لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 43
الأول من مايو (الجمعة) 12:17
لا أحد في المشفى.
عقب ملاحظة ذلك، قامت أوتوناشي-سان بتفحص وتعين إصاباتي وجروحي. ثم تناولت صندوقا طبيا عن الرف وبدأت بمعالجة جرحي بحركات بارعة.
سألَتني بينما كانت تعقم الجرح: "لم أتوقع أبدا أنا آتي عند مشهد كارثي كهذا حين قررت أن أتبادل أفكاري عن الصندوق معك... ماذا حدث؟"
"في الواقع أود معرفة ذلك."
"لا تذكر؟"
أومأْت. وهي لسبب ما تأوَهت بانزعاج فادح.
"دائما نفس القصة معك منذ الفصل الرافض. لقد أصبح هذا قديما. أتعرف؟"
"ليس وكأني أريد فقدان ذكرياتي..."
شرحَت بينما كانت تضع قطعة شاش على وجهي: "بالطبع أمزح فقط، أول شيء رأيته كان آوميني وهو يدوس عليك. هل تتذكر ما حدث قبلها؟"
"...كان فوقي بالفعل في الوقت الذي استعدت فيه وعيي."
"إذن لا فكرة لديك عن سبب ضربه لك؟"
"مم، لا أعرف."
كتّفت يديها بعد سماع هذا وفكرت في الأمر.
"كازوكي، هل هاتفك معك الآن؟"
"هاتفي؟ ينبغي أن يكون في جيب البنطال..."
"قد يكون هناك تسجيل ما مما حدث. ابحث بدقة."
أخرجت هاتفي بسرعة وبحثت كما قالت.
المكالمات المستلمة، المكالمات الصادرة، البريد الوارد، البريد الصادر، لا يبدو أن شيئا منهم قد تغير. فتحت مجلد البيانات.
"مجلد الصوت"
لدي مجلد للصوت؟ قمت بفتحه.
هناك ملف واحد باسم يتكون من 12 رقم. أظن أن الأرقام تشير إلى وقت إنشاء الملف. إن لم يكن قد تم تعديله بطريقة ما، فإن هذا الملف تم إنشاؤه في الأول من مايو، حوالي الثانية صباحا ــــ بعبارة أخرى، في وقت متأخر ليلة البارحة.
فتحت الملف وضغطت بالهاتف على أذني.
بدأ تشغيل صوت ما.
"صباح الخير كازوكي هوشينو-كن. أم هل علي القول يوم سعيد، أم ليلة سعيدة حتى؟"
ما ...؟
أوقفت الملف عفويا. لماذا هناك صوت فتى غير مألوف في هاتفي؟ لماذا هذا الفتى يتحدث إلي؟
"ما الخطب كازوكي؟ هل عثرت على شيء مفيد؟"
لست قادرا على إجابتها، وأصابعي ترتجف بينما أضغط على زر التشغيل مرة أخرى.
"حسنا، أعتقد أن هذا لا يهم ــــ أنت لا تهتم بتفاصيل كهذه أيضا، أليس كذلك؟ ما يهمك هو من أنا، صحيح؟ آه، فقط للتأكد، أنت تعرف الصناديق، صحيح؟ لقد سمعت بهم من O، صحيح؟ لا حاجة لي لإعادة ذلك الشرح، أليس كذلك؟"
إنه يعرف بشأن الصناديق كما يعرفهم O؟ هل هذا يعني أنه المالك؟
"لا بد أنك لاحظت أن بدء تدهور حياتك اليومية. بديع، أليس كذلك؟ ففي الأخير هذا ما أصبو إليه. لكن لماذا؟ لأنني أريد إبادتك يا كازوكي هوشينو."
التناقض بين نبرته اللامكترثة وصوته وما يقول سبّب تسارع قلبي.
"سأبيدك. سأدمر كل شيء عزيز عليك. يمكنني سرقة كل شيء منك بصندوقي. سيكون هذا يسيرا! ففي الأخير ـــ"
انقطع الصوت. لا، هذا ليس صحيحا أبدا؛ أنا أوقعت هاتفي فقط.
"كازوكي...؟! أأنت على ما يرام؟ ما الذي تستمع إليه بحق باسط الأرض؟"
"آه ــــ"
لقد واجهت حقدا صريحا للتو ـــ من شخص كسب أسوأ وأقوى سلاح - الصندوق - ويحاول تدمير حياتي.
التقطت أوتوناشي-سان الهاتف وفتحت ملف الصوت.
"هذا ــــ!"
رفعت حاجبا بينما تستمع مصغية إلى الصوت.
بعد برهة نقرت على الهاتف مغلقة إياه، وأعادته لي دون التلفظ ببنت كلمة مكتفة يديها وهي تسبح في أفكارها.
قالت أخيرا بنبرة تحذيرية صريحة: "كازوكي، كنت أفكر مليا في هذه المسألة منذ الصباح. ووصلت إلى بعض الأفكار المبهمة حول الطريقة التي يبنغي لنا فيها التحرك، لكني لم أستطع التوصل إلى نتيجة. على أي حال، الآن وقد سمعت هذا التسجيل فلقد قررت الأمر."
نظرت أوتوناشي-سان إلي مباشرة.
"لن أثق بك بعد الآن."
"ــــ هاه؟"
فتحت فمي كالمغفل غير قادر على مواكبتها.
"لقد لاحظتَ الآن أن هذا الصندوق يبدو مركِّزا عليك مباشرة، أليس كذلك؟ ولجعل الأمور أسوأ، فإنك قد وقعت في أيدي المالك بالفعل؛ ولهذا لا أستطيع الوثوق بك."
أعدت هذه الكلمات في رأسي.
لا يمكنها الثقة بي ــــ؟
"لـ-لماذا؟ أنا لن أخونك أبدا!"
"صحيح، أنت لن تفعل. هذا إن كنت كازوكي هوشينو."
"هاه؟"
"لكن أأنت حقا كازوكي هوشينو؟ قد تكون المالك؟"
"كلامك مبهم يا أوتوناشي-سان. المالك هو الشخص الذي سجل الرسالة الصوتية، صحيح؟"
"...هل أنهيت الاستماع إلى التسجيل؟ لا... حتى ولو كنت أوقفت سماعه في المنتصف، عليك على الأقل معرفة صوت المتكلم."
"أوتوناشي-سان، هل كشفت هويته؟ أتعرفين حقا من هو المالك؟ تعرفينه؟"
تمتمت بدلا من إجابة أسئلتي: "...حسنا، أفترض أن فشلك في كشف الصوت منطقي. ففي الأخير لم يسبق لك وأن سمعته بهذه الطريقة، والطريقة التي يتحدث بها مختلفة بالكامل كذلك." ثم أدارت ظهرها لي وتجهزت لمغادرة المشفى.
"انـ-انتظري! هيا، على الأقل أخبريني صوت من!"
توقفت لكنها لم تستدر حتى لمواجهتي.
"كازوكي، حاول الاستماع مرة أخرى إلى الصوت عندما تستعيد رباطة جأشك."
مشت مبتعدة عقب قولها هذا.
لست قادرا على مناداتها إثر صدمتي من رفضها القاطع.
تركتني أوتوناشي-سان هنا وحيدا.
بينما كنت أستمع مرة أخرى إلى الصوت غير المألوف لي رغم سماعي له طوال الوقت، فهمت أخيرا ما يحدث.
"هاهاها..."
لا يسعني سوى الضحك. من الطبيعي ألا تستطيع الثقة بي الآن. هذا معقول بما فيه الكفاية.
"تبا..."
إذن... إذن، ما أنا بفاعل الآن...؟!
"سيكون هذا يسيرا! ففي الأخير ـــــ"
سمعت أخيرا الجزء الأخير من الرسالة.
"ـــــ نحن نتشارك جسدك."
لم يكن صوت أحد سواي.
تعليقات