لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 57
الثاني من مايو (السبت) 14:00
اكتشفت سبب كونه "متأخرا جدا‘.
رغم عدم تمكني من استدراك ما يجري أمام ناظري بتلك السرعة، إلا أنه كان متأخرا جدا حتما.
"هاتان هما جثتا أمي ويوهي إيشيهارا."
أنا في مسكن آخر لا أعرفه، رأيت غرفة معيشة عادية بدون أي مزايا تستحق الذكر.
...عدا عن السائل الأحمر الذي يلطخ كل الأنحاء.
نظرت إلى الجسدين.
ثمة جثة لامرأة في منتصف العمر. رأسها مفتوح، ومخها متفرق متناثر في جميع الأنحاء وتمت إعادة تشكيل شكل رأسها ليصبح هلالا.
ثمة جثة لرجل في منتصف العمر، هو على الأرجح يوهي إيشيهارا الحقيقي.
رأسه مفتوح تماما كما هو رأس المرأة، لكن إضافة إلى ذلك، ضلوعه منحنية بزوايا مريبة كما لو أن فواصله قد دُمرت عن بكرة أبيها. مشهدٌ قميء، يشير إلى وجود من يحمل ضغينة شديدة.
على أي حال، الوضع هنا نتن حقا.
"آاه ــــ"
جعلتني النتانة أرقب الجثتين بهدوء، ثم أدركت أمري. لماذا ـــــ هذا هنا؟
"هذه هجمته عليك!"
ألقت لمبة أرضية نورا شحيحا على الجثتين.
"هاتان الجريمتان تم ارتكابهما بجسد كازوكي هوشينو. تعرف ما الذي يعنيه هذا، صحيح؟ طالما تكون كازوكي هوشينو فلن تكون قادرا على الإفلات من إثم القتل. حين تلقي الشرطة القبض عليك، فإن كازوكي هوشينو هو من سيُعاقب."
صوته يصدو في المساحة الشاغرة هذه لكنه لا يصل مسمعي جيدا.
وجه ميازاكي-كن نظرته إلي ثم تنهد بوهن.
"......هو السيناريو الذي خططنا محاصرتك به، لكن دعنا نلغيه. كما أخبرتك سابقا، اليأس المتولد من كذبة يزهر أملا حين تُكشف الحقيقة. هاتان الجثتان هما السبب. السبب الذي جعله يريد الاستيلاء على جسدك."
"السبب...؟"
ماذا إن كان مقتل هذين الشخصين هو الحافز الذي جعلـ"ـه" يريد سرقة جسدي؟
بناءً على كلام ميازاكي-كن، أفترض أنـ"ـه" يعتبر حياته ملأى بسوء الحظ. ما الذي قد يتمنا"ه" لو نال الصندوق بعد حادثة كهذه؟ أشك في أمر رغبته باستعادة حياته.
لن يرغب بأن يصير نفسه بعدئذ. ولهذا سيرغب بأن يسرق جسد رجل آخر.
"...أفهم كيف انتهى الأمر بالمالك بتمني أمنية كهذه! لكني... لا أفهم حقا سبب مساعدتك له في فهم كيفية عمل سابع ليلة في الوحل هذا. ألن يكون من الأفضل لو أخبرته بأن يدمر الصندوق ويرجع لنفسه الحقيقية...؟"
"إن ذهب إلى السجن لن أكون قادرا على البقاء بجانبه بعدئذ، أليس كذلك؟"
فعلا. لكن يظل الذهاب إلى السجن أفضل من أن يصير شخصا آخرا.
"يبدو أنك لم تفهم بعد... آه، فهمت. فلا سبب لمعرفتك هذا. أخبرني، أتساءلت يوما عن مكان جسده الأصلي الآن إن كان يتواجد داخلك؟"
بالتفكير في الأمر، لم يسبق لهذا وأن خطر على بالي. افترضت أنه قد اختفى منذ أنه داخل جسدي.
"سأجيب هذا السؤال! أخرج هاتفك."
هذا كل ما يلزمني سماعه لأفهم ما يجري. أخرجت هاتفي الخلوي وفتحت مجلد البيانات متحققا من الملفات الصوتية. هناك واحد جديد.
شغلت الملف.
"جسدي الأصلي؟ لقد قتلته أصلا!"
حبست أنفاسي.
"هو" انتحر بعد قتله والدته ويوهي إيشيهارا إذن؟ لماذا يقحم نفسه في أمر أحمق كهذا...!؟
"أليس مجرد عائق؟ لا حاجة لي بذاك الجسد ــ لست ذاك الطفل بعد الآن!"
.....انتظر! إذن بعبارة أخرى ــــ
"متأخر جدا، أفهمت؟ ليس بوسعي حماية الشخص الذي أريد حمايته بعد الآن."
ــــ صحيح، متأخر جدا بالفعل.
ليس لميازاكي-كن فحسب، بل لي أنا أيضا.
ففي الأخير جسد"ه" الأصلي مات. ما يعني أن المالك قد مات. ما يعني أيضا أنه لا سبيل لتدمير هذا الصندوق بعد الآن.
باختصار ـــ النتيجة النهائية لسابع ليلة في الوحل لا يمكن منعها بعد الآن.
متأخر جدا. نحن متأخرون جدا تماما.
"خياري الوحيد هو تحقيق سابع ليلة في الوحل." قال هذه الكلمات بأسلوب عادي جدا للدرجة التي أدركت فيها أنه يبتر عواطفه.
ثم أتبع بكلمات واضحة: "إذن يا هوشينو ـــ أظن أني سأبيدك."
رفع رأسه الشاحب ببطء، عيناه كانتا ـــ غائرتين.
"سأجزُّ عزيمتك على المقاومة جزًّا."
أردف بدون أن يرفع نظره إلى عينيّ.
"لكن لن يكون بإمكاني الاستراحة بعد فعل هذا فحسب؛ لوجود ماريا التي يجب تولي أمرها. لذا كنت أفكر بجعلك تخضع وتوقف ماريا أوتوناشي. كنت أفكر حيال كيفية فعل ذانكما في الآن ذاته."
ابتسم باستياء وأكمل:
"أسر أوتوناشي. لكن جعلك مَن يفعل هذا."
"...وهذا سيخضعني؟"
"أجل. فكر مليا، إن أسرنا أوتوناشي وحبسناها حتى السادس من مايو فلن تشكل خطرا علينا بعد ذلك ـــ هذا جلي كفاية. إن لم يكن بمقدور أوتوناشي التحرك فلن يتم تفادي أمر سابع ليلة في الوحل."
إذن خيانة أوتوناشي-سان مساوٍ لإفلات ملاذي الأخير.
ما سيعني أني خضعت.
"إذن فلننتقل إلى التنفيذ ـــ هوشينو، سأقوم بحبسك في غرفتي وأستخدمك كفخ للإيقاع بأوتوناشي. سأجرك وحيدا، مهما قاومت، لن أتردد في استخدام العنف. طيب، ستغدو المقاومة عقيمة حالما تبدل الشخصيات مجددا."
"إذن... لمَ لا تنتظر إلى أن أبدل فحسب؟"
"إن فعلت فقد تحاول عَقلَ ما صار بقول أنه تم إجبارك ضد رغبتك. إن لم تخن ماريا أوتوناشي بقبول منك فسيكون الأمر عقيما. ففي الأخير، علينا أن نجعلك تخضع كاملا."
......فهمت.
"إذن ما الذي ستفعله؟ أترغب بأن تحاول وتقاوم؟"
أخرج ميازاكي-كن زوجا من القبضات النحاسية وارتداهما. النظرة التي تعلو محياه تدل على أنه لا يخادع.
أعليَّ خيانة ماريا ـــ لا، أيا أوتوناشي؟
أيوجد ما سأخونه؟ نحن لا نثق ببعضنا حاليا. إضافة إلى ذلك، قد لا يكون ميازاكي-كن لاحظ بعد، لكني فقدت عزيمتي على المقاومة منذ أن اكتشفت أن حياتي اليومية ضاعت لأبد الدهر.
أعليَّ محاربة ميازاكي-كن؟ محال. ولمَ سأسلك مسارا موجعا ومقفرا؟
"ـــــــ"
ومع ذلك، فلا زلت غير قادر على قولها.
لست قادرا على قول جملة ببساطة "سأخون أوتوناشي-سان."
لمَ لا؟ لا أفهم. لن يتغير شيء إن لم أقلها. لقد استسلمت آنفا وحين يحل وقت التبديل سأكون محبوسا. النتيجة لن تتغير. ومع ذلك، حين يأتي الأمر للجهر بخيانتي يكون هناك ألم مستعر في جوف صدري.
"مـ-ميازاكي-كن، أخبرني ـــــ"
بام.
"ــــ آغه!"
ميازاكي-كن ضربني. جثوت على ركبتي غير قادر على الحديث.
ظل تعبير ميازاكي-كن خاويا وهو يطرق النظر إلي. لن يستمع لأي شيء أقوله. سيبرحني بلا رحمة إن أظهرت أي علامة على المقاومة.
أعرف. ليس أمامي سوى اختيار الخيانة.
أليس هذا جيدا؟ فأيا أوتوناشي هي عدوتي في الأخير.
أخذ بكتفيَّ وأوقفني. وضع قبضته أمام معدتي العزلاء.
"هيا، أسمعني خيانتك!"
"بإمكانك ــــ"
لا معنى لهذا، ولذا فليس هناك سبب للتردد.
إذن لماذا ـــ
"بإمكانك ـــ حبسي."
لماذا كان يبدو أن قلبي انفطر حين قلت هاته الكلمات؟
الثاني من مايو (السبت) 23:10
أنا أحلم.
أحلم بذات الحلم مجددا.
يتبع
ترجمة ومراجعة: DANDA
نتمنى منكم تقدير الجهود التي نبذلها والوقت العظيم وراء كل هذا ودعمنا ولو بأقل القليل عن طريق الانضمام إلى المدونة
شكرا على الترجمة
ردحذف