لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 22
المرة 27.755
"ــــ عليّ قتل نفسي."
...وهكذا قلت لنفسي أن هذا هو السبيل الوحيد. السبيل الوحيد لمنع الاستيلاء عليّ مجددا من قبل ’نفسي‘ المزيفة.
سأترك كل شيء.
هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني التفكير بها للتكفير عن خطاياي.
غرزت السكين في منتصف صدري.
انهرت على كازو-كن. وجهه أمام وجهي تماما. لقد لاحظ أخيرا أن أمري قد انتهى وينظر إليّ بعينين مفتوحتين على اتساعها.
رجاءا لا تبدِ وجها كهذا. حاولت التهدئة من روعه بابتسامة ــــ ثم لاحظت أني ليس بمقدوري الابتسام بعد الآن. في الأخير، لم أبتسم ولم أبكِ منذ عصور.
حرارة جسدي تنخفض بسرعة.
آمل أن تختفِ النجاسة التي بداخلي مع حرارة جسدي...
ــــ أنا أرفض قطعا تركك في عزلتك!
شكرا. لكن هذا ليس ممكنا. لقد كان مستحيلا من البداية.
كيف سيكون بإمكان أحدهم المعارضة؟ أعني ــــ
المرة 0
آاه، أنا على وشك الموت.
حتى عندما تابعت العيش لمدة غير معقولة بعد أن دهستني الشاحنة، هذه الأفكار تراودني مرارا وتكرارا. لا يمكنني إبقاء أثر كهذا. أنا على وشك الموت. حياتي تنتهي هنا.
لـ - لا، لا أريد ــــ
هذه هي الأفكار السخيفة لشخص لم يخطر بباله أبدا وضع اعتبار لفكرة الموت، رغم أنه قد فكر في الموت مرات عديدة.
الموت. النهاية. لا شيء بعد. لاحظت أخيرا أن الأمر مفزع، أني على وشك الموت.
إن كان هذا سيحصل عاجلا أم آجلا، إذن ألم يكن بمقدروه الحصول قبل أن يغير الحب عالمي؟!
الآن أنا أفهم الحب!
لديّ هدف!
لم أفعل أي شيء للشخص الذي أحبه بعد!
ـــ هذا قاسٍ للغاية.
"مـمهم، هذا الوضع يلفت انتباهي."
رجل (امرأة) يخرج من العدم. ليس لديّ أدنى فكرة عن المكان الذي أتى منه. في البداية، كيف يمكنه الحديث إليّ باعتيادية؟ لا يمكنني رؤية المكان الذي يقف عليه بوضوح حتى. جسدي ملتو للغاية لدرجة أني لا أعرف ما الذي أنظر إليه حتى. وما زال ذلك الشخص ينظر إلي مباشرة. هذا وضع مستحيل. آه، لا، هذا غير صحيح. أنا بطريقة ما تم نقلي إلى مكان غير مألوف وأنا الآن أقف أمام ذلك الشخص. وحيث أن هذا المكان لا يترك أي انطباع فيّ، لاحظت أنه مميز للغاية.
"لا تسيئي فهمي، أنا لا أتحدث عن حادثك. حوداث كهذه عادية للغاية وتحدث في كل أنحاء العالم. ما لفت انتباهي هو أن هذا الحادث وقع قرب الفتى الذي أهتم به."
ما الذي يتحدث عنه؟
سمعت أن المرء يرى شريط حياته أمام عينيه قبل الموت، لكن لم يحدث أن سمعت عن الانتقال إلى مكان غريب والتحدث إلى شخص غريب كهذا.
أهذا الشخص هو حاصد الأرواح أو شيء كهذا؟
هو شخص لا يبدو كأي شخص على وجه التحديد، بينما بطريقة ما يشابه الجميع في الآن ذاته.
أمر وحيد مؤكد: إنه ساحر للغاية. مظهره، صوته، رائحته ــــ هذا كله يسحرني.
"أريد أن أرى كيف سيتفاعل هذا الشخص مع ’الصناديق‘ المستخدمة قربه. آه، لكني مهتم أيضا بالطريقة التي ستسخدمين بها صندوقك، بالطبع. ففي الأخير، أنا مهتم بالبشرية بأسرها. كما يقال، ما أنتِ إلا ’إضافة‘."
هذا الشخص يبتسم بينما يقول هذه الأمور المبهمة.
"ألديك أمنية؟"
أمنية؟
بالطبع لدي واحدة.
"هذا صندوق يحقق الأماني."
قبلته.
لاحظت على الفور أن هذا الصندوق لديه حقا القدرة على تحقيق أي أمنية. لذلك، أنا متأكدة تماما أن علي التشبث بهذا الصندوق.
إن لم يكن بمقدوري تغيير نهاية حياتي، إذن فرجاءا، دعني فقط أعيد كتابة القليل منها. لا مشكلة لدي حتى ولو كان علي تغيير ما فعلته البارحة. هناك أمر يحتاج الإكمال. حتى وإن كان البارحة فقط، لا يزال بمقدوري إيصال مشاعري. إن كان بمقدوري فعل هذا فقط، فأنا متأكدة أني لن أواجه أي ندم. بغض النظر عن إجابته، فلن أواجه أي ندم. رجاءا، فلتعد الوقت قليلا فقط. أنا أدرك أن هذا مستحيل. لكن لا يزال هذا هو ما أتمناه.
بعد أن تمنيت تلك الأمنية، فُتح الصندوق كفم وحش مفترس واختفى، مندمجا مع المسافة التي تحيط بي.
حسنا. لا بد أن تكون الأمور جيدة كهذا.
"فوفو ـــــــ"
الشخص المبتسم الساحر علق على أمنيتي بجملة واحدة.
"ــــــ هذا ما تنالينه حين تكبتين نفسك."
ثم اختفى.
وتم رميي خارج هذا المكان المميز الذي بطريقة ما لم يترك أي انطباع بأي شكل من الأشكال فيّ.
أنا الآن داخل حجرة غارقة بالظلام. رائحة نتنة حادة نالت من أنفي، وكأنه تم ترك أعداد لا محدودة من الجثث هنا. إنها غرفة مقرفة، لدرجة أن سجنًا عالي الرطوبة سيبدو كالجنة مقارنة بها. آاه، سأنهار إن بقيت هنا لساعة واحدة. لكن بدأ يتم دهان الغرفة بالأبيض. البياض جعلني أحيد البصر عن حدود الغرفة. ثم، وكأن أحدهم قد أشعل بخورا عذبا، رائحة عذبة محت الرائحة العفنة. في كل مرة أرمش فيها، تظهر الأشياء كالسبورة والمكاتب والكراسي. امتلأت الغرفة أخيرا، والأمر الوحيد المتبقي هو استدعاء الممثلين المهمين. فليدخل الأشخاص الذين كانوا في فصلنا البارحة. إن كان ذلك ممكنا، فيمكنني إعادة كتابة الأمور. يمكنني إعادة كتابة البارحة.
لكن بغض النظر عن مدى النظافة التي قد يصلها هذا المكان بالطلاء، لا يزال قلبه هو تلك الحجرة المقرفة والأسوأ بمراحل من أي سجن.
هذا هو العالم بعد موتي، مليء بالبياض ـــــ أوه أبيض للغاية ـــــ وأمل عذب.
لذا، أجل. إن بدا الأمر وكأني ليس باستطاعتي تحقيق هدفي ــــ
ـــ فسيكون عليّ تدمير هذا الصندوق بنفسي. قبل أن يتم التخلص من الزخارف الجميلة التي هنا، — كاشفةً عن المنظر المخري والمعير لهذه الحجرة مرة واحدة.
المرة 5.000
"لمَ لا تقتلينه فحسب؟"
اقترح هاروكي-كن هذا مازحًا عن الفكرة الوهمية بعد أن شاورته.
المرة 6.000
"لمَ لا تقتلينه فحسب؟"
اقترح هاروكي-كن مازحًا نفس الاستنتاج للمرة-n بعد أن شاورته.
المرة 7.000
"لمَ لا تقتلينه فحسب؟"
اقترح هاروكي-كن مازحا هذا الحل المعقول.
المرة 8.000
"لمَ لا تقتلينه فحسب؟"
المرة 6.000
"لمَ لا تقتلينه فحسب؟"
اقترح هاروكي-كن مازحًا نفس الاستنتاج للمرة-n بعد أن شاورته.
المرة 7.000
"لمَ لا تقتلينه فحسب؟"
اقترح هاروكي-كن مازحا هذا الحل المعقول.
المرة 8.000
"لمَ لا تقتلينه فحسب؟"
اقترح هاروكي-كن مازحا هذا الحل المنطقي.
المرة 9.000
"لمَ لا تقتلينه فحسب؟"
اقترح هاروكي-كن مازحا هذه الحقيقة البديهية.
المرة 9.999
كلمات هاروكي علمتني بالفعل كيف أمحوه.
"كيف يمكنك التأكد أنك قطعا لن تقابل شخصا معينا بعد الآن؟"
اقترح هاروكي حلولًا عديدة - حلولًا عديدة جدا لدرجة أني تعبت من سماعهم. أخيرا، وصلنا إلى استنتاج أن شعور الإجرام هو الطريقة الوحيدة لتجعل المرة يتجنب شخصا معينا. إنه الاستنتاج نفسه مرة أخرى.
وكالمعتاد تماما، أخبرني أيضا كيف أخلق هذه المشاعر وأوجهها لأحدهم.
"لمَ لا تقتلينه فحسب؟"
اقترح هاروكي-كن مازحا الطريقة الوحيدة المتبقية لدي.
"هذا هو الحل المطلق. حسنا، إن فعلت وقتلته، فلن يكون لقاؤه أو عدم لقائه مسألة بعد الآن، هيه!"
لمَ من المهم ’رفض‘ هاروكي-كن؟ حسنا، لأني أعتقد أن اختفاءه سيترك أثرا كبيرا علي وعلى كازو-كن.
العيش في هذا العالم مثل لعب لعبة تتريس لا تنتهي أبدا. في البداية تحاول كل ما بوسعك لتحقق نتيجة عالية جديدة. وهذا ممتع. لكن في منتصف الطريق، لن تهتم بشأن نتيجتك. ففي الأخير، الأمر لا يهم إن حققت نتيجة عالية جديدة أو لم تحقق؛ إنها مجرد لعبة ستعاد من جديد وثم يكون عليك البدء من جديد مجددا. لا شيء يتغير حتى وإن وصلت إلى نقطة Game Over. ستظل تبذل ما بوسعك لتحصل على بعض المتعة، لكن إن لعبت بدون حماس. لن تظهر الشاشة وقتا. ستغدو مضجرة. ستغدو مملة. ستغدو صعبة عليك. ستغدو مؤلمة. فتفقد عزمك حتى على تدوير الأحجار. فلا تهتم بأي شيء فحسب. لكن رغم أنك لا تهتم، إلا أن الأحجار تستمر بالمجيء. بغض النظر عن عدد المرات التي تتكدس وتصل للقمة، لا يمكنك إيقاف اللعبة. إن قمتُ بإيقافها، سأموت. وأنا لا أريد هذا. ففي الأخير، لا يزال لدي هدف. عليّ أن أمضي اليوم بلا ندم. لهذا السبب لا بد لي من تغيير هذا النظام بأكمله بطريقة ما.
وهاروكي جزء مهم في هذا النظام.
لأجل ذلك عليّ ’رفضه‘.
"......أيمكنك إخباري مرة أخرى كيف أخلق شعور الإجرام؟"
"...ما الخطب كازومي؟ حسنا، ليس الأمر أني أمانع..." قال هاروكي، كالعادة تماما.
"لمَ لا تقتلينه فحسب؟"
إنها المرة الـ 1.000 بالضبط التي يعطيني فيها هذا الرد.
صحيح! هذه هي الطريقة الوحيدة. أجل، ليس باليد حيلة. أنت تفهم، صحيح؟ لقد أخبرتني بهذا 1.000 مرة بالفعل، لذا أنت تفهم، أليس كذلك؟ فبدلا من ذلك، أنت تريد مني فعلها، صحيح؟
ـــــ أنت تريد مني قتلك صحيح؟
المرة 10.000
"رجاءا توقفي! رجاءا لا تقتليني!"
سأتجاهل التماسه.
سأقتل هاروكي أوسوي.
في الأخير، هذا كان اقتراحه هو، صحيح؟
أنا **ـلت هاروكي أوسوي.
وثم اختفيت. الشخص الذي كان ذات مرة كازومي موغي اختفى. أعتقد أني لن أرى ’نفسي‘ التي تم سحقها بألم مبرح مرة أخرى، أصبحت رمادا وتناثرت في مكان ما. مع ذلك، جسدي سيبعث مرارا. جسدي لن يتوقف أبدا عن العودة إلى الحياة، رغم أنه فارغ من الداخل.
أشعر بشيء يدخل جسدي الفارغ.
إنه شيء قذر تم ولادته في هذا الصندوق. شيء غريب إلى حد لا يصدق رائحته قذرة كقذارة كومة من الجراثيم ملتصقة ببعضها مع براز. رفضته. أنا أرفضه باستمرار. لكني أعلم جيدا: أستطيع رفضه بالكم الذي أريده، مع ذلك هذا الشيء سيدخل جسدي تدريجيا من خلال فجواته. إنه يشتم مناطقي الضعيفة كالضبع ويبدأ بصبغي بأسود زفتي عن طريق أكل ضعفي. أصبح لوني أسودا زفتيا وفقدت حتى إدراكي بهويتي. أصبحت المزيفة التي لا تزال ترتدي وجهي أنا.
لكن لا زلت لا أستطيع تركه ينتهي بعد.
أنا سأمضي اليوم بدون ندم قطعا!
ــــ أمضي اليوم بدون ندم؟
"هاهاها."
أأنا غبية؟ كيف سأكون قادرة على فعل هذا هنا؟ هذا هو العالم بعد مماتي. لذا كيف يمكن لندمي في العالم الحقيقي الاختفاء إن فعلت شيئا في هذا العالم الموازي؟ حتى وإن اعترف لي كازوكي في هذا العالم، سيكون أمرا بلا معنى. أعني، كيف سأكون راضية عن ’اليوم‘ المنفصل تماما؟ ...لا شيء يخطر في بالي.
النتيجة التي انتظرت طويلا من أجلها.
لأجل السعي إليها، بذلت أقصى ما بوسعي خلال الطريق المسدود سدا تاما في كل هذه التكرارات.
لكني لم أعرف حتى ما كانت هذه النتيجة التي لطالما انتظرتها.
لقد كنت أسعى طوال هذا الوقت بدون أن أعرف حتى ما كانت.
وثم، توصلت إلى استنتاج في النهاية أنه لا وجود لنتيجة كهذه.
"لا أريد الموت!"
آاه ـــــ هيه. لقد اكتشفتها أخيرا.
إذن هذه كانت أمنيتي.
إذن هذا هو سبب انعدام إمكانية تحقيق أمنيتي.
ولأني لم أتمكن من اكتشافها مبكرا، دمرت الصندوق بفظاعة. هذه الأمنية المدمرة خاصتي تحولت إلى ’قيود‘ لن تختفِ بعد الآن. إنها داخل الصندوق بالفعل، لذا لن تحتفِ أبدا.
هذه ’القيود‘ ستبقى داخلي وستستمر في تحريك نفسي المزيفة.
لذا أنا متأكدة أني حتى إن اختفيت، هذا الصندوق لن. قط.
يتبع
ترجمة ومراجعة: DANDA
عذرا للتأخير العظيم في هذا الفصل، لكن ليس لدي متسع من الوقت للأسف. سأحاول بذل ما بوسعي لكن لا أعدكم بالكثير رغم ذلك... سأعوض عن ذلك إن شاء الله حين تتيح لي الفرصة...
شكرا على ترجمة الفصل واستمر وبالتوفيق في أعمالك القادمة.
ردحذف