لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 49
الثاني من مايو (السبت) 07:34
أمي حدقت في رسغي صامتة. كانت علامات الاحمرار التي تركتها الأصفاد لا تزال موجودة.
وانهارت في تلك اللحظة.
حين وثبت أوتوناشي-سان لتلتقطها، أدركَت الأمر أخيرا مع "آه!" أطلقتها.
"فهمت. نحن فتى وفتاة في سن المراهقة، هاه؟"
"كيف سأتمكن من مواجهتها من الآن فصاعدا...؟"
تأوهت بشدة بتذكري للمشهد.
"ما الذي تتحدث عنه؟"
"هاه؟ ألم تقولي ’كان ذلك فاشلا‘ للتو؟"
"أجل، كنت أفكر بالدراجة النارية."
"الدراجة؟"
أجل، إنها في عالم آخر تماما.
"لقد أوصلتك على دراجتي، صحيح؟ وإن حسبت يوهي إيشيهارا فستصبح توصيلتَين. هذا ما أعنيه."
"هاه...؟ لماذا؟"
"حاول تخيل ما كان قد يحدث لو أن ’كازوكي هوشينو‘ و’يوهي إيشيهارا‘ بدلّا الجسد حين كنت أقود. لن أكون متفاجئة لو أفلتَّ خصري ووقعت، كما كنت متفاجئا من الأصفاد."
"آه..."
إذن هذا سبب تركها الدراجة أمام منزلي.
"بمعاييري الخاصة فإن هذا فشل وإخفاق شديد... سأكون أكثر حذرا من الآن فصاعدا."
"أجل... بالمناسبة يا أوتوناشي-سان، أيمكنكِ أن تقولي لي الآن ما حدث بينما كنتِ مع يوهي إيشيهارا؟"
حالما سألت ـــــ
"ــــ"
توقفت أوتوناشي-سان.
ونظرت إليّ.
بلا تعابير.
"إيه...؟
لماذا هذا الوجه؟
فتحت فمها ولا زالت التعابير لم تطأ وجهها.
"لا يمكنني إخبارك ما حصل."
"لمـ-لماذـــ؟"
شرحت: "لماذا؟ ألم أخبرك بالفعل؟" ثم نطقت ما تلت من كلمات بنظرة باردة. "لن أثق بك بعد الآن."
لقد أخبرتني بالفعل. أذكر هذه الكلمات بالفعل. من المحال أن أنسى. لكن ــــ
"لم يعد الحال كما كان، أليس كذلك...؟"
فلا غموض بعد الآن في الأخير. أوتوناشي-سان تفهم الآن سبب تصرفي المبهم سابقا.
"لا تختلق الافتراضات. لا زلت لم تفهم، أليس كذلك؟ مبدئيا، من الوارد أن يكون يوهي إيشيهارا يكذب. قد يكون لديه وصول تام إلى ذكرياتك كـ’كازوكي هوشينو،‘ وبإمكانه استخدام كلتا الشخصيتين لمصلحته."
"هـ-هذا سخيف!"
"بالفعل، قد أكون أفرط التفكير في الأمور. لكن لا دليل يثبت العكس."
"لكن ـــــ"
"دعنا نفترض أن يوهي إيشيهارا كان صادقا بالكامل بحديثه عن مميزات الصندوق. حتى ولو ـــــ"
صفقت أوتوناشي-سان يديها فجأة، ما جعلني أغلق عينيّ لا إردايا.
"فلنفترض الآن أن تبديل الشخصية حصل في تلك اللحظة. لا وسيلة لدي لأفرق بينكما. ولذا سأكون أتحدث إليك على أنك ’كازوكي هوشينو،‘ بدون ملاحظة أنك في الواقع بدلت لتصبح ’يوهي إيشيهارا.‘ لا نعرف متى تقوم بتبديل الشخصيات، لذا قد أفشي خطة مهمة إلى يوهي إيشيهارا بدون قصد ـــ هذا مشابه في الأساس لموقف الدراجة النارية."
بالفعل، هذا صحيح... لكني كازوكي هوشينو.
"خذ مثالا آخر ــــ أنت تعتبر نفسك ’كازوكي هوشينو،‘ صحيح؟"
"بالطبع أعتبر!"
"لكن ماذا لو كنت مجرد شخص تم إقناعه أنه كازوكي هوشينو؟"
"هذا مسـ ــــ"
كنت أود قول: "هذا مستحيل،" لكن بقيت صامتا بعدها.
ما الذي يثبت أني "كازوكي هوشينو" حقا؟ مظهري؟ شخصيتي؟ ذاكرتي؟ لكن إن كان هكذا فما الذي يجعل من يوهي إيشيهارا "يوهي إيشيهارا"؟ هو يتواجد في نفس الجسد في الأخير.
لا، هذا خاطئ.
أنا كازوكي هوشينو. لست مخطئا. ولن أشك في ذلك قطعا.
"كان هذا مجرد مثال. لا تسهب في التفكير طويلا. لكنك تفهم يا كازوكي سبب عدم تمكني من الثقة بك، صحيح؟ لا زال علي فهم هية هذا الصندوق ـــ سابع ليلة في الوحل. وحتى ذلك لن أثق بالشخصيات التي تسكنك."
محاولتي للرجوع خِفية باءت بفشل تام في النهاية.
تمتمت أوتوناشي-سان بينما كنا نتجه إلى المحطة: "كان ذلك فاشلا." كنا قد تركنا الدراجة النارية قرب منزلي.
تنهدتُ موافقا: ".....بالفعل."
أمي أمسكت بي عند أول درجة من السلم.
وبالطبع تلت ذلك بمحاضرة تأديبية.
لا يمكنني لومها، فلديها كل الحق في أن يثور غضبها منذ أني بتُّ ليلة وضحاها خارجا بدون إذنها. لا يمكنني لومها لكن ــ
بينما كنت أنصت بخنوع للمحاضرة، كانت أوتوناشي-سان قد تعبت من الانتظار خارجا.
ولم يكن من المفاجئ استنتاج أمي عند رؤيتها لأوتوناشي-سان، التي ظهرت فجأة، أنها سبب إهمالي، وأخذت تحدق بها. الأمر الذي فاجأني كان رد أوتوناشي-سان عليها بابتسامة ناعمة:
"ليس وكأن كازوكي كان خارجا يستمتع بحياة السهر أو الحفلات. لقد كان معي طوال الوقت إلى أن طلع الصبح. ولم أجلب غيره إلى الغرفة. كنا وحيدَين تماما، لذا أريحي بالك رجاءً."
...كان هذا تماما وكأنها تزيد الطين بلةً في وضع كهذا، أليس كذلك؟
أمي - التي كانت بعيدة كل البعد عن ترك طفلها وشأنه - تجمدت بالكامل وبدت مثيرة للشفقة تقريبا. أما أوتوناشي-سان فقد فهمت الموقف خطئا بالكامل وتابعت بتجهم: "...؟ كما قلت، كازوكي لم يخرج إلى أي مكان ونام في غرفتي. هذا مقبول تماما، صحيح؟ آه، لكن كان عليّ أن أكون خشنة بعض الشيء، اعتذاراتي الخالصة."
أمي حدقت في رسغي صامتة. كانت علامات الاحمرار التي تركتها الأصفاد لا تزال موجودة.
وانهارت في تلك اللحظة.
حين وثبت أوتوناشي-سان لتلتقطها، أدركَت الأمر أخيرا مع "آه!" أطلقتها.
"فهمت. نحن فتى وفتاة في سن المراهقة، هاه؟"
"كيف سأتمكن من مواجهتها من الآن فصاعدا...؟"
تأوهت بشدة بتذكري للمشهد.
"ما الذي تتحدث عنه؟"
"هاه؟ ألم تقولي ’كان ذلك فاشلا‘ للتو؟"
"أجل، كنت أفكر بالدراجة النارية."
"الدراجة؟"
أجل، إنها في عالم آخر تماما.
"لقد أوصلتك على دراجتي، صحيح؟ وإن حسبت يوهي إيشيهارا فستصبح توصيلتَين. هذا ما أعنيه."
"هاه...؟ لماذا؟"
"حاول تخيل ما كان قد يحدث لو أن ’كازوكي هوشينو‘ و’يوهي إيشيهارا‘ بدلّا الجسد حين كنت أقود. لن أكون متفاجئة لو أفلتَّ خصري ووقعت، كما كنت متفاجئا من الأصفاد."
"آه..."
إذن هذا سبب تركها الدراجة أمام منزلي.
"بمعاييري الخاصة فإن هذا فشل وإخفاق شديد... سأكون أكثر حذرا من الآن فصاعدا."
"أجل... بالمناسبة يا أوتوناشي-سان، أيمكنكِ أن تقولي لي الآن ما حدث بينما كنتِ مع يوهي إيشيهارا؟"
حالما سألت ـــــ
"ــــ"
توقفت أوتوناشي-سان.
ونظرت إليّ.
بلا تعابير.
"إيه...؟
لماذا هذا الوجه؟
فتحت فمها ولا زالت التعابير لم تطأ وجهها.
"لا يمكنني إخبارك ما حصل."
"لمـ-لماذـــ؟"
شرحت: "لماذا؟ ألم أخبرك بالفعل؟" ثم نطقت ما تلت من كلمات بنظرة باردة. "لن أثق بك بعد الآن."
لقد أخبرتني بالفعل. أذكر هذه الكلمات بالفعل. من المحال أن أنسى. لكن ــــ
"لم يعد الحال كما كان، أليس كذلك...؟"
فلا غموض بعد الآن في الأخير. أوتوناشي-سان تفهم الآن سبب تصرفي المبهم سابقا.
"لا تختلق الافتراضات. لا زلت لم تفهم، أليس كذلك؟ مبدئيا، من الوارد أن يكون يوهي إيشيهارا يكذب. قد يكون لديه وصول تام إلى ذكرياتك كـ’كازوكي هوشينو،‘ وبإمكانه استخدام كلتا الشخصيتين لمصلحته."
"هـ-هذا سخيف!"
"بالفعل، قد أكون أفرط التفكير في الأمور. لكن لا دليل يثبت العكس."
"لكن ـــــ"
"دعنا نفترض أن يوهي إيشيهارا كان صادقا بالكامل بحديثه عن مميزات الصندوق. حتى ولو ـــــ"
صفقت أوتوناشي-سان يديها فجأة، ما جعلني أغلق عينيّ لا إردايا.
"فلنفترض الآن أن تبديل الشخصية حصل في تلك اللحظة. لا وسيلة لدي لأفرق بينكما. ولذا سأكون أتحدث إليك على أنك ’كازوكي هوشينو،‘ بدون ملاحظة أنك في الواقع بدلت لتصبح ’يوهي إيشيهارا.‘ لا نعرف متى تقوم بتبديل الشخصيات، لذا قد أفشي خطة مهمة إلى يوهي إيشيهارا بدون قصد ـــ هذا مشابه في الأساس لموقف الدراجة النارية."
بالفعل، هذا صحيح... لكني كازوكي هوشينو.
"خذ مثالا آخر ــــ أنت تعتبر نفسك ’كازوكي هوشينو،‘ صحيح؟"
"بالطبع أعتبر!"
"لكن ماذا لو كنت مجرد شخص تم إقناعه أنه كازوكي هوشينو؟"
"هذا مسـ ــــ"
كنت أود قول: "هذا مستحيل،" لكن بقيت صامتا بعدها.
ما الذي يثبت أني "كازوكي هوشينو" حقا؟ مظهري؟ شخصيتي؟ ذاكرتي؟ لكن إن كان هكذا فما الذي يجعل من يوهي إيشيهارا "يوهي إيشيهارا"؟ هو يتواجد في نفس الجسد في الأخير.
لا، هذا خاطئ.
أنا كازوكي هوشينو. لست مخطئا. ولن أشك في ذلك قطعا.
"كان هذا مجرد مثال. لا تسهب في التفكير طويلا. لكنك تفهم يا كازوكي سبب عدم تمكني من الثقة بك، صحيح؟ لا زال علي فهم هية هذا الصندوق ـــ سابع ليلة في الوحل. وحتى ذلك لن أثق بالشخصيات التي تسكنك."
إذن متى ستحيط فهما بسابع ليلة في الوحل وتبدأ بالثقة بي مجددا؟ ليس ويوهي إيشيهارا يسكنني، صحيح؟
لا تثق بي.
رغم أنه من المفترض أن تكون أوتوناشي-سان حليفتي، حليفتي هذه لا تثق بي.
أصبحت محطة القطار في مرأى منا.
توقفتُ.
"لماذا تقف هناك فحسب؟ لا نملك الكثير من الوقت قبل أن يصل القطار."
"...لمَ علي الذهاب إلى المدرسة؟"
كوني مع أوتوناشي-سان أنساني المشكلة تماما. في العادة سأذهب إلى المدرسة بالتأكيد، لا، حتى ولو كنت واقعا في أمور تحول بيني وبين حياتي اليومية، فإني سأذهب إلى المدرسة لأعبر عن موقفي الدفاعي فقط. ولكن كما هي الأمور حاليا، كلما كثر الوقت الذي أقضيه في المدرسة، كلما كنت أمحو مكاني غير الموجود عمليا في هذه النقطة.
"لجمع معلومات عن يوهي إيشيهارا. لا شك أنه مرتبط بنا ارتباطا وثيقا، ففي المقام الأول، طلاب مدرستنا هم فقط من يمكنهم التعامل مع كلينا. من الواضح أن جمع المعلومات من مدرستنا أمر مهم."
"لكن لا حاجة لحضوري، صحيح...؟"
أجابت: "حضورك يوضح الأوضاع السائدة بشكل كبير. اليوم هو اليوم الأخير للدوام قبل بداية العطلة الطويلة. يجب ألا نضيع هذه الفرصة."
قالت أنها لا تكترث إن تدمرت حياتي اليومية في سبيل كسب الصندوق.
أسأت فهمها. كنت قد اعتبرتها حليفة تامة.
لكن هذا ليس بصحيح. أقصد أن أوتوناشي-سان لا تعمل لتساعد في إنقاذي، بل لتجد O وتكسب الصندوق.
إذن ما أنا لها؟ على الأرجح ــــ
ــــ مجرد طُعم لاصطياد O.
قالت موبِخةً: "...كازوكي، أتفهم أن ذهابك إلى المدرسة أمر يسبب الكآبة. لكنك تدرك أن هذا هو المسار الأمثل لاتخاذ تصرف، أليس كذلك؟ التوقف عن اتخاذ أي تصرف بينما تدرك الخيارات المتاحة ليس أمرا قد تفعله أنت."
من المؤكد أنها تسعى وراء أهدافها.
أوتوناشي-سان لا تثق بي.
على أي حال، منذ أنني لست قادرا على رؤية يوهي إيشيهارا، أو على اعتراض طريقه مباشرة، فإني في حاجة للاعتماد على مساند. وهي الشخص الوحيد الذي يخطر على بالي.
لكي أثق بمساند في هذا الوضع فهذا يعني عمليا ائتماني لها على حياتي. لا خيار لدي سوى أن أثق بها. إن أرادت أوتوناشي-سان تدميري، فيمكنها الإيقاع بي بدون صعوبة تذكر.
"...ما الذي علي فعله في المدرسة؟"
"لنرَ، على سبيل المثال ـــ"
اقترحَت العديد من الاحتمالات التي أتفق معها كلها. كما هو متوقع، كانت قادرة على الإتيان بعدد من الخطط الفعالة بكل سهولة، لكن براعتها المفرطة هو الأمر الذي يقلقني في حال قامت... بخيانتي.
"ألديك فكرة أيضا؟"
خطر ببالي أمر واحد:
"لمَ لا نغير ما ننادي به بعضنا؟"
"...ما الذي تعنيه؟"
"بدلا من ’أوتوناشي-سان‘، سأدعوكِ ’أيا‘ من الآن فصاعدا. يوهي إيشيهارا لا يعرف هذا الاسم، لذا فهو لن يدعوكِ به أبدا. فمناداتي لك بـ ’أيا‘ يثبت أني ’أنا.‘ ما رأيك بهذا."
ظلت أوتوناشي-سان صامتة.
"أهي خطة غير مجدية؟"
وافقت: "لا... أعتقد أنها فعالة إلى حد كبير. لنجربها،" ورغم ذلك فلا زالت مستاءة بعض الشيء لسبب ما.
لكن مع ذلك...’أيا أوتوناشي‘، هاه؟
’أيا أوتوناشي‘ كان اسم وهمٍ غير موجود في حياتنا اليومية.
وفوق ذلك ــــ كان اسم عدوي.
هذه كانت الأفكار التي جالت في خاطري فور ذلك.
تعليقات