لايت نوفل Utsuro no Hako to Zero no Maria الفصل 65
الرابع من مايو
الرابع من مايو (الإثنين) 07:49
أدركت أني مستلقٍ على فوتون مفروش على الأرض، وأصفاد اليدين والقدمين تكبلني، ولا زلت أشعر بالدوار وذهني مضطرب.
لم أعد أميز ما إن كان النَصَب الذي أكابده من واقعٍ هو أم من حلم.
أشعر أني أغرق في مستنقع لا قعر له.
أقاوم وأقاوم بلا جدوى، أغوص أعمق فأعمق، إلى أن نسيت ِلمَ أقاوم أصلًا، إلى أن انتهى الأمر بأن أفقد قدرتي على المقاومة. فهأنا أغوص عميقًا في الوحل. وقد لطخ الوحل جسدي تلطيخًا. إلى أن صرت وحلًا. دواخلي وخوارجي ما هي إلا وحل فحسب. ما عدت أستشعر شكلي مذ تلاشيت بالكامل.
إني عاجز عن إيجاد نفسي.
.......أنا، هاه.
[تعليق المترجم الأجنبي: في اليابانية طرق عدة لقول ’أنا‘. وهنا كان يقول ’بوكو‘]
في بادئ دخولي هذا الجسد، كنت أشير إلى نفسي بهذا اللفظ عمدًا، إلا إني الآن صرت أشير به عفويًّا. لا أظن أني صرت معتادًا عليه، بل أظن أني أُسحب مع عادات جسد كازوكي هوشينو.
ولهذا السبب إني يتأتَّى لي الإيمان أن بإمكاني أن أصير كازوكي هوشينو ــــــ لأن هذا الجسد يتحول بالطريقة التي أعتقد.
استيقظت أخيرًا وجلست. هنا لاحظت المكان الذي أنا فيه جراء رائحة النعناع هذه. وهو ليس بالمكان الذي ينبغي أن أكون فيه - شقة ريو ميازاكي - بل إني في غرفة ماريا أوتوناشي.
سمعت صوت التنفس الواهن لشخص نائم. التفتُّ أنظر صوب السرير لأرى ماريا أتوناشي تواجهني نائمةً. ولوهلة، ما يعلو محياها ليس تعبيرًا مرهقًا. وجهها يبدو كفتاة نائمة تماثلني عمرًا... لحظة، هي في نفس عمري أصلًا.
"لمَ تحدق فيّ؟"
تعبيرها البريء سرعان ما تلاشى.
"تبدين لطيفة في نومك يا أوتوناشي-سان."
"إذن أنت [يوهي إيشيهارا]."
كشفت أمري على الحال، رغم أن المدة الزمنية بين 07:00 و08:00 كانت ملك [كازوكي هوشينو] حتى البارحة.
رفعت ماريا أوتوناشي جسدها العلوي ونظرت في عينيَّ نظرة خاطفة.
"أخشى حياتك."
"......هاه؟"
لا أجيد التعامل مع المواقف الفجائية هذه.
"أخبرك أن المالك لا زال حيًّا يرزق."
ولا زلت عاجزًا عن استيعاب ما تقول. لكني شيئًا فشيئًا لاحظت أنها تتجاوز الحدود في كلامها.
ماذا بحق باسط الأرض...؟
ولا زلت أستصعب مسايرة الحديث وأحدق في وجهها فقط. وهي تنظر إلى وجهي المحتار بازدارء، ثم وقفت.
"طيب، أظن أن وقت المغادرة قد حان. لا أحوز وقتًا لحديث لا يقدم ولا يؤخر شيئًا."
ثم أخرجت سترة من الخزانة وأخذت ترتديها.
"ما الذي سوف...؟"
"يا لحماقتك! إني ذاهبة أبحث عن المالك. وما الذي قد أفعله غير ذلك؟"
إن كان المالك حيًّا حقًّا فأفعالها معقولة منطقية. وهكذا فتحت الباب وخرجت دون أن تلتفت حتى.
هاه؟ ما الذي قد يعنيه هذا؟ ماذا حدث بحق باسط الأرض؟
هل فشلت خطتنا البارحة؟ وإلا أنَّى لي الانتهاء بهذا الوضع؟
عليَّ اكتشاف ما حدث.
بحثت عن هاتفي بغية مكالمة ريو ميازاكي. إلا إني رأيت هاتف كازوكي هوشينو على الطاولة فيما كنت منهمكًا أبحث ــــ
"ــــــ!"
أنشأ الهاتف يرن فجأة ــــ وقت الرنين كان في غاية السوء للدرجة التي أخذت فيها أرتجف خوفًا.
الساعة تخبرني أنها صارت الثامنة صباحًا توًّا. وقد استحالت الثامنة صباحًا وقتي منذ البارحة. فلا بد أن ريو ميازاكي قد انتظر ولم يجرِ هذه المكالمة إلا الآن وقد صار الوقت وقتي.
التقطت الهاتف وألقيت نظرة على هوية المتصل.
"........إيه؟"
ليس الرقم الذي كنت أتوقعه. لا بد وأنه رقم ..... ـــــ لا، يستحيل هذا! يستحيل لذاك الشخص مهاتفتي.
إذن مَن عساه يكون؟
أصابعي ترتعش واهنةَ، لكني تجاهلت هذا ونقرت على زر الرد.
"......مرحبًا؟"
"....."
ظل المتصل صامتًا.
"مرحبًا؟ ... من معي؟"
"ريكو أسامي."
"ماذ ــــ"
إني عاجز عن الحديث.
"لمَ التفاجؤ؟"
"أ-أنتِ ــــ"
"أكنت تحسبني ميتة؟ أكنت تحسب أني قُتلت؟ يا لسوء الحظ، هاه. وها نحن نحظى بمحادثة الآن."
إنه صوت ريكو أسامي بلا شك.
"محال! من المستحيل أن تكوني حية! ريو ميازاكي قد قتلكِ مسبقًا!"
"...هو، هوهو، أعلم هذا مسبقًا، لكن كما ترى بنفسك الحال الآن. آهٍ ما أشد حماقتك. ألم تفهم؟ لن يقدر ذاك الشخص على قتلي أبدًا"
ريو ميازاكي ليس قادرًا على قتل ريكو أسامي؟ ... لا أصدق. من المفترض أن تكون ريكو أسامي بمثابة قذى العين لريو ميازاكي أيضًا.
"إنك أحمق للتفكير أن بإمكانك قتل أحدهم دون إقحام نفسك في الأمر. ما أنت إلا حثالة لا يتحمل أحد النظر إليك. لِمَ لا تحرق في المحرقة كما الحثالة؟"
استغلت تشوشي لتهزأ بي.
ثم أخيرًا تقبلت حقيقة أنها لم تمت وأدركت شيئًا.
"...لمَ تتحدثين بهذه الطريقة؟"
"هذه الطريقة؟"
"تتحدثين تقريبًا كما ــــــ"
"كما كنت تقريبًا أتحدث في الماضي؟ كما كنت قبل أن أبدأ التظاهر بالبأس؟ كما كنت حين كنت سقيمة ولا يسعني سوى التحمل؟ ...إني متفاجئة من إمكانك قول هذا..."
ضحكت ممتعضة ثم أردكت:
"...حين لم تكن قد غيرت نفسك."
قالت إني لم أتغير؟ رغم كل الجهد الذي بذلته طوال هذا الوقت؟ أنا الذي عشقت ماريا أوتوناشي وأعدت حياتي في جسد جديد؟ الذي سيصبح كازوكي هوشينو؟ ...لم أتغير!؟
"...لا تعبثي معي! أهاتفتني لتزعجيني فحسب؟"
وفي اللحظة التي وصلتها عداوتي، قالت وهي التي لطالما كانت في منتهى الرقة:
"أجل!"
"...إيه؟"
"أتعرف أني لن أسامح شخصًا مثلك يحاول الاستيلاء على جسد آخر... في الواقع، ما الذي تفعله بحق خالق الجحيم؟ حريٌّ بك معرفة قدرك. قتلك واجب. ولهذا ــــ"
قالت متجردة من العواطف:
"ــــ أظنني سأحطم الصندوق."
"ما... الذي تقولينه...؟"
"تعرف أني قادرة على ذاك، صحيح؟ ففي الأخير، أنا ريكو أسامي المالكة."
لا كلام يسعفني، لا ردود تنقذني، ظللت صامتةً ويداي ترتجفان.
وأهلست تضحك ثم قالت لي:
"إياكِ والتفكير أن بإمكانكِ النفود بجلدك وحدك! أفهمتِ يا [ريكو أسامي]-سان؟"
[ت.م: التي بجسد هوشينو كانت فتاة طوال الوقت، إلا إنه لم يكن هناك مهرب من الإشارة إليها بصيغة غير المذكر]
بحاجة إلى قرض، اتصل على WhatsApp: +91 (923) 356-1861. لقد حصلت على الألغام منهم. إنهم موثوقون للغاية.
ردحذفشكرًا.