لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 44
الفصل السابق | فهرس الفصول | الفصل التالي |
---|
الأول من مايو (الجمعة) 13:00
أعتقد أني سألتزم الصمت الآن.
الأول من مايو (الجمعة) 14:00
غاب وعيي على حين بغتة ليعود بعدها بلحظات.
أنا الآن أجلس في مقعدي. ينبغي أن نكون في استراحة الغداء، ومع ذلك وجدتني فجأة أجلس هنا في الفصل.
تحققت من الوقت، إنها 2 ظهرا لذا فالحصة الخامسة على وشك الانتهاء.
سارعت للنظر حولي في الفصل. مقعدا كوكوني ودايا خاليان ــــ قد يكونا غادرا مبكرا ــــ بينما كان زملائي منتبهين للدرس إلى حد ما. يبدو أن الجميع بخير الآن. وجدت في مكتبي كتابي ودفتري وأدوات الكتابة. يبدو أنني لم أدون أي ملاحظة.
لا ريب أكثر في الأمر.
ثمة كيانان يسكنان جسدي. ليس "أنا" فحسب بعد الآن؛ ثمة "نفس أخرى" لا أستطيع إدراكها تتحكم بجسدي منذ فترة.
رن الجرس.
وبدأت الاستراحة، لكن بسبب ما حدث في غرفة الموسيقى، لم يقترب مني أحد. بل كانوا يرمونني بنظرات الفضول من بعيد.
لا بد أن هذا الأمر قد سببته "النفس الأخرى." فهو قال في الأخير أنه يريد "إبادتي" ــــ وهذه واحدة من هجماته.
نمت على مكتبي.
ما الذي علي فعله بشأن "نفسي الأخرى،" الآن وقد تخلت أوتوناشي-سان عني حتى.
"هوشي."
أحدهم يقول اسمي، رفعت رأسي مستجيبا.
التعبير الذي يعلو وجهه لا يشابه نفسه المرحة إطلاقا. سألني هاروكي بوجه جاد لا يليق به: "انظر، لمَ فعلت ذلك لكوكوني؟"
أبقيت فمي مطبقا. لا يمكنني إجابته بأي شكل ـــ ففي الأخير لا أعرف ما الذي يشير إليه حتى.
"أنت تعرف... لا أظن أنك ستقول شيئا كذلك بلا سبب، هوشي، أنا متأكد من وجود سبب. وقد أكون غبيا للغاية لأتمكن من الفهم. لكن طالما لن تشرح فسأبقى في الظلمات أعمه! لذا لمَ لا تدعني أعرف ما يجري؟" تابع كلامه والاضطراب بادٍ عليه: "وإلا بصراحة لن يكون باستطاعتي دعمك."
كلماته أوضحت لي شيئا واحدا:
هاروكي هو القلعة الأخيرة التي تحمي حياتي اليومية.
أسيصدقني إن أخبرته أنه كان يتم التحكم بي من "نفس أخرى"؟ ... قد يصدق؛ لكن ـــ
"ـــــ لا يمكنني إخبارك. لا يمكنني إخبارك حاليا."
ما زلت لم أتأقلم مع الوضع الذي أنا فيه، ولذلك لن أكون قادرا على الإتيان بشرح مرضٍ بما فيه الكفاية ليقنعه.
قلت ناظرا إلى عينيه مباشرة محاولا إيصال إخلاصي له: "لكني سأكون قادرا عما قريب."
أجاب بوضوح: "حسنا، فهمت. سأنتظر،" ومشى مبتعدا، لا بد أنه أراد إبداء استيائه حقا، لكنه تراجع بطريقة ما.
قال أنه سنيتظر، لذا لا أستطيع التكلم إليه إلى أن يحين الوقت المناسب. وسأخسره إن تكلمت مستهترا.
وحالما أفقد هاروكي - قلعتي الأخيرة - فلن أكون قادرا على الحفاظ على حياتي اليومية.
...أجل، استجمعت ما علي فعله الآن. علي التعرف على هذا الصندوق و"نفسي الأخرى" بأسرع ما يمكن.
لكن كيف؟ ليس لدي أي وسيلة للتواصل معه حتى.
".....آه."
صحيح. كيف عرفت أمر وجوده أصلا؟ عن طريق الرسالة التي تركها لي.
خردت من الفصل متجها إلى الممر وأخرجت هاتفي ــــ سأرسل رسالة إلى "نفسي الأخرى،" مستعملا مسجل الصوت.
بالطبع ليس مؤكدا إن كان سيجيب أم لا، لكن الأمر يستحق المحاولة.
بدأت التسجيل: "هاي، كيف تبلي؟ أم أنحن نعرف بعضنا بالفعل يا ’نفسي الأخرى؟‘ أفهم الآن أننا نتشارك جسدي، لكني مشوش. أريد منك إخباري بشأن هذا الصندوق، كما أريد منك كشف نفسك."
هل سيجيبني إن استجوبته بعنف شديد؟ هو شخص يحاول إبادتي في الأخير.
ولذلك سأحاول استفزازه قليلا.
"أوه، لكني لا أكترث إن أجبتَ أم لم تجب. تصرفي لن يتغير مهما كان الذي تقوله لي. لن أكترث بتاتا حتى وإن كنت تملك أقوى سبب يمكن تخيله لبغضي، حتى وإن كان أسمى هدف يمكن تصوره، حتى وإن كان ماضٍ يثير استعطاف الجميع."
أنا متفاجئ من العدائية التي انبعثت مني عفويا في الكلمات - على نقيض شخصيتي. لكني أشعر أني أقول ما يجب قوله.
"لن أعترف بوجودك."
عليّ إيصال تصميمي له.
أنّى لي الاعتراف بهذا؟ من المستحيل والباطل وغير الممكن ولا المستطاع أن أسمح لأحدهم بسرقتي من نفسي.
ساقاي ترتجفان وكنت أتكئ على الحائط قبل أن أعي ذلك. هذا على الأرجح لأن جسدي مضطرب من أول عداء صريح ينتابني تجاه أحد على مدار حياتي.
أغلقت هاتفي وأخذت نفسا.
سأحطم "نفسي الأخرى."
مهما كان الوضع الذي هو فيه، أنا لن أسمح لكيانه أن يستمر.
تعليقات