لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 42
الأول من مايو (الجمعة) 11:00
حسنا إذن، لنرَ إلى ما آلت الأمور.
الأول من مايو (الجمعة) 12:00
أول ما سمعته كان صوت بكاء فتاة.
وجه دايا أمامي مباشرة. لا أملك أدنى فكرة عما يحدث الآن.
ما هذا بحق خالق الجحيم؟
يلمع في عينيه عداء حامٍ. لمن؟ لي بالطبع، لأني الشخص الذي ينعكس في عينيه. بعبارة أخرى، إنه يعتبرني عدوا.
أحسست بموجة ألم سرت فيَّ فجأة. وجهي ووجنتاي يؤلمانني مع رسغيَّ كذلك.
دايا بجلس عليّ منفرج الساقين، ويوثق الشد على رسغيَّ.
تمكنت أخيرا من فهم الوضع الذي أنا فيه.
أنا في غرفة الموسيقى. إنها الحصة الثالثة، لذا ينبغي أن أكون في حصة التاريخ الآن، لكن لسبب ما أنا في غرفة الموسيقى التي ستكون فيها حصتي الرابعة. ثمة دم ملتصق بزيي. دم من؟ ... قد يكون دمي أنا. ثمة طعم معدني في فمي. لا بد أن دايا ضربني.
ما الذي حدث... ما الذي حدث هنا بحق باسط الأرض؟!
"دايا... ما الذي ــــ"
"أبقِ فمك مطبقا يا كازو. كلمة أخرى وأقسم أني سأهشم فمك."
عدائية دايا حقيقية. نبرة صوته الصريحة تثبت أنه لا يمزح؛ قد يلجأ إلى العنف إن أدليت بملاحظة غير مطلوبة.
أي نوع من الكوابيس هذا؟
على أي حال، إن كان هذا حلما، فإن جسدي لم يكن سيؤلمني للغاية.
هذا واقعي.
البكاء لم يتوقف بعد... من يبكِ على أي حال؟
أدرت وجهي تجاه مصدر الصوت.
كوكوني تبكي.
أول إحساس راودني كان الفهم. فهمت، هذا سبب عدم إيقافها دايا قبل أن تصل الأمور إلى هذه النقطة. ثاني إحساس كان التساؤل. لماذا قد تبكي كوكوني؟
الإحساس الذي بعده والذي فضني كان الرعب.
ـــ رجاءً، لا.
طيب، كوكوني تبكي ودايا مذعور تماما. لذا، من أبكاها؟ من أغضبه؟ أنا في غرفة الموسيقى، لذا لا بد أنها الحصة الرابعة بالفعل. لا أذكر حدوث شيء في الحصة الثالثة. ومع ذلك أنا هنا. في مكان مختلف عما كنته قبلا. بعبارة أخرى ــــ
ــــ تحركت بلا وعي؟
مثلما أرسلت رسالة بلا وعي إلى أوتوناشي-سان أعترف فيها لها.
مثلما اعترفت بلا وعي إلى كوكوني ودمرت علاقتينا.
ماذا إن كنت قد آذيت كوكوني وأثرت غضب دايا بلا وعي؟
قال هاروكي واضعا يديه على كتف دايا: "هذا يكفي يا دايان."
"هذا يكفي"؟
أيعني هذا أنني أستحق التعرض للضرب والإطاحة بي؟
خبط دايا يديّ بالأرض وتركهم. وقف ببطء على قدميه، بينما نظرته الثاقبة لا تزال مثبتة علي. ثم وكأنه في نوبة غضب تقريبا ـــ
"آغه!"
ـــ داس على معدتي بكل قوته ثم أدار ظهره لي.
تمردغت متألما وأخذت نظرة عما يحيطني. الجميع ــــــ زملائي، معلم الموسيقى، وهاروكي حتى ـــــ ينظرون إلي وكأنني فعلت شيئا غير مفهوم. بكاء كوكوني أصبح أعلى بينما تضغط بوجهها على صدر دايا.
حاولت الوقوف، لكني أواجه صعوبة في هذا بسبب الألم. لا أحد أزعج نفسه في مد يد المساعدة.
الأمر يبدو وكأنني أسجد لهم.
لمَ عليّ تحمل هذا؟ لمَ يبدو الجميع وكأنهم يعتقدون أني نلت ما أستحق؟ لا أعرف ما الذي حصل، لكني أعرف بالفعل السبب.
ـــ إنه صندوق.
صحيح، إنه ليس خطئي، إنه خطأ الصندوق. أنا لم أفعل شيئا خاطئا!
إذن لمَ علي المرور بهذا؟!ا.
وقفت بنفسي.
رغم أنني مصب الاهتمام، إلا أن لا أحد اقترب مني.
أعرف جيدا جدا أن لا أحد سيفهم ما حدث حقا. ولهذا لا أحد يقترب مني، لا أحد يتحدث معي. لا أحد. لا دايا، ولا كوكوني، ولا هاروكي حتى. لا أحد. لا أحد. لا أحد. لا أحد. لا أحد ــــ
"كازوكي، أأنت بخير؟"
لا أحد سواها.
ابتسمْت. ظهورها المفاجئ وسط الدرس جعل الجميع مشدوها، لكني لست متفاجئا على الإطلاق.
"...ماريا."
حين سمعَت اسمها الحقيقي يخرج من شفتيّ اتسعت عيناها للحظة، لكنها استعادت رباطة جأشها على الفور وسارعت تمشي من الباب إلى جانبي.
وقفت أمامي واقتربت من وجهي كثيرا للدرجة التي يمكنني فيها إبصار رموشها، ومسدت وجنتي المتورمة برفق متجاهلة التعويذة التي تبقي الجميع بعيدا عني.
"أولا دعنا نعالج جروحك. اتبعني إلى الصيدلية."
"...فهمت."
مشت مبتعدة وأنا لحقتها.
لم ينادنا أحد.
في اللحظة التي غادرت في الغرفة، تعالى البكاء أكثر. هذا ما اعتقدته على الأقل.
شكرا على الترجمة......الإبداعية.....وأتمنى لك لاستمرار......ماهو عملك القادم
ردحذف