لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 37
الثلاثون من أبريل (الخميس) 12:43
قلت بمجرد أن وصلنا خلف بناية المدرسة: "كوننا هنا يشعرني بالحنين تقريبا."
كنا قد تحدثنا هنا قليلا حين كنا محاصرين من ’الفصل الرافض‘.
على أي حال، لم تبدُ أوتوناشي-سان ميالة للانغماس في الذكريات، بعد أن وجهت إلي نظرة حادة أخرجت بسرعة صندوق غداء ملفوف بقطعة قماش من حقيبتها وأعطتني إياه.
"...شـ-شكرا."
"على الرحب."
أزلت القماش وفتحت الغطاء. المحتويات تبدو لطيفة، أمر غير متوقع قليلا.
بدأت بأخذ إحدى قطع اللحم المقدد الملفوف بالهليون ووضعتها في فمي.
....ممهم، المذاق لطيف كذلك.
"ام... لقد أحببت هذا اللحم المقدد الملفوف بالهليون كثيرا."
"إنه من المحل التجاري."
……..آاه، فهمت. أجل، لا عجب أن مذاقه لطيف للغاية.
أخذت قضمة من شريحة الهامبرغر تاليا. كان مذاقها منعشا تماما مع الهليون.
"……امم، لقد أحببت هذا الهامبـ ـــــ"
"هذا من المحل التجاري أيضا."
...لقد عرفت ذلك!
نظرت إلى بقية صندوق الغداء، على ما يبدو أن البطاطس وكرات اللحم والزلابيا والخضار كلها أشياء تم شراؤها.
"لا تثر أي جلبة ــــ لا حاجة لأن تحاول مدحي بشكل يائس للغاية."
"...أوتوناشي-سان، ألم تطبخي أبدا حين كنا محاصرين في الفصل الرافض؟"
أخبرَتني سابقا أنها تمرنت على العديد من المهارات خلال تلك التكرارات اللامنتهية، كالفنون القتالية.
"أوهو؟ يبدو أنك حريص على انتقاد طبخي، أليس كذلك؟"
"لـ-لا، لم يكن هذا عنيته..."
"أوه رجاءً، لا تحاول الإنكار حتى... طيب، لم أشعر بالإهانة حقا. لقد تعلمت الطبخ، وكنت موهوبة بما فيه الكفاية لتحضير بضع الأطباق رفيعة المستوى بإتقان، لكن لم أكن مهتمة حقا. لا أستطيع الاستمتاع في صقل مهاراتي في الطهي."
"ولهذا السبب صنعتِ غدائي على عجل..."
"نحن الآن نتحدث عامةً."
اووبس.
اختلست نظرة إلى تعبير أوتوناشي-سان... لا يبدو أنها مستاءة... كما أعتقد.
"...امم، بالحديث عن هذا، أيعني ذلك أنك لا تهتمين بمذاق الطعام بشكل عام كذلك؟"
"غير صحيح. من الممتع تناول شيء شهي."
"إذن ما طعامك المفضل، إن كان بإمكاني السؤال؟"
"فطائر الفراولة. أي طعام يحتوي على الفراولة في الأساس ـــــ هاي، لماذا تجمدت في منتصف مضغك لكرة اللحم؟"
"آه، لا ــــ"
طبق مفضل لطيف كهذا؟ يمكنني تخيلها تحب شيئا كهريسة البطاطا الحلوة، لكن لا أظن أن الفراولة تناسبك إطلاقا. هذا ما كنت أوشك على قوله عاليا، لكن بطريقة ما تراجعت بالكاد. كان هذا قريبا.
"هوهوو، إنكار طعام الناس المفضل ـــــ لديك بعض الشجاعة، إيه؟"
"…… أنتِ تتقوَّلين عليّ."
"من الذي تقول أن هريسة البطاطا الحلوة تناسبه؟"
...لماذا أنا كتاب مفتوح لك، أوتوناشي-سان؟
لخصت الأمر، مشتتا انتباهها عن خطئي: "إذن تحبين الأكل، لكنك لا تحبين الطهي."
"ليس من الممتع حقا الطهي لنفسك. العملية بأكملها لا تبدو شيئا أكثر من أنها عمل لا داعي لها."
فهمت. بطبيعة الحال، لم تكن تملك أحدا لتطهوَ له داخل الفصل الرافض. أنا كنت بالكاد أطهو لنفسي، لكني أعلم أن أحد مسرات الطهي هي مشاهدة الآخرين يستمتعون بما أعددت لهم. لذا إن لم يكن هناك أحد لتطهو له، فعلى الأرجح سيصبح الطهي أمرا غير مثمر.
"...لكن لا شيء من هذا يهم الآن. ليس وكأني دعوتك هنا لمجرد الدردشة."
"أ-أجل."
قالت أوتوناشي-سان بعد أن بحثت في حقيبتها وأخرجت هاتفها الخلوي: "دعنا نباشر العمل. تلقيت رسالة البارحة، في وقت متأخر من الليل."
سألت رادا: "رسالة؟"
أمسكَتْ الهاتف الخلوي بدون أن تقول أي كلمة.
"أسمى أمنية لي تحققت. الآن يمكننا البقاء مع بعضنا للأبد."
هذه كانت الكلمات المعروضة على الشاشة.
امم... ما هذا؟ تبدو وكأنها... مقتطف من الرسائل التي تبث السرور لزوجين وقعا في الحب لتوهما؟ هاه؟ بمعنى آخر، أوتوناشي-سان تخرج مع أحدهم؟ تلك الأوتوناشي-سان التي أعرفها؟
نظرت إليها. إنها تبتسم بامتعاض على رد فعلي.
"أوه طيب، هذا غير متوقع بالكاد بعد رؤيتي لك مبكرا اليوم... كازوكي، ألق نظرة على مرسل هذه الرسالة."
ألقيت نظرة عليه. الاسم المكتوب في ’حقل‘ التسمية كان ـــــ
"هاه؟"
ـــــ ’’كازوكي هوشينو‘‘
أنا مرسل هذه الرسالة؟ ...لا لا لا، مستحيل. لا أذكر كتابتي لأي رسالة كهذه. لكن الدليل هنا أمام عينيّ...
"في البداية ظننت أنها رسالة احتيال من نوع ما، لكن فِلتر البريد جعل ذلك غير محتمل تماما. يمكننا أن نفترض أنه تم إرسال هذه الرسالة من هاتفك."
"لكن أوتوناشي-سان، لا أذكر إرسالي لهذه ــــ"
"ماذا عن التحقق من مجلد بريدك المُرسَل إذن؟ طالما لم يفرغه أحد، فسيكون البريد موجود هناك."
أومأت وأخرجت هاتفي الخلوي. وكان ما أثار فزعي...
"أسمى أمنية لي تحققت. الآن يمكننا البقاء مع بعضنا للأبد."
...أرى نفس الرسالة في مجلد البريد المرسل الخاص بي.
صرت أسعل بينما كان لوني يشحب،"هـ-هذاـــ"
"اطمئن يا كازوكي. يمكنني المعرفة من النظرة على وجهك أنك لست مرسل هذه الرسالة حيث أنك تشعر بالولَه. لكن إن تم إرسالها حقا من قبل شخص آخر، فلا بد أنه استخدم هاتفك بعد الثانية صباحا ليفعل هذا."
تاريخ الإرسال 30 أبريل، لذا فهذا يعني أنه قد تم إرسالها هذا الصباح في 2:23.
كان هاتفي بجانب وسادتي في ذلك الوقت. استيقظت بسبب مكالمة أوتوناشي-سان، لذا فهذا صحيح بلا شك. أهذا يعني أن أحدهم اقتحم غرفتي في وقت متأخر من الليل؟ بجدية؟ لمَ سيذهب أحدهم إلى هذا الحد...؟ تكلمت أوتوناشي-سان بينما كنت تائها بين أفكاري: "كازوكي، أتعلم كيف كنت قادرة على التسلل إلى الصندوق الذي ندعوه بالفصل الرافض؟"
"...؟"
لا يمكنني فهم ما ترمي إليه.
"إنه مرتبط بما نتكلم عنه الآن. أخبرتك أني كنت قادرة على الدخول إلى الفصل الرافض لأني صندوق بنفسي، لكن هذا لا يشرح كيف دخلت حقا، أليس كذلك؟"
"...الآن حين ذكرتِ هذا..."
"إضافة إلى إمكانية تسللي إلى الصناديق، أنا بإمكاني كشفهم وتحديد مواقعهم كذلك."
"...أجل."
"كيف سيكون لأحدهم أن يرسل رسالة من هاتفك إلى هاتفي في وقت ما بعد الثانية صباحا؟ بالأحرى، كيف سيكون لأحدهم أن يجعلنا نصدق حدوث ذلك؟ لا بد من وجود عدة طرق لفعل ذلك، لكني آخذ الاحتمالية التي سأقولها في عين الاعتبار."
تابعت حديثها.
"إنها قوة الصندوق."
ــــ الصندوق؟
"حسنا... لا أدري كيف بإمكانِك التوصل بسهولة إلى استنتاج كهذا. أعني، كيف سيكون لأحدهم أن يلجأ إلى صندوق فقط لـ ـــ"
"كازوكي، أكنت تستمتع إلي؟ أنا قادرة على كشف الصناديق... آه، لكنك محق: هذا البريد لا علاقة له تماما. لكن هناك أمر واحد يمكن قوله وأنا متأكدة منه."
ركزت أوتوناشي-سان نظرتها ذات العزيمة عليّ.
"هناك مَن يستعمل صندوقا بالجوار."
نظرتها هي التي كانت الجادة وليست كلماتها، هذا أثر فيّ. لاحظت أخيرا ما يوشك على البدء.
إنه يحدث مجددا.
"طيب كازوكي، دعنا نعد إلى تلك الرسالة. بافتراض أن هذا الأمر يشمل صندوقا، ما الذي قد تعنيه مغزى الرسالة؟ من التفاؤل الشديد التفكير أن المالك يود فقط أن يدبر مقلبا لنا بعد اكتساب قوى خاصة، أليس كذلك؟"
"... ما الذي تفكرين فيه؟"
"إنه إعلان حربٍ علينا، أو قد يكون ملاحظة فعلية بسيطة."
"ملاحظة فعلية بسيطة...؟"
ما الذي تعنيه بذلك؟ من الواضح أن أوتوناشي-سان لم تبدأ مواعدة المالك.
"قد يكون نوع من أنواع الاستعارة، أو أن الصندوق كان قد تم استعماله بتغيير المستقبل بهذه الطريقة... لكننا متأكدون من شيء واحد." تنهدت أوتوناشي-سان تنهيدة خفيفة وأكملت من حيث توقفت. "المالك يحاول التدخل بنا مباشرة باستعماله لصندوقه."
صحيح، هذا هو الملخص. وإلا لن يكون هناك سبب لأن يرسل المالك رسالة من هاتفي إلى أوتوناشي-سان.
"... ما الذي علي فعله؟"
"أمرُ أنه قد تم استخدام صندوق في هذه القصة لا شك فيه. لكني أريد معرفة كيف يعمل هذا الصندوق وفهم جوهره، وأريد منك مساعدتي في فعل هذا. أنت حساس للتغيرات الطفيفة في حياتك اليومية، ألست كذلك؟ قد يكون بإمكانك ملاحظة بعض الأمور الشاذة التي لن ألاحظها."
"حسنا، فهمت. سأبقى مفتوح العينين مركزا."
"عظيم. سأتأكد من التواصل معك في حال عرفت شيئا جديدا."
بما أن النقاش انتهى على ما يبدو، عدت لإكمال غدائي. على أي حال، عيدان أوتوناشي-سان مجمدتان في مكانهما، لذا أمسكت عن الأكل أيضا.
"أهناك أمر آخر يا أوتوناشي-سان؟"
أوتوناشي-سان قالت بأسلوب غريب غامض: "ممم... أجل، نوعا ما، ليس بالأمر الكبير حقا، لكنه كان يزعجني، وأنا لا أحب ذلك، لذا دعني أكن صريحة."
"...حسنا، امضي قدما."
"ما قصة طريقة مخاطبتك لي؟"
"إيه؟"
طرحَت سؤالا غير متوقع.
"...إن لم يكن هناك سبب معين، فلا تهتم،" قالت ذلك وعادت لإكمال وجبتها.
على الرغم من رغبتي في إجراء المزيد من التحقيق، إلا أني قررت تجاهل ذلك وتابعت الأكل كذلك.
thanks
ردحذف