رواية How to Live as the Enemy Prince الفصل 12.1
الفصل السابق | فهرس الفصول | الفصل التالي |
---|
المقابلة الأولى
حين كانت المأدبة لا تزال في منتصفها، اندفع خادمٌ إلى قاعة سيغفريد وهمس إلى الحاجب الأكبر. حين سمع الحاجب بالقصة، عدّل ملامحه المتفاجئة بسرعة قبل الذهاب إلى الملك لإيصال الرسالة.
"جلالتك."
رجع رومين إلى الخلف قليلا. منذ أن هناك الكثير من المستمعين حولهم، قام الحاجب بتغطية فمه بيده وقال بأهدأ ما يمكنه.
ــ غادر الأمير كاليان القصر قبل فترة قليلة.
مالَ رأس رومين أكثر قليلا ناحية الحاجب، لكنه لم يقل شيئا آخرا. تابع الحاجب كلامه.
ـــ كان الأمر مكفولا من قبل الدوق سيغفريد.
"...فهمت،" همس رومين.
لا يمكنه التفكير بالعلاقة بين كاليان والدوق سيغفريد. لف الملك رومين رأسه مجددا كإشارة لكي يتركه وحده الآن. انحنى الحاجب ثم خطّ طريقه بعيدا.
سيغفريد.
ضاقت عينا رومين.
*
*
*
في هذه الأثناء، كان فم سلايمان ملويا بينما ينفجر ضاحكا بصخب في الحديقة.
"بوهاهاها! أهاهاس! بويويهاهاها!"
رغم أنه حاول إمساك نفسه، لكنه تفجر ضاحكا أيضا. بعد ضحكة طويلة، توقف سلايمان ليمسح الدموع من عينيه. فتح فمه مجددا. بدلا من أن يقول أي كلمة، زأر بضحكة متفجرة مرة أخرى.
رجال سيغفريد لم يعرفوا كيف يوقفونه، ولم يعرفوا أيضا هل عليهم الضحك أم البكاء.
"بو.. ها، كو-كو-كوب!"
وأخيرا، اليافعون الواقفون أمام سلايمان أخذوا يغطون فم الرجل الضاحك، قلقين من أن ينظر إليهم أحد. بعد برهة، حين بدا أن سلايمان هدأ قليلا، أزال أيديهم عن فمه.
"لن أضحك مجددا!" هتف سلايمان ليان، الذي كان شعره لا يزال مفكوكا. "ابني وثق بي بينما كان يعمل. ألا تظن أنني سأكون سعيدا؟ أهوهوهو!"
كان يان يبدي تعبيرا وكأنه على وشك الانفجار، ثم أبدى سلايمان تعبيرا قلقا.
إن رآهما أحد، فسيلاحظ حالا أنهما ابن وأب بدون أن يشرح أحد. وجهاهما متشابهان بشكل كبير.
"هرب الطفل بعيدا وأخبرك ألا تدع الحراس يلحقونه، وحينما قلت للحراس أنك من سيغفريد، قاموا بطاعتك. أهذا صحيح؟"
رغم أن ابنه وقع في ورطة من نوع ما، إلا أنه لا يسعه سوى النظر إلى ابنه بحنان. سلايمان أعطاه نظرة وكأنه يخبره ألا يقلق حيال هذا.
"لا أدري ما إن كنتَ قد لاحظت، لكن حسنا ما فعلت! كان حلا جيدا."
"عليك أن تجد طريقة للخروج من هذا. ألن يسأل جلالة الملك عن هذا؟"
ابتسم سلايمان. لم تكن ابتسامة مرحة، بل ابتسامة أب لابنه الساذج الذي لم ينضج بعد.
كان يان يتصرف بدون أن يفكر.
"لن يسأل،" قال سلايمان.
"لن يسأل؟"
"بقدر ما أستطيع قوله، الملك رومين لديه الكثير من الأفكار. لذا لن يسأل. دعنا لا نقلق حيال هذا، دعنا نقل أنه لا شيء. هل تفهم؟"
عقب ما قاله، فكر يان للحظة ثم تمكن من فهم ما يعنيه.
"بسبب اسم سيغفريد؟"
ربت سلايمان على رأس يان وكأنها كانت الإجابة الصحيحة.
"أنا مسرور أنك لست مثلي. أنت أذكى مني حين كنت في عمرك. أوهاهاها!"
"أظن أنه لا يوجد تشابه."
لم يكن سلايمان يعلم ما كان يفكر يان فيه. ’الأمير يتعلم السحر أيضا.‘ فضحك وكأنه ظن أن يان كان يوافقه. ابتسم بسرور كما لو أنه تذكر شيئا ما.
"لا. لكنك تعزف على الكمان بشكل جيد. هذا يشبهني تماما!"
السيغفريد الذي لم يكن يجيد السيافة لكن كان يجيد عزف الكمان كان يان. لذا حين رأى يان سلايمان يصل إلى القصر، أبدى يان تعبيرا وكأنه يشعر بالاشمئزاز لأن سلايمان كان يسخر من ابنه ويضحك عليه.
"لقد استخدمت اسمي وبعته، لكن اسمي غالٍ بعض الشيء،" قال سلايمان.
حملق يان بسخط. فقد كان يان قد تهرب من الأمر لأنه يكره الضغط، كان من المستحيل ألا يعرف أبوه هذا.
"إن سأل الملك رومين عن علاقة الصبي بي، فمهما كانت الإجابة، لن يكون أمام رومين شيء لفعله."
إن لم يكن بين كاليان وسيغفريد علاقة وكان سيغفريد قد ساعده من قبيل الصدفة، فسيصبح رومين متيقظا من نوايا سيغفريد الحسنة.
على أي حال، كان الشيء نفسه صحيحا، إن كان كاليان وسيغفريد بينهما علاقة. إن عاقب رومين الأمير، فسيكون قد تجاهل كفالة سيغفريد. وإن لم يعاقبه، فسيكون قد لاحظ صداقة الأمير وسيغفريد. ماركويس بريسين لن يحب هذا أبدا.
لم يكن هناك خيار.
"رومين على الأرجح قرر ألا يفعل شيئا في اللحظة التي سمع فيها كلمة كفالة. لذا، يمكن للصبي أن يتصرف بوقاحة كما لو كانت هذه نزهة تم ترتيبها سابقا اليوم. ولهذا قلت أنك فعلت حسنا."
قال سلايمان بوجه صارم.
"لذا بإمكانك أن تبيع اسمي كما شئت مستقبلا. يمكنني التعامل مع هذا. أليس هذا ما يفعله الأب؟"
نظر يان إلى سلايمان وكأن مشاعره حُركت.
سلايمان الذي يشعر بالفخر من تلك النظرة، جلّس ظهره وفرد كتفيه.
"ها ها! أنا لست شريرا كما تعتقد!" ضحك بينه وبين نفسه.
أمسك يان لسانه متظاهرا أنه لم يسمع، بينما جلس سلايمان على مقعد في الحديقة.
سأل يان: "لكنهم لا يعرفون من أكون، أليس كذلك؟" كان يتساءل ما إن كان رومين والآخرون من العائلة الملكية يعرفون أنه من سيغفريد.
"لا أظن هذا. وإلا كان مسؤول الشؤون الداخلية أعد تقريرا بهذا مسبقا."
كان هذا صحيحا. إن كان أحد على علم، لكان من المستحيل أن تسمح سيليكا بوجود يان جانب كاليان. حين نظر سلايمان إلى ابنه مجددا، ابتسم مسرورا وربت على رأسه مجددا.
"لكن. لا أحد يرتاب حقا في أمر ابني؛ لأنه لا يبدو بذلك الغنى."
عبس يان ونظر إلى سلايمان. لكن سلايمان لم يزل يديه. كان شعر يان أشقر اللون، كما كان لون شعر كلبه "يان" الذي في المنزل، لذا تابعت يداه الحركة.
"بالمناسبة." فتح يان فمه ليقول شيئا، لكنه أوقف نفسه في آخر لحظة.
أراد أن يتحدث عن الأعراض التي يواجهها كاليان، لأنه تذكر أن كاليان كان قد ذكر شيئا عن السحر. على أي حال، إن كان سلايمان لا يعرف بهذا، فمن الأفضل عدم الحديث عن الموضوع.
لا يمكنه أن يترك كلماته هكذا، لذا سأل شيئا آخرا.
"كيف حال ريا؟"
ديميريا كانت أخت يان الصغرى. لا يمكنها القتال بالسيف جيدا فحسب، بل كانت أيضا الطفلة الأكثر موهبة.
"تبلي حسنا. عانت وقتا صعبا في تركي آتي هنا هذه المرة."
ضغط سلايمان قبضته برفق على ركبته. ثم نظر إلى راحة يديه ثم يديّ يان اللتين كانتا مغطيتين بجلد قاس.
"إذن ماذا عنك. هل الأمر يستحق العيش هنا؟"
"كيف يبدو الأمر لك، يا والدي؟"
"يبدو وكأن العيش هنا مقرف رخيص."
حتى ولو قال أباه ذلك، فلن يذهب إلى المنزل. هز يان رأسه. تنهد سلايمان وفتح فمه للحظة.
"إن أُنهكت من الاستماع إلى سيدك، فتعال في أي وقت. ريا تشعر بالفراغ بدونك."
فكر يان بأخته للحظة. "إنه بنفس عمر ريا."
كان يتكلم عن كاليان. سلايمان يعرف هذا بالفعل، فأومأ.
قال يان: "في المرة الأولى التي أتيت فيها إلى القصر، كان الأمير يبدو كغصن شجرة جاف. أما ريا فكانت ورقة ساطعة برعمت للتو ولمعت." كان هناك صوت خرير مياه في الجدول الصناعي الذي يلتف حول الأشجار. "في البداية شعرت بالسوء نحو الأمير، كنت متفاجئا أني قادر على التفكير بأحدهم بتلك الطريقة. وهذا كان السبب، بعد أن بدأت أشعر بالسوء تجاهه. بدأت أحميه. لذا فالأمر يستحق العيش هنا الآن."
تجعد وجه سلايمان بينما يبتسم.
"إذن هكذا الأمر."
تذكر فجأة رؤيته لكاليان ويان يتحدثان وتعابيرهما مرتاحة. وكيف كانت تبدو خطى كاليان وكأنها تطفو.
"ذلك الصبي الصغير. أظن أنه سيكون من المسلي مشاهدته."
اتسعت عينا يان ."ما الذي تعنيه؟"
"لا أعلم. على أي حال، سأغادر الآن. لذا لن أراك لفترة."
"ليس بالضرورة. سأراك في غضون ثلاث شهور."
"هاه؟ هل ستستقيل؟"
هز يان رأسه. ثم أجاب باختصار.
"أنا في الخامسة عشر الآن."
صفق سلايمان راحتيه وكأنه تذكر شيئا.
"أوه. أجل. إذن أنت كذلك!"
وقف كاليان من مقعده رافعا شعره ورابطا إياه جيدا. وحيث أنه أنهى الحديث مع أبيه، فسيذهب لينتظر كاليان عند البوابات الأمامية.
ودع يان أباه.
"سأراك حينها. في قاعة سيغفريد."
تظاهر سلايمان بالاشمئزاز ولوح بيديه كما لو كان يبعده. ابتسم يان واستدار.
يتبع
ترجمة ومراجعة: DANDA
ــ لكم كامل الحرية في دعمي على باتريون
الفصل السابق | فهرس الفصول | الفصل التالي |
---|
مع اني كنت متحمسة اكثر لكاليان بس برضه حبيت تفاعل الاب وابنه 💫
ردحذفتسلم يدينك 🌹
💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜
ردحذف