لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 31
الفصل السابق | فهرس الفصول | الفصل التالي |
---|
"إنه مجرد ترحيب صغير. يا له من حظ أنه لم يتم دهسك كبديل عن كازومي، هاه؟"
سمعت هذا الصوت من الستيريو، من أمامي ومن حقيبتي. بعد أن خطت خارج الشاحنة، خلعت ماريا أخيرا سماعتها اللاسلكية وأنهت مكالمتنا.
O يحدق في ماريا. وهي تقف أمامنا بدون مظلة.
"إذن استمعتِ إلى محادثتنا كلها؟ بعبارة أخرى، هذه الإستراتيجية المثيرة للضحك لم تكن سوى تشتيت للبدء في الأمر؟ يا للعار ــــ كم وددت رؤية كازوكي-كن مثبط العزيمة من فشلها."
"كنت آخذ هذه الإستراتيجة على محمل الجد في الوقت الذي اقترحتها. لكن كما اتضح، كازوكي عرف حقيقتك وتركني في الظلام."
لم أكن أقصد ذلك حقا، لم أعرف متى أخبرها أني اكتشفت ذلك.
ومع ذلك، تأكدت من أني سأحظى بمحادثة خاصة مع هاروكي عن طريق إبقاء أمر تعاونه سرا.
"لكن كان ذلك الخيار صحيحا في الأخير. إن كنتُ بجانب كازوكي فعلى الأرجح كنتَ ستتابع التصرف كالأبله."
"هل سرقتِ الشاحنة لمجرد أن تظهري أنك كنتِ بعيدة؟ حسنا، أقدر مجهوداتك، لكن لمَ سأتصرف كالأبله إن كنتِ موجودة؟ قد تكونين صندوقا، لكن هذا لا يعني أنك قادرة على فعل أي شيء لمقاومتي."
"أوه، إذن لم تلاحظ؟ يبدو أن مجهوداتي كلها ضاعت! حسنا إذن، دعني أسأل: أنت على علم بنعيمي المغلوط، صحيح؟"
"أجل، على علم بشأنه. وأعلم أيضا أنه لن يساعدك ضدي."
ضحكت ماريا على قول O.
"ها، إنك حقا لن تفهم البشر أبدا. ربما ستفهم الأمر لو قلتها هكذا: ’لقد تجهزت لمحوك‘."
رد O على كلماتها بابتسامة ممتعضة.
"كل ما يمكنكِ فعله هو حشر الآخرين إلى صندوقك، أليس كذلك؟ إذن كيف ستتمكنين من فعل ذلك؟"
"يبدو أنك لا زلت لم تدرك لمَ كنت مركزة على كازوكي."
نادت اسمي فجأة. نظر O إلي. رغم أن نظراته لطيفة، إلا أنها تخيفني. إنها نظرات شخص ينظر إلى قطعة من الخنزير ويفكر كيف سيطهوها.
".....فهمت."
ابتسم O.
"إذن لقد فهمتَ أخيرا. كازوكي لديه موهبة في استعمال الصناديق. قد يكون قادرا على اتقان نعيمي المغلوط حتى. وسيتمنى قطعا أن تستمر حياته اليومية، أن تخلو من الكائنات التي تهددها. مثل الصناديق. مثلك."
عبست ماريا أمام O أثناء إعلانها لهذا.
O غير مرتبك من كلماتها. ليس متفاجئا ولا مذهولا. كل ما فعله هو إطراق نظراته بحزن.
"فهمت. إذن لم تتغيري إطلاقا،" قال O.
للفتاة التي أصبحت أكثر من بشرية بعد مرورها بـ 27.755 حلقة.
"لكن صندوقا رديئا مثلك سيختفي، أليس كذلك؟"
ماريا لم ترمش حتى.
"أنا أدرك ذلك."
"لقد حزرت."
رغم ذلك لا زال O يبدو حزينا. لا يبدو أنه قلق بشأن احتمالية محوه.
"ألا زلتِ قادرة على عدم العيش لصالحك؟ هل يمكنك التصرف لصالح الآخرين فقط؟ أشفق عليك من أعماق قلبي على العيش ببؤس شديد!"
"إلى الجحيم مع شفقتك."
"في البداية كنت مهتما بسماتك غير العادية، لكنها بلا قيمة. بشرية ليس لديها أي رغبات شخصية كما لو أنها روبوت. كما لو أني أراقب مكنسة كهربائية فحسب. أنتِ أكثر كيان ممل يُمكن وجوده!"
صكت ماريا أسنانها باغتياظ بعد سماعها حديثه. الأمر معقول. بدلا من أن يراها العدو كخصم، رآها مثيرة للشفقة.
"طيب. لا أريد أن يتم محوي، لذا فلنعقد صفقة. سأسلمك الصندوق، في المقابل أريد منكِ أن تدعيني أذهب. ما رأيك؟"
"...همف، أليست هذه الشروط كبيرة للغاية أمام معروفك في حين أنك على وشك أن يتم محوك؟"
"عليكِ أن تكوني شاكرة أني أزعجت نفسي حتى لأرد على تهديدك السخيف. ليس هناك ضمان على أن يقوم كازوكي-كن باستعمال صندوقك. لا أريد حتى أن أزعج نفسي بتقدير مدى انخفاض احتمالية اختفائي إن استعملَ صندوقك. أنا أقوم بهذه الإشارة غير الضرورية التصالحية لأعبر فقط عن احترامي لكازوكي-كن على إيجاده لي، أتعرفين؟"
"تصالح؟ ما ستسلمه لنا هو قفص عصافير عتيق قمت بحبس كازوكي فيه. يمكنك تجهيز ما طاب لك من أقفاص العصافير، أليس كذلك؟ لقد مللتَ من هذا القفص فعلا وكنت ستقوم بتبديله بواحد جديد قريبا، صحيح؟"
"سأترك هذا لمخيلتك."
"همف... كازوكي، أأنت موافق على هذه الصفقة؟"
ماريا تطلب موافقتي. أومأت. أنا على ما يرام طالما نقوم بفعل شيء بشأن الفصل الرافض.
"كازوكي هوشينو-كن. هل لي بإعطائك نصيحة واحدة؟" سألني O. "إنك شخص لا تتمنى التغير. لكن أغلب المُلَّاك يتمنون ذلك بالضبط حين يكسبون صندوقا. قد يريدون كسب شيء ما، قد يريدون أن يصبحوا شيئا ما، قد يريدون أن يتخلصوا من شيء ما ــــ كلهم يحاولون تحقيق شيء كهذه الرغبات. كنتيجة لذلك، ستجد نفسك تلقائيا في صراع معهم."
عبستُ مذ إنني لم أتمكن من فهم نيته وراء كلماته.
"كازوكي هوشينو-كن. هل تعد نفسك غير عادي؟" سألني.
"...أنا عادي."
ابتسم ردا على إجابتي.
"فهمت. لكني أخشى أنك لست كذلك! على أي حال، لا حاجة للخوف إن كنت لا تحب أن تكون غير عادي. لن تكون قادرا على بقائك هكذا لفترة طويلة. ففي الأخير الناس أمثالك إما سيرفضهم المجتمع وإما سيتأقلمون مع المجتمع فاقدين اختلافهم. لا تقلق! أنت حتما من ضمن الفئة الأخيرة." قال هذا كله بدون فقدان ابتسامته.
"ولهذا السبب ــــ قدرك مشؤوم حقا،" قالها بسرور. "ما أعنيه هو أنك عرفت أن الثغرات موجودة. كل مرة ستواجه فيها سوء حظ ستتمنى أن يكون لديك صندوق. مهما حاولت المناضلة في سبيل نسيانهم، الصناديق موجودة فعلا. الصناديق التي تحقق أي أمنية موجودة فعلا. لن تكون قادرا حتى على نسيان وجود تلك الثغرة. وفي الأخير حين تكون قد عشت مع معرفتك بهذا لفترة طويلة بما يكفي، فقطعا سيأتي الوقت الذي ستحتاج فيه صندوقا!"
لا يزال مبتسما.
آه، فهمت ـــــ
قمتُ بتسليم الصندوق. لكن كان من الخطأ فعل ذلك. في تلك اللحظة كنت مأسورا بلعنة O.
"في الوقت الذي ستحتاج فيه الصندوق، قد تكون قد خسرت اختلافك. وإن كان كذلك فلن تكون قادرا على اتقان استخدام الصندوق. وهذا سيقلل اهتمامي فيك قليلا. لذا سأتابع التدخل فيك وفي محيطك من الآن فصاعدا ـــــ لأثير اهتمامك في الصندوق."
ما الذي كان علي فعله لتجنب اللعنة؟
ـــــ على الأرجح لم يكن هناك طريقة لمنعها.
أنا ــــ لا، نحن خسرنا فعلا في اللحظة التي قابلنا فيها O.
"بطبيعة الحال سأزودك بصندوق حتى ولو فقدت اختلافك. لا أمانع ــــ طالما تتركني أستمع لصوتك."
"...صوتي؟"
"أجل، أحب أي نغمة تصنعونها أيها البشر، لكن هناك صوت أحبه الأكثر. إن أمكن، أود منك أن تدعني أستمع لذاك الصوت... مه؟ تسأل ما هو؟ ذوقي عادي تماما، لذا أعتقد أنك تعرف بالفعل. إنه ــــــ"
ابتسم وقال،
"ــــــ صوت صرير القلوب."
ومع ذلك، تأكدت من أني سأحظى بمحادثة خاصة مع هاروكي عن طريق إبقاء أمر تعاونه سرا.
"لكن كان ذلك الخيار صحيحا في الأخير. إن كنتُ بجانب كازوكي فعلى الأرجح كنتَ ستتابع التصرف كالأبله."
"هل سرقتِ الشاحنة لمجرد أن تظهري أنك كنتِ بعيدة؟ حسنا، أقدر مجهوداتك، لكن لمَ سأتصرف كالأبله إن كنتِ موجودة؟ قد تكونين صندوقا، لكن هذا لا يعني أنك قادرة على فعل أي شيء لمقاومتي."
"أوه، إذن لم تلاحظ؟ يبدو أن مجهوداتي كلها ضاعت! حسنا إذن، دعني أسأل: أنت على علم بنعيمي المغلوط، صحيح؟"
"أجل، على علم بشأنه. وأعلم أيضا أنه لن يساعدك ضدي."
ضحكت ماريا على قول O.
"ها، إنك حقا لن تفهم البشر أبدا. ربما ستفهم الأمر لو قلتها هكذا: ’لقد تجهزت لمحوك‘."
رد O على كلماتها بابتسامة ممتعضة.
"كل ما يمكنكِ فعله هو حشر الآخرين إلى صندوقك، أليس كذلك؟ إذن كيف ستتمكنين من فعل ذلك؟"
"يبدو أنك لا زلت لم تدرك لمَ كنت مركزة على كازوكي."
نادت اسمي فجأة. نظر O إلي. رغم أن نظراته لطيفة، إلا أنها تخيفني. إنها نظرات شخص ينظر إلى قطعة من الخنزير ويفكر كيف سيطهوها.
".....فهمت."
ابتسم O.
"إذن لقد فهمتَ أخيرا. كازوكي لديه موهبة في استعمال الصناديق. قد يكون قادرا على اتقان نعيمي المغلوط حتى. وسيتمنى قطعا أن تستمر حياته اليومية، أن تخلو من الكائنات التي تهددها. مثل الصناديق. مثلك."
عبست ماريا أمام O أثناء إعلانها لهذا.
O غير مرتبك من كلماتها. ليس متفاجئا ولا مذهولا. كل ما فعله هو إطراق نظراته بحزن.
"فهمت. إذن لم تتغيري إطلاقا،" قال O.
للفتاة التي أصبحت أكثر من بشرية بعد مرورها بـ 27.755 حلقة.
"لكن صندوقا رديئا مثلك سيختفي، أليس كذلك؟"
ماريا لم ترمش حتى.
"أنا أدرك ذلك."
"لقد حزرت."
رغم ذلك لا زال O يبدو حزينا. لا يبدو أنه قلق بشأن احتمالية محوه.
"ألا زلتِ قادرة على عدم العيش لصالحك؟ هل يمكنك التصرف لصالح الآخرين فقط؟ أشفق عليك من أعماق قلبي على العيش ببؤس شديد!"
"إلى الجحيم مع شفقتك."
"في البداية كنت مهتما بسماتك غير العادية، لكنها بلا قيمة. بشرية ليس لديها أي رغبات شخصية كما لو أنها روبوت. كما لو أني أراقب مكنسة كهربائية فحسب. أنتِ أكثر كيان ممل يُمكن وجوده!"
صكت ماريا أسنانها باغتياظ بعد سماعها حديثه. الأمر معقول. بدلا من أن يراها العدو كخصم، رآها مثيرة للشفقة.
"طيب. لا أريد أن يتم محوي، لذا فلنعقد صفقة. سأسلمك الصندوق، في المقابل أريد منكِ أن تدعيني أذهب. ما رأيك؟"
"...همف، أليست هذه الشروط كبيرة للغاية أمام معروفك في حين أنك على وشك أن يتم محوك؟"
"عليكِ أن تكوني شاكرة أني أزعجت نفسي حتى لأرد على تهديدك السخيف. ليس هناك ضمان على أن يقوم كازوكي-كن باستعمال صندوقك. لا أريد حتى أن أزعج نفسي بتقدير مدى انخفاض احتمالية اختفائي إن استعملَ صندوقك. أنا أقوم بهذه الإشارة غير الضرورية التصالحية لأعبر فقط عن احترامي لكازوكي-كن على إيجاده لي، أتعرفين؟"
"تصالح؟ ما ستسلمه لنا هو قفص عصافير عتيق قمت بحبس كازوكي فيه. يمكنك تجهيز ما طاب لك من أقفاص العصافير، أليس كذلك؟ لقد مللتَ من هذا القفص فعلا وكنت ستقوم بتبديله بواحد جديد قريبا، صحيح؟"
"سأترك هذا لمخيلتك."
"همف... كازوكي، أأنت موافق على هذه الصفقة؟"
ماريا تطلب موافقتي. أومأت. أنا على ما يرام طالما نقوم بفعل شيء بشأن الفصل الرافض.
"كازوكي هوشينو-كن. هل لي بإعطائك نصيحة واحدة؟" سألني O. "إنك شخص لا تتمنى التغير. لكن أغلب المُلَّاك يتمنون ذلك بالضبط حين يكسبون صندوقا. قد يريدون كسب شيء ما، قد يريدون أن يصبحوا شيئا ما، قد يريدون أن يتخلصوا من شيء ما ــــ كلهم يحاولون تحقيق شيء كهذه الرغبات. كنتيجة لذلك، ستجد نفسك تلقائيا في صراع معهم."
عبستُ مذ إنني لم أتمكن من فهم نيته وراء كلماته.
"كازوكي هوشينو-كن. هل تعد نفسك غير عادي؟" سألني.
"...أنا عادي."
ابتسم ردا على إجابتي.
"فهمت. لكني أخشى أنك لست كذلك! على أي حال، لا حاجة للخوف إن كنت لا تحب أن تكون غير عادي. لن تكون قادرا على بقائك هكذا لفترة طويلة. ففي الأخير الناس أمثالك إما سيرفضهم المجتمع وإما سيتأقلمون مع المجتمع فاقدين اختلافهم. لا تقلق! أنت حتما من ضمن الفئة الأخيرة." قال هذا كله بدون فقدان ابتسامته.
"ولهذا السبب ــــ قدرك مشؤوم حقا،" قالها بسرور. "ما أعنيه هو أنك عرفت أن الثغرات موجودة. كل مرة ستواجه فيها سوء حظ ستتمنى أن يكون لديك صندوق. مهما حاولت المناضلة في سبيل نسيانهم، الصناديق موجودة فعلا. الصناديق التي تحقق أي أمنية موجودة فعلا. لن تكون قادرا حتى على نسيان وجود تلك الثغرة. وفي الأخير حين تكون قد عشت مع معرفتك بهذا لفترة طويلة بما يكفي، فقطعا سيأتي الوقت الذي ستحتاج فيه صندوقا!"
لا يزال مبتسما.
آه، فهمت ـــــ
قمتُ بتسليم الصندوق. لكن كان من الخطأ فعل ذلك. في تلك اللحظة كنت مأسورا بلعنة O.
"في الوقت الذي ستحتاج فيه الصندوق، قد تكون قد خسرت اختلافك. وإن كان كذلك فلن تكون قادرا على اتقان استخدام الصندوق. وهذا سيقلل اهتمامي فيك قليلا. لذا سأتابع التدخل فيك وفي محيطك من الآن فصاعدا ـــــ لأثير اهتمامك في الصندوق."
ما الذي كان علي فعله لتجنب اللعنة؟
ـــــ على الأرجح لم يكن هناك طريقة لمنعها.
أنا ــــ لا، نحن خسرنا فعلا في اللحظة التي قابلنا فيها O.
"بطبيعة الحال سأزودك بصندوق حتى ولو فقدت اختلافك. لا أمانع ــــ طالما تتركني أستمع لصوتك."
"...صوتي؟"
"أجل، أحب أي نغمة تصنعونها أيها البشر، لكن هناك صوت أحبه الأكثر. إن أمكن، أود منك أن تدعني أستمع لذاك الصوت... مه؟ تسأل ما هو؟ ذوقي عادي تماما، لذا أعتقد أنك تعرف بالفعل. إنه ــــــ"
ابتسم وقال،
"ــــــ صوت صرير القلوب."
يتبع
ترجمة ومراجعة: DANDA
الفصل السابق | فهرس الفصول | الفصل التالي |
---|
تعليقات