لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 50
الثاني من مايو (السبت) 08:11
لاحظت تجمد الجو حال دخولنا أنا وأوتوناشي-سان الفصل.
لم يرحب بي أحد بالتأكيد.
تصرف دايا متوقع، لكن هاروكي لم يرحب بي أيضا. ومقعد كوكوني لا زال فارغا. ربما ستتغيب اليوم... بسببي؟ ـــــ بالتأكيد.
أظن أن أوتوناشي-سان حتى توقعت أنني سأكون بوضع مزرٍ كهذا. نظرت إلي نظرة حزن لكنها استجمعت شتات نفسها مركِّزةً على زملائي لتصفق يديها مرتين.
"لينصت الجميع!"
صوب زملائي نظراتهم نحوها حالا، ربما لأنهم كانوا يعيروننا انتباههم بالفعل.
"هل منكم من يعرف شخصا باسم ’يوهي إيشيهارا‘؟"
العديد من الطلاب تبادلوا نظرات ارتياب عقب سماعهم هذا.
أتوناشي-سان قالت أن احتمال كون المالك أحد زملائنا كبير. منذ أنه من غير المنطقي سعي أحدهم للسيطرة على جسد شحص مجهول للدرجة التي سيستخدم فيها صندوقا لأجل هذا المسعى، افترضتُ أنها قد تكون محقة.
لكن أليس المالك "يوهي إيشيهارا" يسكنني؟ أم أتعني أنه يوجد كيان منفصل عنه؟
لم أفهم ذلك حقا.
على أي حال، أوافق في هذا الوقت أن فكرة سؤال الفصل عن ’يوهي إيشيهارا‘ فعالة ومنطقية.
"هاي، أنتم، ما الذي تخططون له؟" خاطبنا ميازاكي-كن بينما يرمي بنظرته المزدرية بفظاعة علي.
"أنت مجددا؟ ماذا؟ أتعرف يوهي إيشيهارا؟"
سخر منا ميازاكي-كن وردَّ بشيء لا علاقة له بسؤال أوتوناشي-سان: "لديك بعض الشجاعة ببقائكما معا هكذا بعدما فعلت."
لمن يتحدث؟
نظرت صوب زملائي لأجد الغضب يغلي في عيونهم. غضبهم هذا على الأرجح سخطٌ لديهم الحق فيه.
بعبارة أخرى، لا يمكنهم مسامحتي لبقائي مع أوتوناشي-سان؟
"ما عذرك، هوشينو؟"
أنا فاشل لعدم معرفتي ما شأنهم ببقائنا معا، ولا يمكنني السؤال عمَّ فعله يوهي إيشيهارا.
ليس أمامي سوى البقاء صامتا.
رد ميازاكي-كن على صمتي بتنهيدة مصطنعة.
"أيا يكن. لن أفتح الموضوع مجددا! ...هذا ما أراه على أي حال." ثم بدأ يتحدث باستهزاء: "عشيق أمي... آه، أتحتاج سياقا؟ يوهي إيشيهارا هو عشيق أمي.."
قالها أخيرا.
"...ميازاكي. هلا أخبرتنا المزيد عن يوهي إيشيهارا؟"
"هوا، هوا... من المؤكد أنكِ لاحظتِ كم هو صعب عليّ الحديث عنه، صحيح؟"
"لدينا أسبابنا. أليس قولي لاسم ’يوهي إيشيهارا‘ سبب كافٍ لتخبرني بالمزيد؟"
عيس ميازاكي-كن لكنه وافق بتردد شديد: "...حسنا، طيب."
ولأن الموضوع حساس للغاية، ألح علينا بالذهاب إلى الممر لإكمال النقاش.
والداه تطلقا خلال أول سنة له في المدرسة الإعدادية لأن مشاعرهما حيال بعضهما تغيرت، كل منهما عثر له على حبيب جديد واختار العيش معه. وشريك والدته الجديد كان يوهي إيشيهارا.
والدا ميازاكي-كن لم يريدا إحضاره إلى منزليهما الجديدين منذ أنه يمثل حياتهما القديمة. لم يتحدثا عن الأمر لكن كان من المستحيل إخفاؤه، وميازاكي-كن أحس بمشاعرهما.
لم يكن يعرف لمَ اختار والداه الانفصال ورفضاه، لكن الظروف لن تشكل فارقا بالنسبة له كابنهما. تمت خيانته بلا أي شك وبطريقة لا يمكن نسيانها على الأغلب.
وأخيرا، وبعد بعض الجدالات، أخذ أبوه الوصاية عليه. لكن من المستحيل له أن يبني بيتا جديدا مع أبيه وعشيقته الجديدة. فبعد أن رفض العيش معهما، بدأ يعيش وحده في شقة خلال سنته الثانية من المدرسة الإعدادية، ويتلقى مصاريف المعيشة فقط من أبيه.
كان قد اعتبر نفسه الشخص الأكثر نحاسة على وجه الأرض حينما كان في المرحلة الإعدادية، كان جزءً من عائلة تعيسة من تلك التي قد تظهر في الدراما الرخيصة، لكن من النادر وجودها في الواقع.
ولهذا فمن الطبيعي كونه حمل ضغينة تجاه والديه اللذين كانا مسؤولين عن هذا الوضع، وتجاه عشيقة والداه الجديدة، وتجاه يوهي إيشيهارا.
لعنهم ميازاكي-كن بصوت يخلو من المشاعر: "ينبغي أن يموتوا جميعا إن طلبت رأيي."
"أفهم مشاعرك، لكن لا يجب عليك قول شيء كهذا."
رد ميازاكي بضحكة تهكمية: "لماذا، أشكرك على وعظك، وهل قلت ما يكفي للآن؟"
قالت أوتوناشي-سان: "...أجل. شكرا لحديثك معنا عن هذه المسألة الحساسة."
"هيه، أنتِ لستِ هكذا."
"كنت فقط أفكر في أن لديك متاعب بالتأكيد كذلك."
"شكرا على الشفقة."
رن الجرس.
"حسنا، سأعود إلى مقعدي. أوه، أمر آخر يا هوشينو ـــ" حالما دخل ميازاكي-كن الفصل، نظر إليّ لأول مرة منذ بدْئِنا مناقشة أمر يوهي إيشيهارا. "لا تفهمني خطئا. مجرد كوني أجبت سؤال أوتوناشي لا يعني أني أقبل ما فعلت. لقد تخطيت الحدود."
توجه إلى مقعده بقوله هذه الكلمات.
باقي الصف أيده بابتسامات قبول على النقد اللاذع الذي وجهه إلي.
على الأرجح انتظر متعمدا ليقول كلمته هذه بحيث يسمعها الجميع.
......هذا قاسٍ حقا.
نمت على مكتبي وغطيت رأسي بذراعيّ.
"كازوكي. سأعود إلى صفي. لم تنسَ ما أخبرتك إياه في طريقنا إلى هنا، صحيح؟ فلتفعله."
رفعت رأسي مترددا وأخذت هاتفي لأرسل لأوتوناشي-سان رسالة فارغة.
تحققت أوتوناشي-سان من الرسالة وأومأت. ثم قمت بحذفها من مجلد البريد المرسَل.
"لا تنسَ إرسال هذه الرسائل خلال الحصة!"
أرسل لي رسالة كل 10 دقائق ـــ هذه كانت تعليمات أوتوناشي-سان.
بهذه الطريقة ستكون قادرة على اكتشاف عملية تبديلنا "أنا" و"يوهي إيشهارا".
ففي الأخير، يوهي إيشيهارا لا يدرك ما نفعله ولن يرسل أي رسالة فارغة.
طيب، حيث أننا لا نحيط فهما بسابع ليلة في الوحل بعد، فهذه الطريقة بالكاد موثوقة.
"أتريد شيئا بعد؟"
"كلا يا أيا."
بدت أوتوناشي-سان مشدوهة لثانية واحدة، لكنها لم تقل شيئا وغادرت الفصل.
تنهدت.
...يوهي إيشيهارا هو عشيق أم ميازاكي-كن؟ هذا هو الشخص الذي يتحكم بجسدي؟ بطريقة ما، من غير المنطقي أن يرغب شخص بالغ ما بالاستيلاء على هويتي.
هزَّ هاتفي داخل جيبي فجأة. التقطته حالا وفتحته لأجد أن رسالة جديدة وصلت، ففتحت صندوق الوارد.
اسم ’ماريا أوتوناشي‘ على الشاشة.
هِم، ربما نست قول أمر ما؟ أم أكان هناك أمر لا يمكنها قوله عاليا؟
الرسالة فيها عبارة وحيدة، عبارة جد بسيطة، ربما كُتبت على اعتبار احتمالية تولي يوهي إيشيهارا السيطرة على مخي.
فلتبق متيقظا.
آه، فهمت.
لمَ كان يوهي إيشيهارا يتدخل في شئوننا أمس؟ هناك احتمالية واحدة ستخطر على البال حالا:
ــــ لأن ميازاكي-كن حليف لـ"يوهي إيشيهارا."
قد يكون اقترابه العنيف من أجل إبقاء "يوهي إيشيهارا" على إطلاع بأفعالنا.
لا ينبغي لي أن أضع قيمة لما يقوله ميازاكي-كن في وجههنا منذ أنه قد تكون لديه دوافع خفية. يجب أن يكون هذا ما حاولت أوتوناشي-سان إيصاله بهذه الرسالة.
على أي حال، بينما قد يكون صحيحا أن يوهي إيشيهارا ذاك شخص مختلف كليا عن "اليوهي إيشيهارا" الذي يتحكم بجسدي، إلا أنه لا يمكنني تجاهل كل ما قاله ميازاكي-كن واعتبار أنه ليس إلا كذب بحت. المشاعر التي أظهرها عند حديثه عن وضع عائلته بدت حقيقية.
أعدت ناظري إلى هاتفي الخلوي وأعدت قراءة رسالتها البسيطة.
فلتكن شكَّاكا.
...آه، ربما عنت شيئا مختلفا كليا. ربما لم تعنِ "فلتكن متيقظا" عندما يأتي الأمر لريو ميازاكي.
عليّ التعامل مع جميع الأشخاص وجميع الأشياء بتلك الطريقة.
يمكنني اكتشاف ما فعله "يوهي إيشيهارا" أثناء تحكمه بجسدي عن طريق سماعه من الآخرين فقط. لكن لا أملك أي حليفا. لا ميازاكي-كن ولا هاروكي ولا كوكوني ولا دايا ولا أيا أوتوناشي حتى في جانبي.
حذفت الرسالة؛ فعليّ مسح أي رسالة من أوتوناشي-سان.
شددت قبضتي.
"ــــ لماذا."
لماذا لا حليف لدي بينما حتى يوهي إيشيهارا لديه واحد؟
تعليقات