد موغي-سان على الأرض وأصدر صوت صلصلة.
موغي-سان مجردة السلاح تحدق بصدمة في سكين المطبخ.
"...سهل كلَيّ ذراع طفل صغير...؟" همست موغي-سان بألم، لا تزال نظرتها موجهة نحو السكين. ".......أوفوفوفو"
ومع ذلك، رغم أنها ينبغي أن تكون متألمة، موغي-سان تبتسم.
"ما المضحك؟"
"ما المضحك، تسألين؟ أوفو... هاها،
هــــاهــــــاهــــاهــــــاهــــاهــــــاهــــاهــــــاهــــاهــــــا!"
ضحكت بفمها المفتوح على آخره. على أي حال، ليس هناك ابتسامة على وجهها المدرج بالدماء. عدا ضحكتها، زوايا فمها غير مرفوعتين. عيناها مفتوحتين على اتساعهما بدلا من أن تكونا ضيقتين بلطف.
جعدت ماريا جبهتها عند سماعها هذه الضحكة العالية.
"إنه بالطبع مسل!! في الأخير، لقد قارنت الإمساك بذراعي بالإمساك بذراع طفل صغير! أنت، من بين كل الناس! أنت، أيا أوتوناشي، قلت ذلك! مــــدهش! حتما مــــــــــــدهــــــــــــش!"
"لم أتمكن من فهم ما تجدينه مسليا للغاية."
"حقا؟ إذن أخبريني، أيمكنك في الواقع الإمساك بذراع طفل صغير؟"
لا زلت عاجزا عن فهم سبب ضحكها، لكن ماريا تبدو عاجزة عن الكلام.
"أوه حسنا، لقد أمسكت بي. هنيئا لك. مبارك. إذن؟ ماذا كان هدفك مجددا؟"
"......"
"أعرف. لقد سمعته مرات كثيرة جدا، في الأخير. إنه إنهاء هذا العالم المتكرر، صحيح؟ لكسب صندوق، صحيح؟ إذن ما الذي ستقدمين على فعله؟ كل ما عليك فعله هو قتلي لإنهائه، صحيح؟"
"...صحيح."
"أعلم أنك قد أتقنت كل أنواع الفنون القتالية، أيا أوتوناشي! لقد أخبرتني بنفسك! لمَ أنت... لم أنت تتصرفين وكأنك قد فقتني دهاءا؟ أليس هذا مضحك؟ هل اعتقدت أني لم ألاحظ ذلك؟ يا للإحراج! إنه محرج، أليس كذلك؟ اسمعي... أنا عدت إلى الماضي بقدر ما عدت أنت، أتعرفين؟ أنا أعرفك بشكل جيد جدا! أنت جردتني من السلاح. أنت تحملين ذراعي. إذن ماذا ـــــــ؟"
أصبحت موغي-سان جادة مجددا وبدأت بالتحدث بصوت هادئ.
"ما الذي ستقدمين على فعله تاليا؟"
"....."
لم تحر ماريا جوابا.
"ما أرقك، أوتوناشي-سان، أيتها الرقيقة. أنت، التي لا تستطيع قتلي. أنت، التي لا تستطيع تعذيبي. أنت، التي لا تستطيع حتى كسر عظمة واحدة من جسدي. هل أنت قادرة على ليّ ذارع طفل صغير ضعيف جدا بينما تبقين راقية للغاية لرفض العنف؟ لا. لا تستطيعين. بالطبع لا تستطيعين."
فهمت. إذن هذا هو السبب الرئيسي في فشل ماريا المتواصل.
حيث أن العنف هو الحل الوحيد. ماريا لا تستطيع فعل أي شيء. وموغي-سان على علم بذلك.
"فلتفكري بالأمر لمرة. ألم تلاحظي أني حظيت بفرصة قتلك و ’رفضك‘ طوال هذه المدة؟ أتعلمين السبب الذي جعلني أمتنع، رغم أنك كنت مزعجة بشكل واضح؟ لأمر واحد، أنت كريمة جدا لتنقذيني من ذلك الحادث! لكن هذا ليس كل ما في الأمر. لقد لاحظت في المرة الأولى أنك اكتشفت أني كنت المالك وخسرت أمامي."
صكت ماريا على أسنانها.
"أنت لا تستحقين حتى ــــــ أن تكوني خصمي."
منذ زمن طويل، دايا أخبرني أن البطل شخص أدنى مكانة من الطالبة المنتقلة بسبب تفوق الأخيرة في المعلومات.
لكن فرضياته كانت خاطئة.
البطلةكازومي موغي لديها معلومات تفوق الطالبة المنتقلةأيا أوتوناشي.
"لقد اكتفيت من هذا النمط،" قالت موغي-سان بنبرة فيها ضجر مبالغ فيه. "...لكن على عكس المرات السابقة، كازوكي هنا الآن."
"حسنا أجل. إذن، أعلينا تجربة شيء جديد؟"
ركلت موغي-سان مقبض سكين المطبخ. دار السكين على الأرضية الدامية وانزلق ليقف عند قدمي.
"التقطه، كازو-كن."
ألتقط ماذا؟ سكين المطبخ؟
أطرقت النظر لسكين المطبخ مجددا.
هناك دماء أكثر عليه الآن. يبعث وهيجا أحمرا داكنا عميقا.
"هاي، كازو-كن؟ أتحبني؟ إن كان كذلك ـــــــــ"
رفعت رأسي ونظرت إلى شفتيها.
"ـــــــ أعطني ذاك السكين ودعني أقتلك."
ــــــ ماذا؟
أنا لا أفهم. أعرف ما الذي تعنيه كلماتها، لكني لا يمكنني فهم ما قالته لي الآن.
"ألم تسمعني؟ أخبرتك أن تعطني ذاك السكين لأتمكن من قتلك."
أعادت ما قالته. أعتقد أني سمعتها بشكل صحيح.
"موغي، أجننت؟! ألست تحبين كازوكي؟! لمَ تريدين فعل شيء كهذا؟!"
"أنت محقة. أنا أحبه! لكن هذا بالضبط هو السبب الذي يجعلني أريده أن يموت. ألم أقل أنه خطأ كازو-كن أني أعاني؟ لذلك، أريده أن يختف من أمامي. أليس هذا هو الاستنتاج المنطقي؟" موغي-سان قالت وكأن ما تفكر به أمر طبيعي تماما. "في البداية، لمَ تعتقدين أني أكلت طعمك، رغم أني أعلم أن كازو-كن سيأتي؟ حسنا، أنا لدي هدف مناسب! لقد اتخذت قرارا ــــ القرار بقتله،" بصقت هذه الكلمات بينما تلمحني. "يمكنني ’رفض‘ كازو-كن بقتله. سيختفي من نظري. إن حصل ذلك، أنا متأكدة أني لن أعاني أكثر. سيكون بمقدوري البقاء هنا للأبد."
"موغي، ما خطب هذا الهراء ــــ آغه! آه ـــــــ"
تأوهت ماريا فجأة وجثت على ركبتيها. إنها تحمل جانبها الأيسر.
"...؟ ماريا؟"
ثمة شيء يبرز من جانبها الأيسر.
...إيه؟ مطعونة؟
"آه ــــــ ما - ماريا!"
نظرت ماريا إلى الجسم البارز من جانبها الأيسر. صكت على أسنانها، سحبت هذا الجسم الغريب بدون تردد. تأوهت ثانية بألم. تجهمت في موغي-سان، رمت الجسم الذي أخرجته للتو بعيدا.
نظرت إلى الأداة التي تتدحرج على الأرض. إنها سكين قابلة للطي.
"لقد أرخيت دفاعك. ربما تكونين قد احترفت كل أنواع الفنون القتالية، لكن ذلك لا يجعلك منيعة ضد الهجمات المفاجئة. هذا السكين الرخيص ليس فعالا ضد الفتيان إطلاقا، لكن عليه أن يكون أكثر من كاف لجسدك النحيل، صحيح؟ أنا آسفة، لكن بنية جسدك لا تزال على ما هي عليه في هذا العالم مهما تدربت!"
حاولت ماريا النهوض وفشلت ــــ يبدو أن جرحها خطير. الدم يتدفق باستمرار من خصرها الأيسر.
"أنا مررت بالكثير كذلك، كما تعلمين. لذا اعتقدت أنه من الأفضل إبقاء ذلك معي. تلك السكين دائما ما تكون مخبأة من قبلي."
مشت موغي-سان نحوي. انحنت والتقطت سكين المطبخ الواقعة.
"آه ـــــ"
رغم أنها بلا دفاعات إطلاقات بينما هي تترنح، إلا أنني غير قادر على فعل أي شيء يتجاوز إصدار صوت خفيض. لا يمكنني التحرك؛ أشعر أني متسمر في مكاني. لا يمكنني فعل أي شيء عدا الوقوف هناك كمسمار في حائط.
تم ترك جسدي وراءا. عقلي متجمد لأني لا يمكنني تقبل الواقع الذي يحدث أمام عينيّ.
"ألم أقل ذلك، أيا أوتوناشي؟ الناس الذي سيختفون على أي حال لا يشكلون فرقا؟"
موغي-سان جلست فوق ماريا ورفعت سكين المطبخ.
أرجحته دون تردد. مرارا وتكرارا. مرارا وتكرارا. حتى انقطع نفس ماريا تماما.
خلال العملية بأكملها، ماريا لم تطلق أي تأوه مخز.
"إن كنت قد بقيت مجرد منظر قبيح كحفنة من الذباب يتحاشدون حول براز، لكنت قد عفوت عنك. لكن لا، أنت قمت بخطوة نحو كازو-كن خاصتي!" تذمرت موغي-سان ووقفت.
ماريا لا تتحرك بعد الآن.
نظرت موغي-سان إلى سكين المطبخ التي طعنت فيها ماريا مرارا. ثم، رمتها نحوي.
نظرت بعفوية إلى السكين التي نقعت بدم كوكوني وماريا.
"حسنا إذن، أنت التالي، كازو-كن."
جثوت على مضض ووصلت إلى سكين المطبخ. أبعدت يدي حالا حين شعرت بالملمس الدبق للدم. ازدردت ريقي ونزلت مرة أخرى. يدي ترتعش. لا يمكنني الإمساك بالسكين جيدا. أغلقت عينيّ وأجبرت نفسي على إمساكها. فتحت عينيّ مجددا. لأني أحمل السلاح الذي قتل كوكوني وماريا، يدي ترتعش أكثر حتى. إني أتركها تقريبا. أمسكتها بيدي الاثنتين لأقمع الارتعاش.
آاه، لا يمكنني.
قطعا لا يمكنني فعل أي شيء بهذه السكين.
"ما الذي تفعله، كازو-كن؟ تعال... أعطني السكين!"
لا، ليس أنا فقط. لا أحد يمكنه فعل أي شيء بهذه السكين.
مما يعني ـــــــ
"... من الذي جعلك تقومين بكل هذا، موغي-سان؟"
لا ينبغي لموغي-سان أن تكون قادرة على ارتكارب هذه الأعمال الوحشية. لا يمكنها على الأرجح أن تكون قادرة على فعل هذا لوحدها.
إلا إن كان يتم التحكم به من أحد.
حدقت فيّ بارتباك.
"...ما الذي تتحدث عنه؟ أتحاول اقتراح أن هناك أحد جعلني أقوم بهذا؟ أهناك خطب في رأسك، كازو-كن؟ هذا مستحيل!"
"لكني وقعت بحبك."
"......ما الذي تريد الوصول إليه؟"
"حتى بعد المرور بأكثر من 20.000 تكرار، حتى بعد الوقوع في مأزق، لن تقدمي أبدا على فعل شيء كهذا، موغي-سان. الفتاة التي وقعت بحبها لن يمكنها أبدا فعل شيء كهذا!"
للحظة بدت موغي-سان متأثرة بعمق بكلماتي، لكن بعدها تجهمت ونظرت إلي وردت. "...فهمت. إذن تريد أن تجعلني أغفر لك بمناشدة مشاعري، هاه؟ أنا خائبة الأمل. لم أعتقد أبدا أنك جبان هكذا. إذن أنت حقا لا تريد الموت لصالحي، هاه؟"
من المحال أن أريد. لا أريد الموت، ولا أصدق أن موتي سيجلب خلاصها.
"........كازو-كن، أتعتقد أن القتل محرم حتما؟"
"...أجل."
"أوفوفو، يا للاستقامة. أجل، أنت محق. أنت محق تماما!" قالت وألقت نظرة خاطفة إلى عينيّ. "ــــــ حسنا، فلتتمتع بالبقاء هنا لكامل حياتك... لا، للأبد،" قالت ببرودـــ ربما لأنها تعلم أن هذا هو عكس الشيء الذي أتمناه بالضبط. "في النهاية ـــــ تسليم الصندوق سيتسبب في مقتلي."
بعبارة أخرى، هي ستموت إن انتهى الفصل الرافض؟ ماريا لم تذكر ذلك أبدا.
"أتفهم؟ إن هربت من هذا الصندوق فأنت ستقتلني. أتعتقد أني أكذب؟ أتعتقد أني أتفوه بأعذار واهية لأحمي الصندوق؟ أنا لا أفعل! ستفهم الأمر إن فكرت به! أقصد، لمَ تعتقد أن أمنيتي هي الرجوع للوراء؟"
لمَ سيرغب أحدهم بعكس تدفق الزمن؟ ربما لأن هناك مأساة قد حلت...؟
"ألا تتساءل لمَ أنا دائما أدهس من تلك الشاحنة؟ صحيح أنه كان هناك أوقات تقوم فيها أوتوناشي-سان بالتضحية بنفسها لأجلي... آه، بالمناسبة، كان هناك أوقات أيضا حيث تقوم أنت بالتضحية بنفسك. لكن معظم الوقت كنت أنا التي تموت، صحيح؟"
"آه ـــــــــ"
لا تخبريني ــــــ
أخيرا استنتجت تفسيرا معقول.
لمَ لا تنهي موغي-سان الفصل الرافض؟
حادث المرور هي حادثة حتمية داخل الفصل الرافض. أحدهم، بالعادة موغي-سان، يقع ضحية ذلك الحادث. لا أعلم لمَ، لكنه يحدث دائما.
’أعتقد ــــــ في اللحظة التي يحدث فيها شيء، فلا يمكن ألا يتم.‘
قلت هذه الكلمات ذات مرة. جواب ماريا كان هذا ’وجهة نظرك طبيعية. وعلى ما يبدو، صانع هذا الفصل الرافض لديه أيضا نفس الأفكار.‘
لذا، قل أن فرصة تدمير هذا الصندوق قد أتيحت لي. هل هذا يعني أيضا ــــــ
"هل خططت لجعل ضحية لحادث ما؟"
ـــــــ قتل الفتاة التي أحبها؟
سمعت صلصلة غير واضحة. لم أتمكن من تمييزها في البداية، لكن بعدها أدركت أنها السكين التي وقعت على الأرض.
"أنت غير قادر حتى على إعطائي السكين؟ يا للبؤس..."
مشت موغي-سان نحوي. التقطت السكين.
هي على الأرجح ستقتلني الآن.
لأنها اقترفت الكثير من الآثام، يمكنها تبرير أفعالها فقط بمتابعة ما تقوم به. إن لم تفعل، فسيتم سحقها من قبل تأنيب ضميرها. لا يمكنها العودة بعد الآن. لقد فقدت السيطرة، لذا هي ستثور وتقتلني.
على الأرجح ـــــ ’كازومي موغي‘ لم تعد ’كازومي موغي‘ بعد قتلها لضحيتها الأولى.
وجهها ذو اللاتعابير مبقع بدماء الفتاتين.
جثت لتصل إلي لأني لا يمكنني القيام.
لفت يدها حولي بينما تحمل السكين. مررت يدها خلف رقبتي وجعلت السكين تلمس رقبتي، صحيح فوق شرياني السباتي.
وجه موغي-سان اقترب من وجهي وفتحت فمها.
"رجاءا، أبق عينيك مغلقتين."
فعلت ما أمليّ عليّ.
شيء ناعم يلمس شفتيّ.
أدركت على الفور ما هو.
في الأخير، عاطفة معينة عميقا في داخلي اهتاجت. إنها العاطفة التي لم تهتج حين رأيت جثة كوكوني أو حين كان يتم طعن ماريا.
إنها الغضب.
أنا ــــــ لا يمكنني غفران هذا.
"إنها ليست المرة الأولى التي أقبلك فيها، أتعرف؟ لكن أنا آسفة دائما ما يكون ذلك محرج للغاية."
لا يمكنني غفران هذا. أقصد، لا يمكنني تذكر ما الذي تتحدث عنه. وأنا متأكد أني لن أتذكر هذا أيضا.
"إلى اللقاء، كازو-كن. لقد أحببتك!"
هل موغي-سان راضية حقا عن ذكريات لا يمكنها مشاركتها مع أي أحد؟ حسنا، قد تكون كذلك، بالأخذ بعين الاعتبار مدى اعتيادها الذي وصلت إليه على العزلة.
ألم حاد مر من خلال جانب رقبتي.
خنت طلب موغي-سان وفتحت عينيّ.
موغي-سان مكتئبة، لكن لا يمكنها إبعاد عينيها في الوقت المناسب. آاه، عينانا تلاقت أخيرا بشكل جيد.
أمسكت يدها.
من زاوية عيني، يمكنني رؤية السائل الأحمر يتسرب من رقبتي ثم على يديها وثم يستاقط.
"... ما الذي تفعله؟"
"لا... يمكنني الغفران..."
"لا يمكنك الغفران لي؟ فوفو... أنا لا أهتم حقا. أنا مدركة لذلك. لكن لا يهم! إنه الوداع فعلا على أي حال."
"ليس هذا هو الأمر."
"...ماذا هو، إذن؟"
"ليس أنت ــــــ لا يمكنني الغفران للفصل الرافض الذي غيّر الحياة اليومية!"
أحكمت قبضتي على رسغها. يدها الرقيقة مثبتة من قبل يدي. رؤيتي اسودت للحظة. قد يكون جرح رقبتي مهلك.
"أفـ - أفلتني ـــــ!"
"لن أفعل!"
لا زلت لا أعلم ما الذي علي فعله. أنا متأكد أني لا يمكنني قتلها. لكني أدركت شيئا واحد بوضوح: لا يمكن الغفران لهذا الفصل الرافض. لأجل ذلك، أنا لا يجب علي حتما الاختفاء.
"دعني أقتلك! رجاءا! دعني أقتلك!" صرخت. رغم أن هذه الكلمات من المفترض أن تكون كلمات الرفض، لكنها تبدو بالنسبة لي كأنها تبكي في ألم، كالنواح تقريبا.
...آه، فهمت. أخيرا لاحظت.
ظاهريا، هي بلا تعابير كالعادة. هي لن تجهش بالبكاء. نظرت مباشرة لها. أبعدت عينيها فورا. ساقاها النحيلتان والرقيقتان ترتعشان طوال الوقت. لا يمكنها مجاراة مشاعرها، فقدت تعابير وجهها منذ فترة طويلة. لا يمكنها حتى ملاحظة أنها تبكي. دموعها لا تنزل بعد. على الأرجح لأنهم قد جفوا منذ زمن طويل.
أنا آسف لأني لم ألاحظ ذلك قبلا.
"لن أدعك تقتليني. لن أدعك ترفضيني."
"لا تعبث معي، لا تعذبني أكثر!"
أنا آسف، لكن لا يمكنني الاستماع لتوسلها.
لذا ـــــ
"أنا أرفض قطعا تركك في عزلتك!" صرخت.
ربما هي مخيلتي فقط، لكن لديّ شعور أن موغي-سان قد ارتاحت للحظة.
ومع ذلك...!
"آه ـــــ"
رؤيتي اسودت بالكامل. ضربة على خدي أعادت رؤيتي مؤقتا. المشهد قد اختلف. موغي-سان المدرجة بالدماء أمام عينيّ تماما. يداي لا تمسكان رسغها بعد الآن؛ إنهما مفرودتان بلا حول ولا قوة على الأرض.
ليس الأمر أنها فعلت شيء آخر لي. أنا فقط انهرت من تلقاء نفسي.
رغم أني كنت متأكدا أني وجدت طريقة لإقناعها، لا يمكنني التحرك بعد الآن. حتى أني أواجه مشكلة في تحريك فمي.
"أنا بلهاء."
أسمع صوتها.
"بسبب هذا فقط، بسبب عبارة كهذه فقط، أنا ـــــ"
غير قادر على رفع رأسي، لا أعلم ما الذي يبديه وجهها وهي تتكلم.
".............. يجب أن... أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل. يجب أن أقتل."
وكأنها تأمر نفسها، تكرر نفس العبارة مرارا وتكرارا.
حذاؤها تحرك. دم أحدهم ارتش على وجهي. وميض ضوء انعكس من سكين المطبخ على عينيّ. ـــــ آه، هي تخطط لاستخدامه.
"الآن هو الوداع حقا، كازو-كن."
جثت ومسدت ظهري برفق.
"ــــــ يجب أن أقتل..."
وثم غرزت الشفرة ــــــ
"ــــ يجب أن أقتل نفسي."
في جسدها.
يتبع
ترجمة ومراجعة: DANDA
الفصل السابق | فهرس الفصول | الفصل التالي |
---|
تعليقات