رواية How to Live as the Enemy Prince الفصل 9.2

’ماذا؟ من يوجد في الحديقة في يوم كهذا؟‘

توجه كاليان نحوه بفضول ثم توقف، ملاحظا وجود راندال هناك.

كان كاليان يعرف أن الاهتمام بحديقة الأزهار هي هواية راندال، ولكن في هذه اللحظة التعبير الذي يعتلي وجه أخيه لم يكن يدل على السعادة.

يقف خادم راندال خلفه متحجر الوجه حاملا عباءة الأمير الحمراء الشبيهة بالتي يرتديها كاليان. في هذه الأثناء كان راندال جاثيا على ركبتيه بينما يقلم الشجيرات.

ابتسم كاليان متسليا. في الوضع الطبيعي لم يكن راندال سيجرؤ على العمل في حديقته مرتديا هكذا.

’إنه الملك رومين. لا بد أن راندال صُدِمَ من قبله.‘

معركة التنافس على العرش وقعت بعد سنوات عدة من موت كاليان الأصلي، حيث كانت الحادثة المأساوية لما انكسر محور العربة التي تقل الملك والأمير المتوج لتنسيل، وتدحرجت العربة على متن جرف. تم قتل الملك والأمير المتوج في المرة نفسها، تاركين رندال ليكون المتبقي الوحيد من العائلة الملكية، ولهذا قام بمغادرة كايليس فورا لخلافة العرش.

’حتى بدون رومين، كان لديه ارتباط خفيف بمملكة كايليس.‘

لقد كان قرارا غير مفهوما. إن كان كاليان في ذلك الموقف فلم يكن سيتردد في مغادرة هذه البلدة كذلك.

"أيها الأمير كاليان."

قاطع صوتٌ حبل أفكاره، رفع نظره ليجد راندال يقف ويواجهه. الشخص الذي تحدث كان خادم راندال - الذي كان ينظر إليه على غير المتوقع - حينها لاحظ كاليان أنه كان يقف شاردا.

"اعتذاراتي."

انحنى كاليان لراندال ومد يده.

نزع راندال قفازاته وسلمها لخادمه، ثم نظر بصمت إلى كاليان بعينيه الزرقاوين العميقة، نظرته كانت مناقضة لنظرة كاليان.

لم يقم راندال بتوبيخ كاليان. لم يكن يعرف سبب وجود كاليان هنا وحيدا.

"حسنا."

غادر راندال تاركا إياه مع كلمة واحدة وتوجه عائدا إلى قصر تشيرميل.

* * *

كان رومين ملكا عادلا. يعامل ثلاثة أولاد بمساواة.

رائحة الخمر بجانب فرانز تثبت ذلك قطعا. لف كاليان رأسه تجاه فرانز وعبس.

’هذا الرجل المجنون يشرب في هذا الوقت!‘

بدت عينا فرانز ضبابية أكثر من المعتاد.

رغم أن كاليان كان يعرف سبب شربه، إلا أن ذلك لا يعني أنه سيعذر تصرف فرانز البشع.

تلك كانت اللحظة التي كانوا سيذهبون خارجا ليقابلوا الجمهور. كل ما كان على كاليان فعله هو الوقوف بلا كلام وراء الملك، لكنه كان خائفا من أن يقوم فرانز بفعل شيء غبي.

لحسن الحظ، كاليان لا يذكر قصة يقوم فيها أمير كاليسي بأعمال شغب في حفل خارج القصر الملكي، لذا قرر في الأخير أنه لن يحدث شيء.

وكأن فرانز لاحظ تحديق كاليان فيه، فنظر صوب أخيه الصغير. عبس كاليان فكان رد فرانز بالضحك الهستيري، لكنه كتمها بقوة.

"مرت عشر دقائق. سيبدأ الحدث قريبا،" قام مسؤول من العائلة الملكية بإعلان ذلك.

أخذ كاليان - الذي كان جالسا على كرسي بجانب البوابة الرئيسية - نفسا ليهيىء نفسه عقليا. قد يكون هذا حدثا مألوفا للآخرين، لكن ليس بالنسبة له، ولا يسعه إلا الشعور بأعصابه التي تحت بشرته تنخزه.

كانت الساحة مزدحمة بالناس لدرجة أن وجود مكان تضع فيه قدمك كان صعبا للغاية. داخل الساحة، تداخلت قوات الأمن بالجمهور، وكذلك فرسان الفرقة الأولى للكتيبة الأولى من الحرس الملكي. بعض الفرسان جلسوا في مقهى وبعضهم في مطعم حول الساحة، يراقبون أي حركة غريبة من الناس.

سرعان ما أضاءت شاشتا العرض الكريستالية الضخمة وبدأتا بعرض صور للمنبر الفارغ. فارتفع توقع بدء الحدث في الحال مما جعل الناس يتحاشدون في الساحات.

"الآن سيتم فتح أبواب القصر."

عقب نطق هذه الكلمات، الباب الرئيسي للقصر فُتح ببطء على مصراعيه. حين انقسم شعار الكايليس المحفور بعمق على منتصف الباب إلى نصفين وفُتح الباب كاشفا عن داخل القصر، أخذ الناس بالهتاف.

قبل أن يمض من الوقت الكثير، كانت أبواب القصر - التي عادة ما تكون مغلقة بإحكام - مفتوحة على مصراعيها. والآن لن يُغلق هذا الباب لثلاثة أيام.

"خمسة دقائق للذهاب."

بدأت المتحدثة باسم العائلة الملكية خطابا طويلا أمام الحشد.

نهضت العائلة الملكية - بما فيهم كاليان - من مجالسها وأخذ الخدم بالتحرك بانشغال حولهم. كذلك يان الذي قام بآخر ترتيب لزي كاليان ثم ذهب بعيدا.

"دقيقة واحدة."

كانت هناك سجادة حمراء تمتد من البوابة الرئيسية إلى المنبر، والفرسان مصطفين على جانبيها. وسيوفهم مرفوعة عاليا صوب السماء، مما جعل أشعة الشمس الساطعة تنعكس على نصولهم الحادة.

وثم أصبحت الساعة العاشرة.

تقدم رومين خطوة نحو الأمام، وأعلن صوت الفرسان العالي موكب العائلة الملكية. سرعان ما تبعتهم الملكة، ثم راندال وفرانز.

نظر كاليان خلفه، وأغلق عينيه لبرهة. ثم تغير الجو المحيط به فورا.

سوى كاليان ظهره، ورفع رأسه.

أخفض عينيه حيثما ينظر الناس، وابتسم.

كان أميرا كاليسيا تماما.

همَّ بأول خطوة له خارجا.

يتبع

ترجمة ومراجعة: DANDA